أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يشاركون في (ملتقى الأدباء) في الطائف

 

د. نورة القحطاني: نحتاج إلى جهود مؤسسية جادة تدعم حضور الأدب السعودي المتميز في الأوساط الأكاديمية والإعلامية العالمية

 

د. صالح زياد : فوائد الملتقى متعددة ونرجو أن يتكرر هذا الملتقى بأسماء جديدة وموضوعات حديثة في الأعوام القادمة

 

د. صالح معيض الغامدي:  الأوراق المقدمة حظيت بتفاعل مميز من الحضور

 

د. أمل التميمي :  الرؤية الجديدة للقاءات الأدبية تمثل حراكًا فكريًا وثقافيًا جديدًا يرغب في تطوير الحراك الأدبي السعودي

 

شارك عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في (ملتقى الأدباء) الذي عقد في الطائف؛ احتفاءً باختيارها عاصمةً للشعر العربي لعام 2022م،  وقد عقد الملتقى  في يومي الجمعة والسبت: 28-29/ 1/ 1444هـ الموافقَين 26 و 27 أغسطس من العام الميلادي الحالي، باستضافة من أكاديمية الشعر العربي وبرعاية من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وبواقع 8 جلسات حوارية لـ 21 متحدثًا، هذا وقد استضاف الملتقى ما يقارب   150 أديبًا ومشاركًا؛ لتبادل الآراء حول المشهد الأدبي، ودور الجهات الأدبية في إثراء المشهد الأدبي والحراك الثقافي .

وتضمّن الملتقى عددًا من المحاضرات والجلسات الحوارية والنقدية، من أهمها الموضوعات التي تُعنى بالشعر السعودي، وأهمية دور القطاع غير الربحي في التمكين الثقافي، وتحريك المشهد الأدبي، والرواية السينمائية .

وكان لصحفية الجامعة هذا اللقاء مع بعض المشاركين والحاضرين من الجامعة.

فقد ذكرت  د. نورة سعيد القحطاني  أستاذ الأدب والنقد الحديث المساعد في كلية الآداب بالجامعة  أنّ الملتقى جاء ليجدد النشاط الفكري والثقافي، ويفتح باب الحوار حول قضايا مهمة لواقع الأدب السعودي ومستقبله. ومثل هذا الملتقى الذي ترعاه هيئة الأدب والنشر والترجمة في وزارة الثقافة يعزز تبادل الخبرات العلمية والثقافية بين الأدباء والنقاد والباحثين لتحقيق تميز ثقافي وحضور أدبي فاعل يتوافق مع توجهات رؤية المملكة ٢٠٣٠.

هذا وقد شاركت د. القحطاني في الجلسة الثانية من اليوم الأول للحديث حول قضايا (الأدب السعودي والآخر).  حيث طرحت سبل تعزيز انتشار الأدب السعودي عالميًا من خلال الترجمة التي تدعم حضوره في سوق النشر العالمي، كما ألقت الضوء على التحديات التي تواجه الأدب السعودي وتعيق انتشاره عالمياً، موضحةً كيف أدّت مجموعة من العوامل إلى اختيار أعمال سعودية معينة للترجمة وبالتالي دخول الفضاء الأدبي العالمي، مع الإشارة إلى طبيعة ووظيفة التسويق الغربي لأعمال الكتاب السعوديين، ودور الناشرين والمترجمين ووسائل الإعلام في التأثير على مكانة الأدب السعودي في المكتبات العالمية، والتي جسدت طبيعة العلاقة التاريخية المعقدة بين ثقافتين مختلفتين (الشرق/الغرب) التي يتأثر القارئ الغربي بها في اللاوعي، وتظهر في قراءته لعمل أدبيّ عربيّ مترجم في إطار ذهني نمطي يؤثر على عملية استقباله لتلك الأعمال.  وهكذا سيطر خطاب الاستشراق الغربي السائد في وسائل الإعلام على ذائقة القارئ الغربي، وختمت حديثها مؤكدةً أن ثمة حاجة ماسة إلى جهود مؤسسية جادة  تدعم حضور الأدب السعودي المتميز في الأوساط الأكاديمية والإعلامية العالمية ،ومنها على سبيل المثال: تبني الأقسام الأدبية في الجامعات السعودية مشاريع ترجمة لأجناس أدبية متنوعة للأدباء السعوديين إلى لغات مختلفة، وتعزيز الاهتمام به في الجامعات الغربية من خلال تبادل الزيارات العلمية وإقامة الندوات والمحاضرات المشتركة،  وخلق فرص بحثية تشاركية بين أساتذة الجامعات السعودية والعالمية حول قضايا الأدب السعودي؛ مما يساهم في تحسين مكانة الأدب السعودي ويعزز حضوره عالميًا .

وقال الدكتور صالح زيّاد أستاذ النقد الأدبي، بكلية الآداب : « أعتقد أن ملتقى الأدباء يحقق لقطاع الأدب إجمالاً فوائد من أكثر من جانب، والفائدة هنا مزدوجة ومتبادلة بين طرفين:  فالأدباء المبدعون يلتقون في هذا الملتقى بالنقاد والدارسين للإبداع الأدبي، والمسؤولون عن المؤسسات الأدبية والثقافية يلتقون بالمهتمين بالأدب إبداعاً ودارسة، فيتحقق من وراء ذلك فوائد للإدارة الأدبية من جهة تقويمها لذاتها ومناشطها وطموحاتها التي لا تكتمل أو تجود دون التعرف على وجوه الضعف والقصور. ولهذا كان شكر الحاضرين للملتقى وثناؤهم على وزارة الثقافة، وهيئة الأدب، وعلى أكاديمية الشعر العربي بالطائف، ونرجو أن يتكرر هذا الملتقى بأسماء جديدة وموضوعات حديثة في الأعوام القادمة بإذن الله».  

ومن جانبه أكد الدكتور صالح معيض الغامدي الأستاذ بقسم اللغة العربية أن المشاركين في الملتقى كانوا من شرائح متنوعة من الأدباء والنقاد ذكورًا وإناثاً ومن أعمار مختلفة ومناطق متعددة أيضًا، ولعل اللافت في الملتقى أنّ للشباب  نصيب الأسد في المشاركات والمداخلات وإدارة الندوات، مشيرًا إلى أن الأوراق المقدمة في مجملها جيدة ومثيرة وقد حظيت بتفاعل مميز من الحضور، ودارت حوارات جيدة بين الباحثين والمقدمين والحاضرين داخل قاعة المحاضرات وخارجها.

وبدأت الدكتورة أمل التميمي الباحثة  المتخصصة في السيرة بالجامعة حديثها مشيدةً بحسن استقبال المنظمين للمشاركين قائلةً: «كُتبت هوية الملتقى على كل شيء حولنا، على الحافلات على زوايا الفندق على الشاشات الكبيرة في واجهة المباني، على صناديق الهدايا التي كانت في استقبالنا عند بوابات المطار والحافلات والفندق وغرف الضيافة، ويحفنا الورد وعبارات الأشخاص التي تشبه جمال الورد بألوانه ورائحته الزكية، ليسفر هذا الاستقبال عن الاهتمام برموز الأدب والنقد والثقافة»،  مشيرةً إلى اجتهاد اللجنة المنظمة في وضع برنامج ثقافي بأسلوب حضاري من حيث جودة الكوادر البشرية، والتقنية، وبراعة المصورين باحتراف تقني عالٍ جدًا. وأضافت د. التميمي إلى أن المناقشات في هذا الملتقى بدت مختلفةً عما ألفناه في الملتقيات الأدبية السعودية؛ ذلك أنه اتبع فيها أسلوب جديد، فالطريقة السابقة التي اعتدنا عليها هي أن يكون المشارك محضّرًا لموضوع محدد ضمن المحاور المطروحة، والجديد هو وجود محاورين أساسيين للجلسات (د.عهود اليامي – وأ.عبد الرحمن البشري) ودورهما يقوم على طرح الأسئلة لمناقشة الضيوف المشاركين في الندوة؛ بهدف الإثراء في هذا الجانب وطرح الرؤى المختلفة، والرغبة في التطوير وطرح الجديد في الجوانب المطروحة للنقاش. وهذه الرؤية الجديدة للقاءات الأدبية تمثل حراكًا فكريًا وثقافيًا جديدًا يرغب في تطوير الحراك الأدبي السعودي وقد أعجبني كثيرًا»

وقد شاركت د. أمل التميمي في إحدى جلسات المناقشات، وكان موضوع تلك الجلسة  (أهمية الجوائز الأدبية في تحريك المشهد الأدبي السعودي)، وأشارت د. التميمي في تلك الجلسة إلى ندوة أقامتها مع طالباتها في الجامعة بعنوان (ندوة الجوائز الأدبية للإبداع العربي بين التقدير والتشكيك) عام 2016م، وكانت تلك الندوة بهدف تقييم التجربة العربية فيما يتعلق بثقافة الجوائز الأدبية مضمونا وشكلًا، وتحليل نماذج إبداعية حائزة على جوائز أدبية وتقييمها وتحليلها فنيا، ومراجعة الموقف العربي الحديث من ثقافة التشكيك في الجوائز، وتحريك الوعي بالمفاهيم الأدبية والعناصر الفنية التي أهملتها بعض الأعمال الإبداعية، والبحث عن أسباب استحقاقها للفوز» .

 

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA