الوطن هو الركن الأساس في حياة الإنسان، وهو أغلى ما يملك، فهو الهوية والانتماء والمتنفس والمحيا والروح، والإنسان الحق هو من جُبل على حب الوطن، والاعتزاز بمن بذلوا الأرواح والمُهج من الآباء والأجداد في سبيل بنائه، وإقامة كيانه، وجمع شمله وأطرافه تحت راية واحدة وفي كيان متماسك.
و يحق لنا أن نفخر، ونعتز، ونرفع القامات، ونسعد بذلك اليوم، شاكرين الله الذي جمع فيه شمل هذا الكيان العظيم تحت راية التوحيد على يد من قيضه الله لهذه المهمة العظيمة جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله – فكانت البداية للنهضة الشاملة ، ورغد العيش، ووحدة الصف، وجمع الكلمة، ونعمة الأمن والأمان التي نحياها الآن.
فقد جمع الله به وطننا من بعد فرقة، ووحّد به القلوب من بعد تنافر ، ونشر به العلم من بعد الجهالة ، وأرسى قواعد التوحيد وسعادة القلوب.
وما نلحظه اليوم من تقدم ملموس في كافة ميادين الحياة، لهو دليل واضح على أهميته ودوره في هذه النقلة المشهودة في مجال التعليم والاقتصاد وكافة نواحي الحياة ، فجامعاتنا ودُور التعليم المختلفة وروافد العلم والمعرفة التي نفخر بها في بلادنا الغالية التي نالت مكانةً متقدمةً ومرموقةً على مستوى العالم ؛ ما هي بعد توفيق الله إلا إحدى إنجازاته، وتبعة من تبعاته، وفخر من أمجاد الوطن الذي تم تأسيسه قبل اثنين وتسعين عاماً ، فمن حقه علينا : الإخلاص في العمل، والصدق في أداء الأمانة الوظيفية، والانضباط بالقوانين والأنظمة التي فيها المصلحة والمنفعة العامَّة، مع السمع والطاعة بالمعروف لولي الأمر .
ففي هذا اليوم نتذاكر جميعاً أمجاد من سبقونا في توحيد الوطن، ودورهم العظيم في رسم طريق النهضة، والعلو والسمو في كافة ميادين الحياة، ونجدد الشكر لله على تلك النعمة الجزيلة، فهي إحدى مناسبات الخير التي تدفعنا إلى التمسك بقيمنا وتربية أبنائنا وشبابنا على ذلك، والتمسك بالقيم التي أوصانا بها هذا الدين العظيم، والالتفاف حول راية التوحيد « لا إله إلا الله محمد رسول الله « وحول قيادتنا الحكيمة.
د.سارة بنت عبد المحسن بن سعيد
وكيلة كلية التربية
إضافة تعليق جديد