الفصول الثلاثة .. بين التحصيل التعليمي ومواءمة الدول العشرين

رسالة الجامعة تستطلع آراء الأكاديميين والطلبة..

 

د. صالح الزهراني: الطالب سيكون أقرب من المؤسسة التعلمية 

 

محمد الشتوي: يزيد من التركيز ويخفف الشتت 

 

أروى البابطين: نظام سلبي ويثقل العبئ الدراسي 

 

 

 

استطلاع: عبدالله المنبهي، قماش المنيصير  

 

 

 

تشهد الجامعة ولأول مرة مرحلةً مفصليةً جديدةً عنوانها الفصول الدراسية الثلاثة، الهدف منها رفع مستوى تحصيل الطلاب، وتعويض الفاقد التعليمي، ومواءمة عدد الأيام الدراسية في المملكة العربية السعودية مع الأيام الدراسية في نظيراتها من دول مجموعة العشرين ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بما يتوافق مع متطلبات العملية التعليمية. 

وفي تصريح سابق لسناب صحيفة رسالة الجامعة أشار عميد شؤون القبول والتسجيل الدكتور سعد بن حمد بن عمران إلى أن إلى أن العمادة تعمل على دراسة تحول الفصول الدراسية إلى ثلاثة فصول، من خلال وضع الخطط اللازمة متطلبات التحول جميعها من ناحية الجداول والخطط الدراسية، وكذلك عدد الساعات في الفصل الدراسي، وآلية التسجيل.

 

وقال المتخصص في القيادة والتدريب د. زيد الخمشي: «من الواضح أن تطبيق نظام الفصول الثلاثة جاء لمعالجة الفاقد التعليمي لدينا، وكذلك لتخفيف أعباء الدراسة عن المتعلمين عبر تقسيم العبء التعليمي على ثلاثة فصول بدلاً من فصلين، مما يسهم في تحسين نتائج التعلم». وأضاف:» إن الفصول الدراسية الثلاثة من التجارب حديثة التطبيق في نظامنا التعليمي؛ إذ جُرِّبت في الكليات التقنية، ثم طُبِّقت خلال العام الماضي في التعليم العام، و بعد ذلك جاء تطبيقها هذه السنة في التعليم الجامعي، ولا يمكننا حاليًّا الحكم عليها حتى تنضج ونتعرف على إيجابياتها وسلبياتها بشكل واضح وجليّ، وهذه التجربة لم نطبقها وحدنا؛ بل سبق تطبيقها في نظم تعليمية مماثلة كما في الإمارات على سبيل المثال، ومع أنّ نظام الفصول الثلاثة مطبق لديهم منذ عشر سنوات إلا أنه لم يقنع التربويين والطلبة هناك بجدواه؛ إذ يرون أنّ طول العام الدراسي والإجازات المطولة التي تتخلّله تسبّب إرهاقًا كبيرًا للأسر، ولدينا تجربة مماثلة في النظام التعليمي السعودي العام خلال السنة الماضية، حيث كانت أبرز الملاحظات تدور حول طول العام الدراسي والإجازات المطولة التي لا فائدة من كثرتها. وفي الجامعات السعودية تطبيق التجربة كفيل بالحكم عليها، فمع أنّ كثيرًا من الجامعات العالمية تنتهج نظام الفصلين وعدلت عن نظام الفصول الثلاثة  إلا أن الجامعات السعودية من الممكن أن تخلق نموذجًا فريدًا في هذه التجربة فتساعد المتعلم على تقليل سنوات الدراسة، وترفد التجربة بتطبيقات عمليّة وعلميّة، وتفعّل فيها شراكات تساعد على تحسين التعلم وربطه بالواقع وبسوق العمل، وأثناء ذلك تجري الجامعات مزيدًا من الأبحاث لمعرفة إيجابيات وسلبيات هذه التجربة».

 

في حين يذهب الدكتور صالح بن عيظة الزهراني عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود إلى أن الحكم على دراسة الفصول الدراسية الثلاثة لا يعتبر تجربة، مؤكداً أن الحكم على التجربة يأتي عن طريق تغير المناهج وطرق التدريس التي لم تختلف في هذه السنة، وبين الدكتور صالح أن السنوات القادمة ستبين نجاح الفكرة من عدمها، وذلك بتغيير المناهج وطرق التدريس ليتم الحكم على نجاح تجربة الفصول الدراسية الثلاثة، وحول إيجابيات التجربة أكد د.الزهراني في تصريحه لـ ( رسالة الجامعة)، أن هذا العام الدراسي سيختلف عن العام الماضي لطول المدة الدراسية، حيث سيكون الطالب أقرب إلى الجامعة، وذلك يجعل الطلاب أكثر حماسًا لمصادر التعلم وأقرب من المؤسسة التعليمية»

 

وللطالبة أروى البابطين من المستوى السادس في قسم الإعلام رأي آخر، حيث تقول: «عندما نسمع بشكل عام عن وجود ثلاثة فصول دراسية تتبادر إلى أذهاننا القدرة على سرعة التخرج وتخفيف العبء عن الطلاب، ولكن سرعان ما يتضح لنا عكس ذلك، وأرى أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة سلبي، ولا أرى له أية إيجابيات بتاتا، فهو يثقل العبء ولا يخففه، فزيادة وقت المحاضرات لا يعود بفائدة على الطلاب؛ بل يعيق ويقلّل من إنتاجية الطالب خاصةً إذا كان يعمل. ربما ستكون رؤيتي مختلفة إذا طُبق على طلاب المستويات الأولى دون الأخيرة؛ وذلك لاعتياد الطلاب في المستويات الأخيرة على نظام معين مختلف عن هذا النظام».

 

 

فيما قال سعود الرشود طالب العلوم السياسية بالمستوى الرابع: « إنّ نظام الفصول الدراسية الثلاثة يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار إذا توفرت له آلية واضحة تشمل كل صغيرة وكبيرة في هذا النظام وتجعل فهمه يسيرًا للطالب وعضو هيئة التدريس على السواء، كذلك لا بد أن تكون لهذا النظام مميزات تفوق في كفاءتها وجودتها نظام الفصلين.  أمّا إن حصل خلل في أحد الشروط المذكورة أعلاه فرأيي أنّ من الأفضل استمرار نظام الفصلين».

 

 

 

بينما قالت الطالبة نورة الوهيبي من المستوى السادس بقسم الإعلام: « قد يكون لنظام الفصول الثلاثة بعض الإيجابيات مثل قلة المقررات في المستوى الواحد، لكنّه نظام متعب جدًّا، فمن سلبياته الإجازات المتقطعة بعكس نظام الفصلين، لا سيما أنّ عدد سنوات الدراسة في النظامين متماثل بعكس ما يُشاع، لكنّ نظام الفصلين أكثر راحةً وانتظاما».

 

 

 

في حين يرى الطالب محمد الشتوي من قسم علوم الحاسب بالمستوى الرابع أنّه نظام جديد يستحق التجربة، وأتمنى تحقيق الأهداف المرجوة منه، فله إيجابيات منها التركيز على مقررات أقل في الفصل الدراسي الواحد مما يزيد من تركيز الطلاب ويخفف من تشتتهم، فمثلاً بدلاً من أن يدرس أكثر من أربعة مقررات في الفصل الواحد سيدرس مقررين أو ثلاثةً على الأكثر، ولهذا النظام سلبياته التي من أهمها طول السنة الدراسية.

 

 

 

وللطالبة رزان الدالي من قسم الإعلام  رأي مماثل، فهي ترى أنه نظام جديد يختلف عن نظام الفصلين،  وله إيجابياته وسلبياته، فمن إيجابياته أنه من الممكن أن يسهم في تسريع مرحلة التخرج، ومن سلبياته طول العام الدراسي.

 

 

 

وفي الختام قال الطالب عبدالله بن منصور الجريان من المستوى التاسع في قسم  الهندسة الصناعية: «هي فكرة جيدة وستحقق أهداف الطلاب، لأنها ستخفّف الضغط الدراسي عليهم وتوزعه على فترة أطول ، مما يسهم في زيادة التركيز في كل وحدة دراسية وعدم التشتت بسبب طول مدة الدراسة في الفصل الدراسي الواحد، وكذلك الإجازات المطولة تساعد على التركيز في رأيي، غير أنها قد تكون سلبيةً لبعض الطلاب  بزيادة العبء الدراسي عليهم».

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA