يصادف الاحتفاء باليوم الوطني لهذا العام ١٤٤٤هـ مرور مائة عام على نشأة التعليم ، حيث بدأ التعليم بصورة نظامية في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، وذلك بتأسيس مديرية المعارف عام 1344هـ،و إرساء نظام التعليم في المملكة العربية السعودية ، وقد مر التعليم منذ نشأته بعدة مراحل، بدأت من مرحلة الكم إلى مرحلة الكيف والجودة و وصولًا إلى مرحلة التميز على مستوى العالم.
وقد حرص الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه على تأسيس القواعد التنظيمية والسياسات التشريعية للتعليم في المملكة العربية السعودية، وهذا يؤكد على حرصه على التعليم؛ لأنه اللبنة الأولى في نشر الثقافة والعلم وتطور المجتمعات، ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بدأت الخطط التنموية في التطور في جميع المجالات وخاصةً في التعليم، حيث انتشرت المدراس في أنحاء المملكة وفي القرى والهجر سعيًا لوصول التعليم إلى كافة أفراد المجتمع؛ رغم وجود بعض الصعوبات من ناحية الكوادر المؤهلة والثقافة المجتمعية في تلك الفترة، وكان الهدف الأساسي هو توحيد سياسة التعليم سواءً الثقافية أم المجتمعية أم الدينية في أنحاء المملكة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لتكون هي المرحلة الأولى لتأسيس التشريعات والسياسات التعليمية التي تبحث عن جودة التعليم في المرحلة الثانية ، والتي من خلالها أصبح للتعليم هوية وخارطة تهدف إلى الارتقاء بالتعليم في المملكة إلى مستوى جودة المخرجات، وكان ذلك بإنشاء وزارة المعارف، و وضع سياسة التعليم من خلال وثيقة التعليم، وإنشاء وزارة التعليم العالي، و وضع الخطط التنموية الخمسية للدولة؛ بهدف ضبط المدخلات التعليمية، من خلال تأهيل الكوادر التعليمية والمناهج التعليمية التي تواكب متطلبات العصر الحديث ، و كذلك الإشراف على العمليات التعليمية من خلال ضبط البيئة التعليمية الجاذبة للطالب؛ للوصول إلى جودة المخرجات المرتبطة بسوق العمل ومتطلبات المجتمع .
وقد أثمرت تلك الجهود التي تحققت منذ نشأة التعليم إلى وقتنا الحاضر، وهذا دلالة على أن جهود المملكة العربية السعودية متواصلة، وأن الخطط التنموية تحقق أهدافها في مجال التعليم، و مما يدل على ذلك رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ بإشراف سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي واكبت تلك التطورات في التعليم، وتضمنت أهدافًا استراتيجيةً للتعليم، وغايتها بذلك الوصول بأبنائنا الطلاب والطالبات إلى المنافسة على مستوى العالم من الناحية المعرفية والثقافية، من خلال مواكبة المعايير الدولية المتميزة في مجالات التعليم، ودخول المملكة في معظم التصنيفات والاختبارات الدولية التي بدأ قطف ثمارها من خلال تحقيق مراكز متقدمة على مستوى الدول، وتحقيق أبنائنا الطلاب والطالبات الكثير من الجوائز على مستوى التنافسية العالمية، حيث تصدرت المملكة المرتبة الثانية عالميًا من بين دول مجموعة العشرين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف 2022، بعدد جوائز وصل إلى ٢٢ جائزة .
واليوم ونحن نحتفي باليوم الوطني ٩٢ نستعرض وصول التعليم في المملكة العربية السعودية للريادة على المستويين الإقليمي والعالمي، الأمر الذي لم يتحقق إلا بجهود متواصلة بدأت منذ توحيد المملكة العربية السعودية وصولًا إلى رؤية المملكة ٢٠٣٠ وفق خطط أُسِّست منذ مائة عام في التعليم.
عبدالله حمود الرويشد
باحث دكتوراه
إضافة تعليق جديد