تطل علينا الذكرى الثانية والتسعون لتوحيد هذا الوطن المجيد على يد المغفور له – بإذن الله – الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه، الذي جمع شتات هذا الكيان العظيم، وتحقق له ما يريد من بناء دولةٍ قويةٍ موحدة، عمادها الإسلام ومنهجها القرآن؛ ليتسلّم الراية من بعده أبناؤه البررة ملوك المملكة، مكملين مسيرة البناء والتطوير لتصبح المملكة دولة عصرية رائدة بالإنجازات في مختلف المجالات، لا سيما في مجال الصحة والتعليم الطبي والبحث العلمي.
إن من شواهد رخاء هذا البلد، واهتمام قيادته بالمواطن إنشاء عدد كبير من كليات الطب على مستوى المملكة، لتخريج كوادر مؤهلة ساهمت في دفع عجلة التطور في مجال الخدمات الطبية المتخصصة، وتطوير البرامج الصحية والتدريبية والبحثية، والذي لم يكن ليتحقق إلّا بفضل من الله ثم بجهود ولاة أمر هذه البلاد في تحقيق الاستقرار والرخاء. واستمرارًا لنهج التطوير، وفي ظل الدعم اللامحدود الذي تحظى به كلية الطب في جامعة الملك سعود، فإنها ماضية في تحقيق رؤية المملكة وتطلعات القيادة في إعداد الأطباء والكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على المساهمة في بناء مستقبل أفضل والمنافسة محليًا وعالميًا.
عامٌ جديد يضاف إلى التاريخ المجيد للوطن، وصفحة مضيئة تضاف إلى سجل حافل بالإنجاز لوطنٍ أصبح دولةً راسخة عنوانها « الأصالة والمجد»، يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويُقدِّم تجربة تنموية فريدة، ليس فقط لما حققه من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضًا لما يستند إليه من قيم إنسانية وحضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس الجميع. لقد وفّر هذا العهد الزاهر كل الإمكانات والمتطلبات اللازمة لاستكمال مسيرة البناء وفق رؤية عصرية جمعت بين أصالة الماضي وديناميكية الحاضر، كما حشدت لأجلها الطاقات واستفادت من الفرص، بما يحقق مستقبلاً أفضل للوطن وأبنائه ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق لننعم بوطنٍ واعدٍ بالخير والنماء. هنيئاً للقيادة الحكيمة باليوم الوطني، وهنيئاً لهذا الشعب بيوم الوطن، ودام الوطن لنا دارًا سالمًا آمنًا وبهيجًا. راجين من الله تعالى أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
أ. د. صالح بن زيد المحسن
عميد كلية الطب
إضافة تعليق جديد