التداوي بألبان وابوال الإبل من الأمور الصحيحة المذكورة في السيرة النبوية

استشاري امراض الدم د . غازي العتيبي يؤكد

 

د العتيبي : فقر الدم اكثر امراض الدم انتشارا في المملكة

 

د العتيبي : نقص الحديد يصيب 35 ٪ من النساء

 

يعتبر الدم هو المسؤول الرئيس عن نقل الغذاء والأكسجين إلى جميع أجهزة الجسم، وبالتالي فإنّ وجود أي مرض أو أو خلل به قد يؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة لاسمح الله ، ولتسليط الضوء على ابرز امراض الدم  استضافت رسالة الجامعة الدكتور غازي بن سعود العتيبي استشاري أمراض وأورام الدم في المركز الجامعي للأورام بالمدينة الطبية الجامعية استاذ مساعد بكلية الطب .

 

* في البداية وبحكم ترؤسكم لوحدة أمراض الدم حدثنا عن هذه الوحدة مما تتكون وما هو دورها؟

 

في البداية شكرا لرسالة الجامعة على تغطية النشاطات العلمية والأيام الطبية. نحظى في مركز الأورام بالمدينة الطبية الجامعية بدعم لامحدود من إدارة الجامعة ونتطلع للمزيد إن شاء الله.

وحدة أمراض الدم تنطوي تحت مظلة مركز الأورام الجامعي وقسم الطب الباطني وهي وحدة مختصة بتشخيص وعلاج أمراض وأورام الدم، وتضمالوحدة استشاريين واستشاريات ذوو كفائة عالية مختصين في هذا المجال وحاصلين على الزمالات والتخصص الدقيق الكندي أو الأمريكي، كما يضمالقسم فريق من الاخصائيين وأطباء البورد والزمالة المحلية وكذلك طاقم تمريضي على مستوى عال من التدريب في تمريض الأورام، و تشرف الوحدة أيضا على مركز لقاعدة بيانات الأورام وأيضا قسم زراعة الخلايا الجذعية.

 

* هل لكم أن تسلطوا الضوء على أمراض الدم أنواعها ، أعراضها  وماهو أخطرها ؟

 

تتنوع أمراض الدم من الأمراض الحميدة إلى ما سواها ويمكن أيضا تقسيمها إلى أمراض وراثية وغير وراثية. أمراض الدم المكتسبة مثل فقر الدم أو نقص كريات الدم الحمراء أو ارتفاع أو انخفاض الصفائح تشكل أغلب حالات عيادة أمراض الدم. أضف إلى ذلك أمراض التخثرات أو النزيف بجانب مجموعة من أمراض الدم الوراثية المزمنة، مجموعة الأمراض هذه تنتقل من الأبوين للأبناء، وسبب حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كريات الدم الحمراء، فتنتج كريات دم حمراء غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية للثلاسيميا والأنيميا المنجلية.

 

تنتقل هذه الأمراض من الآباء للأبناء عن طريق المورثات (الجينات) الموجودة على الكروموسومات، ففي حالة وجود اضطراب في جينات كل من الأم والأب، فإن هناك احتمالاً بنسبة 25 % أن يولد الطفل مصابًا بالمرض. أما إذا كان أحد الأبوين سليمًا والآخر يحمل جينًا مختلاً، فمن الممكن أن ينتقل المرض إلى بعض الأبناء فيصبحون حاملين للصفة المرضية.

 

في الأنيميا المنجلية على سبيل المثال، تختلف الأعراض على حسب الحالة ونسبة الإصابة ولكن في حالة الإصابة بالأنيميا المنجلية فإن المريض يصاب بنوبات ألم حادة وشديدة عند التعرض للجفاف، البرد أو الحرارة الشديدة. يمكن أيضا أن يحدث تكسر للدم مما يؤدي لفقر الدم وتكون حصى المرارة أو الصفار.

 

* ما هو أكثر الأمراض انتشارا لدينا وكيف يتم تشخيص المرض؟

 

أكثر أمراض الدم انتشارا في المملكة حسب إحصائيات مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية هو فقر الدم بسبب نقص الحديد. على الرغم من الوفرة الغذائية إلا أن نقص الحديد يصاب به ما يقارب ٣٥٪؜ من النساء في سن الإنجاب بسبب غزارة الدورة الشهرية، ضعف التغذية، مشاكل الامتصاص أو عمليات التكميم. هذه النسبة أصبحت عالية في الرجال أيضا نتيجة لتزايد عمليات التكميم. إضافة إلى ذلك، لدينا حالات كثيرة في المملكة العربية السعودية تعاني من فقر الدم المنجلي (الأنيميا المنجلية). فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي في المقام الأول وأحد الأمراض التي يتم الفحص عنها قبل الزواج. في حال عدم تطابق الزوجين فيتم إحالتهم لطبيب مختص في أمراض الدم أو في الوراثة لدراسة حيثيات استمرار الزواج من عدمه وتقديم المشورة الصحيحة. أغلب الحالات السابقة يتم تشخيصها بفحوصات الدم الروتينية مثل صورة الدم ومخزون الحديد أو بعمل فصل كهربائي للهيموغلوبين. في حال لم يتم التشخيص بالطرق التقليدية فإنه يلجأ للتحاليل الجينية.

 

أحد أشهر الأمراض أيضا هو أمراض التعثرات أو النزيف. يصاب المريض بتخثر في الأوردة نتيجة لعامل محفز أو عامل وراثي مما يتطلب

 

استخدام مميع أو مسيلات للدم لفترة طويلة. غالبا تصيب هذه التعثرات أوردة الحوض والفخذ وقد تصيب الشريان الرئوي أيضا.

 

* أسباب الإصابة بأمراض الدم هل هي وراثية أم تعزوها إلى أسباب أخرى؟

 

كما تطرقنا سابقا، هناك جملة من الأمراض الوراثية التي تصيب الدم وتنتقل من الآباء للأبناء ولكن أغلب أمراض الدم هي بسبب

 

طفرات جينية تصيب الخلايا الجذعية وتؤدي لنقص في الإنتاج أو زيادة مفطرة في الإنتاج لبعض أنواع الخلايا. هناك قلة محدودة من الأورام السرطانية في الدم تكون بسبب التعرض للإشعاعات أو للبنزين أو العلاج الكيماوي لأمراض سابقة.

 

* ما هي طرق علاج أمراض الدم وهل هي دوائية أم جراحية؟

 

تتنوع طرق العلاج على حسب المرض ومسبباته. في حالة أمراض فقر الدم فإن العلاج الدوائي هو الأصل سواء عن طريق الفم اوبالوريد. في حالات أورام الدم فالأصل أن يتم استخدام أدوية مناعية موجهة أو كيماوية غير موجهة لعلاج الأورام. في حال وجود أعراض نتيجة لحجم الورم أو مكانه فإن طبيب الدم قد يقترح إحالة المريض لقسم العلاج الإشعاعي لتصغير حجم الورم أو كعلاج مكمل. في حالات نادرة يتم التحويل للجراحة لاستئصال الأورام الضاغطة على أعضاء أخرى. يجب التنويه أن الجراحة ليست الحل الأول لكل أورام الدم.

 

* انتشر موضوع التداوي بألبان وأبوال الإبل كيف ترون ذلك وهل تنصحون بها؟

 

التداوي بألبان وبول الإبل من الأمور الصحيحة المذكورة في السيرة النبوية ولذلك لسنا في صدد الحديث عن شرعية الأمر من خلافه. القاعدة العامة في أمراض الدم أنه في حال ثبت وجود نقص أو اعتلال في المناعة فإنه لا ينبغي التعرض لمسببات الالتهابات مثل الحليب غير المبستر أو اللحوم غير المطبوخة جيدا.

 

* هل تختلف أمراض الدم من منطقة إلى أخرى؟

 

نعم، تختلف نسب حدوث أمراض الدم من منطقة لمنطقة ومن جنس لجنس ومن عمر لعمر. على سبيل المثال: تتركز أمراض مثل فقر الدم المنجلي وأنيميا البحر المتوسط في مناطق معينة في المملكة نتيجة لعامل الوراثة.

 

* هل هناك عوامل من الممكن أن تزيد الإصابة بأمراض الدم؟

 

أغلب أمراض الدم تكون نتيجة طفرات وراثية أو طفرات مكتسبة. في مجال أمراض الدم الحميدة، هناك بعض العوامل التي قد تسبب وجود أمراض للدم مثل عمليات التكميم إذا لم يتبعها برنامج غذائي مخطط له لأن ذلك قد يسبب نقصا في مخزون الحديد أو فيتامين ب ١٢. التعثرات في الأوردة قد تصحب بعض العمليات الجراحية مثل عمليات تغيير المفصل أو عمليات الولادة وهذا يتطلب أخذ أدوية مسيلة للدم على سبيل الوقاية إذا لزم الأمر وهكذا.

 

من ناحية أخرى تعتبر أمراض الدم السرطانية محفزة إذا كانت بعد التعرض لعلاج كيميائي أو إشعاعي أو كان هناك تعرض بشكل مكثف للبنزين على فترات طويلة.

 

* ختاما هل من نصائح توجهونها للوقاية من أمراض الدم؟

 

في الختام أتقدم بالشكر الجزيل لكم على تغطية النشاطات الطبية بشكل مستمر والحرص على توعية القارئ الكريم. أود التنبيه أن الوقاية من أمراض الدم تتطلب الاهتمام بحياة صحية متوازنة مع الابتعاد عن التدخين والحفاظ على وزن طبيعي والاهتمام بممارسة الرياضة. ينصح أيضا بزيارة طبيب الأسرة عند وجود أي نقص غير مبرر للوزن خلال ٦ أشهر، تعرق شديد في الليل أو حرارة مرتفعة. ينصح أيضا بالاستمرار بالمكملات الغذائية للإخوة والأخوات المكممين ونأمل أن لايتم إيقاف أدوية السيولة إلا بعد مراجعة طبيب مختص لدراسة نسبة رجوع التعثرات الوريدية. نتمنى لكم وللقراء الكرام العافية ونسعى في المدينة الطبية الجامعية لخدمتكم والله ولي التوفيق.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA