الغش الإلكتروني

من وجهة نظري أن التعليم الإلكتروني أدى إلى نقص المناعة التعليمية والتربوية في العالم ؛ بسبب ارتفاع نسبة ظاهرة الغش عند الطلبة في جميع المراحل التعليمية، و أدى ذلك إلى غياب الضمير الدراسي؛ بسبب التعليم الإلكتروني الذي سهل لهم وسائل الغش.

و من الدواعي المحفزة للغش الإلكتروني غياب المراقبة من الأساتذة وعدم إحساس الطلبة بالأجواء الدراسية، وأيضاً ضاعف التعليم الإلكتروني نسبة الكسل الدراسي؛ بسبب كثرة الجلوس، وعدم بذل الطلبة مجهودًا جسمانيًا كبيرا،  وهناك سبب رئيسي وسلبي للغش، وهو مراقبة الأسرة لمستوى الأبناء الدراسي، وسعيهم لحصول أبنائهم على تقارير ممتازة بأية وسيلة كانت، فبعض الأسر عَرّفت أبناءها على الغش، و شجعتهم على ذلك، من خلال حضور الاختبارات عنهم، وحل الواجبات لهم، خاصةً في المراحل الأولى من دراستهم، وأيضا سهلت التكنولوجيا الغش الإلكتروني لدى الطلبة بشكل كبير وبطرق كثيرة، منها: تعيين من ينوب عنهم في حل الواجبات والاختبارات، ومساعدة الطلاب بعضهم البعض عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الاختبارات الفصلية والنهائية، وأيضًا توجد سبل أخرى للغش عند الطلاب والطالبات عند حل أسئلة الاختبار منها: نقل الإجابة من كتب المقررات الدراسية  دون بذل أي مجهود في تغيير المعنى الحرفي للإجابة أو إضافة معلومات خارجية. و مما لا شك فيه أن الغش الإلكتروني  ظاهرة من أخطر الظواهر في حياتنا خاصةً في وقتنا الحالي؛ لأنها تؤثر سلباً على سلوكياتنا وعلى مستقبلنا المهني. وقد أكد الأخصائيون في علم النفس على أنّ الغش ينعكس على شخصية الطالب لأنه يتحول إلى شخصية أنانية تعتمد على الآخرين ولا تتحمل المسؤولية، و الغش وسيلة  لإيجاد المُدلسين مُستقبلاً؛ لأنه يبني شخصيات حاقدةً على المجتمع، واتكاليةً، وقادرةً على الخداع، ومعتمدةً على الكذب، و مهتزةً نفسياً، وفاشلةً مهنياً واجتماعياً؛ ومن ثَمّ تصبح سهلة الانقياد لجماعات الشر والفساد ومعاونةً لهم. لذلك فإنّ هذا السلوك يتعارض مع قواعد المجتمع، و يجب علينا الحد من انتشاره والسيطرة عليه؛ حتى لا ينتشر ويصبح عادةً سيئةً يصعب على المجتمع التخلص منها، وذلك عن طريق تشديد العقوبة، وتطبيق تعليمات الأمانة الأكاديمية في المؤسسة على من يثبت فعلاً قيامه بالغش، وإجراء اختبارات تجريبية، و الابتعاد عن استخدام أسئلة من الإنترنت،  وتنويع الأساتذة لأنماط الأسئلة، و إعطاء الاختبار الإلكتروني لجميع الطلبة في الوقت نفسه، مما يحد من إمكانية نقل الأسئلة أو الإجابات إلى الطلبة الذين يقدمون الامتحان لاحقاً.

في ختام المقال أود أن أنوه على أن الغش يترك لدى  الفرد أثرًا سلبيًا في الحياة، ويضعف قدراته ويحد منها؛  لذلك هو محرم، و يجب على المجتمع أن ينبذ هذه الصفة ومن يتخذها، وأن يتعامل معه بحزم؛ حتى لا تكون عادةً لدى الطلاب. فينبغي على مؤسسات الدولة كالمدارس والجامعات أن تسلط الضّوء على ظاهرة الغش، وتبرز سلبياتها وآثارها على المجتمع، وتأخذها بعين الاعتبار وألا تهونها أو تتجاهلها. والدور الأساسي و الأهم هو دور  الأسرة في ردع أبنائهم عن الغش، وتذكيرهم بأنّ الغش يمحق البركة في كل شيء، وأن الدرجات المكتسبة من الغش ليس لها لذة، كما أن الغش صفة المنافقين والكاذبين.

 

نوف المطرفي

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

كلية الإعلام والاتصال

قسم الصحافة والنشر الالكتروني

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA