رؤية 2030 في الدراسات الإنسانية والأدبية

باليوم الوطني جلسة حوارية بعنوان...

 

 

د. منال العيسى: دور الإعلام مهم في تسليط الضوء على تلك الرؤية في الإعلام الداخلي أم الخارجي

 

د. منى المالكي: يجب تفعيل الجانب الاقتصادي للاستثمار الذاتي في برامج الدراسات الإنسانية

 

د. نايف الثقيل: لا غنى عن الدراسات والأبحاث الجادة في مجال الإعلام لدعم رؤية المملكة 2030

 

د. سلمى هوساوي: الرؤية حققت العديد من المكتسبات للمختصين في التاريخ والآثار

 

المشاركون يوصون بوضع خطة محكمة للبرامج الأكاديمية للبدء بالعمل الحقيقي في ظل رؤية 2030 في الجامعات

 

التحرير الثقافي ـ رسالة الجامعة

شارك عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في الجلسة الحوارية (رؤية 2030 في الدراسات الإنسانية والأدبية) التي أقامتها اللجنة العلمية بقسم اللغة العربية احتفاءً باليوم الوطني السعودي الثاني والتسعين، وقد عقدت الجلسة يوم الثلاثاء الماضي، بمدرج كلية الآداب، برئاسة الدكتورة منال العيسى، وبمشاركة كل من: الدكتور نايف الثقيل من قسم الإعلام، والدكتورة سلمى هوساوي من قسم التاريخ، والدكتورة منى المالكي من قسم اللغة العربية.

افتتحت الدكتورة منال العيسى أستاذ النقد والفلسفة في قسم اللغة العربية الجلسة بالدعاء للوطن وقادته، مستعرضة أهمية رؤية 2030 في الدراسات الإنسانية والأدبية فكرًا ومنهجًا وواقعًا؛ لكون العلوم الإنسانية معنية بتلك الرؤية، مؤكدة على أن التاريخ السعودي لابد أن يعي أهمية الرؤية ويساهم بحثاً وفكراً ومنتجاً في أرخنة التاريخ السعودي في مرحلة ما بعد الرؤية للمملكة العربية السعودية؛ لكونها حدثاً تاريخياً فاصلاً سيعيد كتابة التاريخ وفق المعطيات الجديدة.

وأشارت كذلك إلى دور الإعلام بوصفه القناة الأهم في تسليط الضوء على تلك الرؤية، سواء أكان ذلك في الإعلام الداخلي أم الخارجي، والمساهمة في بلورة قنوات إعلامية حديثة تتوافق وأهداف الرؤية. كما نوهت بدور المقالات في الاحتفاء بتلك الرؤية، حيث ظهرت مقالات سعودية عديدة تتابع أهداف الرؤية وتوجهاتها ومجالاتها  في المجتمع السعودي، ثم تابعت نتائجها بشكل لافت ومحفز ومازالت، مشيرة إلى أن الشعر السعودي بدوره قد شارك في تلك الرؤية واستحضرها مضمونًا شعريًا يستحق الوقوف عليه وتبيان إيجابياته للمجتمع السعودي بأكمله.

وقد تضمنت ورقة د.منى المالكي أستاذ النقد الحديث المشارك بالجامعة الإشارة إلى مشاريع الرؤية الثلاثة متمثلة في:  تمكين المرأة، وجودة الحياة، وتنمية القدرات البشرية، وأثرها في تجويد الدراسات الإنسانية وتطويرها وتحسينها. مستعرضة أهمية تكاتف العلوم الإنسانية في إبراز تلك الرؤية وتفعيلها في الجامعات السعودية، وذلك بالحديث عن اللغات والأدب تحديدًا في جوانب تتصل بالمقرر الدراسي والجانب البحثي ودورهما في خدمة المجتمع، كما أشارت إلى ضرورة تفعيل الجانب الاقتصادي للاستثمار الذاتي في برامج الدراسات الإنسانية، مستشهدة بالمبادرات الأدبية بوصفها أنموذجًا في دعم التمويل الذاتي للبرامج الأكاديمية الإنسانية وتطويرها وتحسينها .

فيما استفتح الدكتور نايف الثقيل الأستاذ المشارك في قسم الإعلام ورقته بالتأكيد على أن رؤية 2030 تشكل حدثاً هاماً للمملكة العربية السعودية، حيث قال: (في سنوات قليلة بدأنا نتلمس أثر هذا الحدث على كافة المستويات الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية أيضًا. مما دفع الباحثين والدارسين في مختلف حقول المعرفة إلى تناول هذه الرؤية من جوانب عديدة ومتنوعة). متحدثًا في ورقته عن جانبين اثنين نظراً لأهميتهما من وجهة نظره، الأول منهما ما تناولته الدراسات في حقل الإعلام والاتصال، فقد لاحظ اهتماماً واضحاً بالرؤية لدى بعض الدارسين والباحثين في حقل الإعلام والاتصال، وذلك يعكس اهتمام الباحث بالتغيرات من حوله، والقضايا والأحداث المعاصرة له. فهو استجابة من جهة لواجبه المعرفي، ومن جهة أخرى لواجب وطني؛ لما له من علاقة وثيقة بوطنه، مستعرضًا أبرز تلك الدراسات التي عنيت بوسائل الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالرؤية، أما الجانب الثاني من الورقة فقد تناول فيه ما يتعلق بالممارسة الإعلامية أو الإعلام في شقه التطبيقي والعملي وعلاقته بالرؤية. مؤكداً في ختام ورقته على أنه لا غنى عن الدراسات والأبحاث الجادة في مجال الإعلام لدعم رؤية المملكة 2030، وخصوصاً تلك الدراسات التي تتناول مشكلة الإعلام نفسه، وإمكاناته في هذه المرحلة، ومدى قدرته على التأثير، مشيراً إلى أن مثل هذه الدراسات في مجال الإعلام يعوّل عليها كثيراً في دعم التجربة الإعلامية السعودية لتحقيق مضامين رؤية المملكة 2030، شريطة أن تتحلى بالموضوعية والصرامة العلمية والمنهجية.

أما ورقة الدكتورة سلمى بنت محمد هوساوي الأستاذ المشارك بقسم التاريخ فقد جاءت بعنوان (رؤية ٢٠٣٠من منظور تاريخي) مؤكدة في مستهل ورقتها على  أن هذه الرؤية تعتبر مرحلة من مراحل التاريخ السعودي المعاصر؛ حيث تجمع بين أصالة وعراقة الماضي وآمال المستقبل، بأهداف تنموية متباينة تكتب تاريخًا جديداً ومتميزًا للمملكة، فقد انطلقت الخطط التنموية والإستراتيجية والمبادرات والمشاريع التي تهدف إلى إبراز الموروث الحضاري والجذور التاريخية للمملكة. كما ساهمت المملكة في القضايا العالمية، بداية من استضافتها لمجموعة العشرين، وقمة جدة للأمن والتنمية بحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية «جو بايدن» وعدد من رؤساء الدول الخليجية والعربية، لمناقشة أهم قضايا الشرق الأوسط، ومحاولة إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المنطقة، مشيرة إلى موقف المملكة المتوازن من الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب ما يقدمه مركز الملك سلمان للإغاثة من مساعدات للدول المختلفة. وقد ذكرت أن ما يميز هذه الرؤية عن الخطط التنموية الماضية سرعة الإنجاز والنجاحات التي حققتها في مدة وجيزة، ومن ذلك أيضاً أنها ستعجّل من ضم المواقع الأثرية إلى قائمة التراث العالمي خلال الأعوام العشرة القادمة.  وما يميزها أيضاً تركيزها على الشباب وإتاحة الفرص لهم في مختلف المجالات، إلى جانب عدم الاعتماد على النفط مصدراً أولياً للاقتصاد. وأكدت على أن المختلف أيضاً في هذه الرؤية تركيز أهدافها الإستراتيجية على الاستدامة، وانتقال الإرث التاريخي والحضاري للأجيال اللاحقة بكل سلاسة، والانفتاح على الآخر وإبراز التراث الثقافي للمملكة في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية. وقد ظهر ذلك جلياً في العديد من البرامج والمبادرات التي انبثقت من الهيئات والمؤسسات الموجودة والمستحدثة، مثل هيئة التراث، وهيئة تطوير الدرعية، وهيئة تطوير العلا، والهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض. وقد ختمت ورقتها بالتأكيد على أن الرؤية حققت العديد من المكتسبات للمختصين في التاريخ والآثار؛ حيث فتحت المجال أمامهم لكتابة تاريخ حديث برؤى مستقبلية، بالإضافة إلى اهتمام الإعلام باستضافة المختصين عند الحديث عن الموروث الحضاري، وفي إنتاج البرامج الوثائقية التاريخية والأثرية أيضًا.

هذا وقد تخللت الجلسة الكثير من المداخلات القيمة، منها مداخلة  د.خالد بسندي من قسم اللغة العربية الذي أثنى على الجلسة الحوارية، وتمنى مزيداً من الجلسات الحوارية غير النمطية لمتابعة الرؤية ، كما أشار أ.د صالح بن معيض الغامدي إلى أهمية الرؤية وتحققها بشكل واقعي في المجتمع السعودي، في حين شكر الدكتور محمد منور القسم على إقامة هذه الجلسة الاحتفائية بالوطن في ظل معطيات واقعية نتلمس آثارها في الواقع المعيش.

وفي الختام شكرت رئيسة الجلسة الأستاذ الدكتور منال بنت عبدالعزيز العيسى الحضور والمشاركين، ثم أوصى المشاركون في الجلسة الحوارية بتوصيات من أهمها: وضع خطة محكمة للبرامج الأكاديمية للبدء بالعمل الحقيقي في ظل رؤية 2030 في الجامعات السعودية، وتفعيل هذه المبادرة من قسم اللغة العربية بالتعاون مع الأقسام الإنسانية وتمثيلها في المؤسسات الثقافية السعودية على مستوى المملكة العربية السعودية في برامج تفاعلية واقعية دورية. كما شدد المشاركون على ضرورة إعادة النظر في البرامج الأكاديمية للأقسام الإنسانية بما يتوافق ومتطلبات رؤية 2030 ، والحاجة إلى إقامة ورش وجلسات حوارية متواصلة من كل الأقسام لمسايرة الرؤية فكرًا وواقعًا ومنتجًا، مع ضرورة التواصل مع سوق العمل السعودي لإبراز قدرات التخصصات الإنسانية في مواكبة الرؤية .

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA