في اليوم الوطني يبرز الولاء والانتماء للوطن

 

تحتفل المملكة العربية السعودية يوم الخميس 23 سبتمبر 2022م بذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين تحت شعار(هي لنا دار)، هذه الذكرى المجيدة الخالدة العزيزة على قلوبنا جميعا لليوم الذي وحد فيه المؤسس البطل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود و رجاله من المواطنين المخلصين الأوفياء البلاد المترامية الأطراف والقبائل المتناثرة في ربوع البلاد شرقها و غربها وشمالها وجنوبها، و لم الشمل بعد الشتات والفرقة تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) تحت اسم «اسم المملكة العربية السعودية»، و ذلك بتاريخ 23/9/1932م. ويسرني بهذه المناسبة السعيدة والغالية أن أرفع أسمى آيات التهاني و التبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله ، وإلى جميع الأسرة المالكة الكريمة ، وإلى الشعب السعودي الوفي. سائلاً المولى القدير أن يحفظ وطننا و قيادتنا الرشيدة من كل مكروه و سوء ، و أن يديم علينا نعمة الأمن و الأمان و الاستقرار و الازدهار. 

من خلال التوحيد التاريخي الهام غير المسبوق عالميا أرسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله القواعد الراسخة والمتينة والقوية للأمن و الأمان الذي يعد محورًا مهمًّا و أساسيًّا للاستقرار ، و مهد الطريق الصحيح لخطوات التقدم والنمو ، وواصل أبناؤه الملوك من بعده: سعود وفيصل و خالد و فهد و عبدالله يرحمهم الله مشوار النمو قُدمًا وبشكل متنامٍ سريع، حتى وصلنا إلى العهد الحالي عهد النهضة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله. حيث شهدنا قرارات تاريخية غير مسبوقة في تاريخ المملكة كالسماح للمرأة بقيادة السيارة ، و عمل العديد من الإصلاحات الإدارية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية و الترفيهية والعدلية؛ أي إصلاحات شاملة اتُّخذت بعد دراسات مستفيضة تضمنت دمج وزارات، و إلغاء وزارات، و إنشاء وزارات و هيئات ولجان جديدة تصب كلها في مصلحة الوطن و المواطن، و تتواكب مع رؤية المملكة 2030 التي انطلقت عام 2016م ، مع الأخذ في الاعتبار المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية أمنيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا و إعلاميا. ونلمس الآن بالفعل مشاريع ضخمة انطلقت من هذه الرؤية المباركة كمشروع نيوم والعلا والبحر الأحمر والقدية، بجانب السير حثيثاً نحو التحول الرقمي والحكومة الرقمية الذكية، وقطعنا شوطا طويلاً في ذلك ، بل حققنا و لله الحمد نجاحات و مراتب متقدمة في هذا المجال.

الحديث عن اليوم الوطني في ذكراه الثانية و التسعين يتضمن التاريخ و الحاضر والمستقبل ، و يتناول التأسيس و البناء والطموح ، كذلك يتناول التحديات والإنجازات والمشاريع المستقبلية ، حديث لا يتوقف و لا تحده نقطة ينتهي عندها. فمهما قلنا و كتبنا وعبرنا عن النقلات والقفزات التنموية و الإنجازات الباهرة خلال 92 عاما، يستحيل رصد كل شي و تذكره و توثيقه ، بل نأخد من هذا الكم الهائل الذي عشناه و عايشناه جزءًا يسيرًا يدلل بوضوح على قوة الإرادة والعزيمة و الإصرار و حجم العمل وجودة الإنجاز كمّاً وكيفاً في كل المناحي الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية، حتى تبوأنا ولله الحمد مكانةً رائدةً عالميا، وأصبحنا عضوًا رئيسيًّا وفعالاً في مجموعة قمة العشرين ، بوصفنا  أول دولة عربية في هذه القمة ، وتبوأنا أيضاً بجدارة واستحقاق المركز الثاني عالميًا في مواجهة جائحة كورونا، وسبقنا بذلك الدول الصناعية المتقدمة كأمريكا و بريطانيا و فرنسا وألمانيا و إيطاليا و أسبانيا وغيرهم.

عند الحديث بالتفصيل عن اليوم الوطني يتبادر إلى الذهن العديد من المواضيع والمحاور المهمة التي تستحق التنويه لصلتها المباشرة بهذا الحدث السنوي الكرنفالي العظيم ، من أبرزها: الولاء والانتماء للوطن ، والذي يُعد بلا شك المحرك الحقيقي والفعلي  لوجدان ومشاعر الشعوب تجاه أوطانهم.

 فالانتماء هو ذلك الشعور والسلوك الذي يمتلكه الشخص نحو وطنه وبيئته ومن حوله، وإيمانه بهم وتوحده معهم. 

مفهوم الانتماء الوطني بطبيعة الحال وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض. وهو مكتسب بحكم الواقع حيث ينمو ويترعرع وينشأ منذ نعومة أظفار المرء، ويرتبط بالوطن من خلال مؤسسات المجتمع وما يحيط به من عوامل طبيعية وصناعية. كذلك الانتماء يعمل على بناء وتنمية العلاقات الاجتماعية السليمة، والولاء يجعل الانتماء واقعًا وحقيقةً ثابتة ، حيث يمثل الولاء المدخل الحقيقي للانتماء، فبدون الولاء يصبح الانتماء شكليًا ومظهريا، وبالتالي تُفرّغ العلاقات الاجتماعية من مضمونها.

يجب التأكيد على أن الانتماء والولاء للوطن فطرة سليمة ومن القيم السامية النبيلة ، ولقد ظهرت الكثير من مضامين و دلالات و معاني الانتماء الوطني الجيدة من خلال الشحنات الوجدانية الإيجابية لدى المواطنين في مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة على مستوى الأفراد والمؤسسات ، وفي الدفاع عن الوطن في حسابات الأفراد الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي.

كما يعد الانتماء الوطني حاجةً ضروريةً وهامةً تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وأفراد مجتمعه وتقوي شعوره بالانتماء للوطن، وتوجهه إلى الفخر بالانتماء والتفاني في حب الوطن والتضحية من أجله. وحب الوطن حب لاإرادي يكبر مع العقل والوجدان.

لذلك من الطبيعي أن تحرص كافة المجتمعات على تعميق الشعور بالولاء والانتماء لدى شبابها بكافة الوسائل و الطرق ، وبالذات في المناهج الدراسية و عبر وسائل الإعلام لأنه يمثل حجر الزاوية في حياة تلك المجتمعات واستقرارها وتماسكها ، بل هو من الدوافع المهمة لاستقرارها وتقدمها ورقيها ، نظرًا لأن الشباب يشكلون النسبة الأكبر من إجمالي السكان.

دام عزك يا وطني ، و كل عام والوطن بألف خير .

 

د. تركي العيار 

قسم الإعلام

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA