لنـا هي الـدار

 

ضياؤها شعَّ في ذكرى تجلّيها

عامٌ جديدٌ ذُرى الأمجادِ كاسيها

 

هي البدورُ وفي العلياءِ هامتُها

فوق الثريا زهت أعلى دراريها

 

الشمسُ تُسفرُ من أنوارِ طلعتها

بهاؤها سرمديٌ فاقَ تشبيها

 

يفنى المديحُ ولا يوفي شمائِلها

وقد سمت بصفاتٍ لستُ أحصيها

 

وكم أُكنُّ لها في مُهْجَتي وطناً

آوي إليه كنبضٍ في محانيها

 

وحبها نافذٌ في الروح آسرها

عشقٌ سخيٌ شغاف القلبِ سابيها

 

تفتَّحَ العمرُ في أفيائها رغَداً

إذا ابتعدنا عظيمُ الشوقِ يدنيها

 

نمسي ونصبحُ في أمنٍ وفي دعَةٍ

لنا هي الدار نسمو في معاليها

 

الشعرُ وحيٌ تجلَّى من تهلّلِها

معزوفةُ الوجدِ تهمي من لآليها

 

يزيدنا ذكرُها الممتد مفخرةً

تأرج العطرُ مسكاً في قوافيها

 

والطيرُ رنَّم لحناً هائماً وشدا

تسجاعهُ ناي عشقٍ ينثني تيها

 

والزهرُ يهمسُ في نسماتهِ عبقاً

البانُ والنفلُ ماست مع أقاحيها

 

رمالها الدرُّ موشيٌّ يجلّلها

هي الفراديسُ في الدنيا روابيها

 

نهيمُ في بيدها شتى شواهقها

في كلِ شبرٍ تبدَّى من أراضيها

 

ضمت محاسنَ يزدانُ الفخارُ بها

في كلِ مكرمةٍ ترسو مراسيها

 

البذلُ يُنْسَبُ عنها والثَناءُ لها

كالغيثِ يندي سخاءً من غواديها

 

وفضلُها عمّ في الأكوانِ أغرقها

كأنما الجودُ بحرٌ في أياديها

 

كل العوالمِ تحذو أبجديَّتَها

تصطفُ حول رضاها في مراقيها

 

شأواً علت في قبابِ المجدِ منزلها

العزُّ إرثٌ لها والفخرُ زاهيها

 

عبدالعزيز حصيفُ الفكرِ قلَّدها

تاجاً وجاهاً أثيلاً في نواصيها

 

تزهو بها صفحةُ الأيامِ ناصعةً

بياضُ سيرةِ آتيها وماضيها

 

مآثرٌ قلَّ أن يأتي الزمانُ بها

الدهرُ يشهدُ والتاريخُ يرويها

 

أرواحنا تفتديها العمرَ نرخصهُ

نذب عنها ودرعٌ راسخٌ فيها

 

تبقى السعوديةُ الغرّاءُ شامخةً

ملء الزمانِ و يفنى من يعاديها

 

شعر: د. أسماء بنت عبدالكريم بن حمد الحقيل

قسم النبات والأحياء الدقيقة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA