وطنٌ فَطِنٌ وطنٌ طموحٌ

تنهض البلدان بمجتمعاتها ، وتزدهر باقتصادها، وتتقدم برؤيتها، وعمودُ ذلك كله مستوى التعليم الذي تُقدّمه لأبنائها، فمن يملك العِلْم، يحكم العالم. ومصداقًا لذلك شهدت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة تطورًا هائلاً في منظومة التعليم على كل الأصعدة؛ مناهج، ومعلمين، وطلاب، ومبانٍ، وتجهيزات.

فقد أقرّت وزارة التعليم مؤخرًا تغييرات شاملةً هدفت إلى تحسين العملية التعليمية وتطويرها، منها: إقرار مناهج مواكِبة للتحولات العالمية، وخطط عملية لتحسين مستوى نتائج الطلاب في الاختبارات الدولية والوطنية والتحصيلية بالتركيز على المهارات القرائية والكتابية والرياضية، والسعي لرفع نواتج التعلم، وتحسين مستوى الأداء التعليمي، والتوسع في مدارس الطفولة المبكرة، وإقرار نظام المسارات في المرحلة الثانوية، وتقديم مشروع التخرج، وإضافة ساعات التطوع لطلاب المرحلة الثانوية، وضمان وصول الطلاب ذوي الإعاقة للتعليم، والاهتمام بالطلاب الموهوبين من خلال الشراكات الاستراتيجية مع موهبة مثل مسابقة إبداع 2023 التي تهدف للتنافس في أحد المجالات العلمية، ومسابقة موهوب لاكتشاف الطلبة المتميزين في التخصصات العلمية بهدف إلحاقهم بالبرامج المتخصصة وتأهيلهم للمسابقات والأولمبيادات الدولية. إضافةً إلى رفع كفاءة المعلمين والمعلمات بسنّ نظام الترقية واختبارات الرخصة المهنية، وتعزيز التعلم عن بُعد عن طريق منصة مدرستي وقنوات عين، وإنشاء مدارس في وقت قصير من خلال نظام البناء السريع، وتطوير النقل المدرسي.

وقد نوّه مجلس الوزراء في جلسته يوم الثلاثاء الموافق 13 سبتمبر 2022 بما حققته المملكة من تقدم في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2022، بحصولها على المرتبة 35 من بين 191 دولة، والمرتبة العاشرة من بين دول مجموعة العشرين؛ حيث سجّل تعليم المملكة تقدمًا فارقًا في محور اكتساب المعرفة متقدمًا إلى المرتبة 56 في مؤشر متوسط سنوات الدراسة مقارنةً بالمرتبة 74 في التقرير السابق، مما يعكس جهود المملكة الكبيرة في تعزيز وتطوير قدرة التعليم في المملكة على المنافسة العالمية، وما تبِع ذلك من تحسين نواتج التعلم.

كل هذه التطورات، قام بها وطنٌ طَموح، فطِنَ لدور التعليم في نهضته وازدهاره وتقدّمه، فأولاه جُلّ اهتمامه، وكرّس له أفضل موارده المادية والبشرية، واستفاد من أفضل التجارب والخبرات العالمية؛ ليلتحق بركب مصافِّ الدول المتقدمة في نهضة تعليمية توازي أضعاف ما نهضه في زمانه الماضي، متفوّقًا بها على نفسه، وعلى كثير من الدول المتقدمة.

وفي ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين، نقفُ جميعًا وقفة إجلالٍ واحترامٍ لهذا الوطن العظيم المعطاء، الذي لم يألُ جهدًا أو مالاً في سبيل تعليم أبنائه؛ إيمانًا منه بأنهم سيكونون الاستثمار الأمثل. وكذلك تقفُ وزارة التعليم فخورةً بما قدّمته من إنجازات خلال فترة وجيزة، لتُهدي هذا الوطن العملاق منظومةً تعليميةً متكاملةً حديثةً وفق أفضل التجارب والخبرات العالمية، تُسهم بشكلٍ فاعلٍ في تحقيق رؤية 2030، في ظل قيادة رشيدة من قائد المسيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله، وولي عهده الذي حمل وطنًا عظيمًا على كاهليه، مجاوزًا به سنام طويق، الأمير الشاب المِقدام محمد بن سلمان آل سعود يحفظه الله.

 

هند عبدالهادي السُّلمي

معلمة، وطالبة ماجستير إدارة تربوية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA