تطبيقات التحول الرقمي لذوي الإعاقة بالجامعة

 

 

يُعد مفهوم التحول الرقمي مهمًّا في جامعة الملك سعود بوصفها جهةً أكاديميةً تُعنى بتقديم مجموعة متنوعة من الخدمات، حيث يدل المفهوم على مجموعة من الإجراءات التي تنفذها الجامعة لإدخال التكنولوجيا الرقمية في جميع مجالاتها الأكاديمية والتعليمية و الخدمية، مما يؤدي إلى إحداث تغيير جذري في كيفية تقديم تلك الخدمات بشكل مُيسر للمستفيد وبالطريقة التي تناسبه. وفى ضوء هذا المفهوم تستخدم الجامعة مجموعةً من التقنيات الرقمية المبتكرة لإجراء تحولات ثقافية وتشغيلية تتوافق بشكل أفضل مع متطلبات المستفيدين المتغيرة. ومن أمثلة التحوّل الرقمي ما يلي:

• بدء الشركات في بناء حلول رقمية، مثل: تطبيقات الأجهزة المحمولة أو الخدمات الإلكترونية عبر المواقع الرسمية للجامعة، ووضع سياسة جامعة الملك سعود لتسهيل الوصول للمواقع الإلكترونية بوصفها إطارًا منظِّما، امتثالًا لمعايير سهولة الوصول في مبادرة قابلية الوصول للمواقع الإلكترونية (Web Accessibility Initiative) التابعة لاتحاد الشبكة العنكبوتية (W3C) لضمان وصول الأفراد ذوي الإعاقة إلى محتويات وخدمات الإنترنت أسوةً بغيرهم من الأسوياء، وذلك من خلال إزالة العوائق التي تحول دون وصول أو استخدام الأفراد ذوي الإعاقة لخدمات الإنترنت ومحتوياته ومنتجاته وتطبيقاته التي تسهل مهام الحياة اليومية، والتي تُعدّ ضروريةً لعملية التعلم وتبادل المعلومات.

ترتب على ذلك تأهيل الهيكل العام (FORM) الخاص بالموقع الرئيسي للجامعة ورفع كفاءة  16 موقعًا رسميًا ليوافق متطلبات سهولة الوصول لذوي الاعاقة.

• وضع معايير لتسهيل الوصول إلى المحتوى الإلكتروني في نظام التعلم الإلكتروني بالجامعة، وتأتي هذه المبادرة لضمان تسهيل الوصول إلى المقررات والأنشطة التعليمية، والاختبارات الالكترونية لتتناسب مع القدرات الفردية لدى المعاقين، وكذلك لتحقق التوافقية مع طبيعة التقنية المساعدة المستخدمة لذوي الإعاقة.

ترتب على ذلك العمل مع عمادة التعاملات الإلكترونية والتعليم الإلكتروني على توفير معايير سهولة الوصول في المقررات الموجهة للطلاب والطالبات ذوي الإعاقة وجارٍ إنتاج مجموعة من المقررات سهلة الوصول .

• دعم توفير أفضل التقنيات المساعدة -بالتعاون مع الإدارة العامة للمشتريات- على تدقيق ومراجعة المواصفات الفنية المتعلقة بالأجهزة والتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة؛ لضمان التوافقية مع أنظمة الجامعة والبنية التحتية الداعمة، مما يضمن تفعيلها لفترات تشغيل أكبر وتوفير الدعم التقني لها.

وقد ترتب على ما سبق توفير  86 جهاز حاسب محمول مع سطر بريل للمكفوفين ، و 11 طابعة بريل، و 84 مكبرًا محمولًا لضعاف البصر، و 16 كاميرا قارئةً للمكفوفين، و 22 ماسحًا ضوئيًّا للكتب والمقررات المطبوعة للمكفوفين، وتوريد ما يرتبط بهذه الأجهزة من برمجيات داعمة.

• توفير قاعدة بيانات خاصة ببيانات الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة والخدمات المقدمة لهم، و أهلية الحصول على الخدمات وكذلك التوصيات المتعلقة بالتسهيلات الأكاديمية اللازمة لكل حالة على حدة لدعم التحول الرقمي وتقديم الخدمات الرقمية لذوي الإعاقة.

ويُنسَّق حاليًّا مع الجهات ذات العلاقة لتحديد الصلاحيات الخاصة بكل جهة، والمعلومات الخاصة بالطالب لديها؛ لدمج كل المعلومات في قاعدة البيانات وتوزيع الصلاحيات حسب احتياج كل جهة لتقديم أفضل خدماتها.

• دعم الوصول الهندسي من خلال أنظمة التوجيه والإرشاد الإلكترونية لذوي الاعاقة، من خلال خرائط متعددة الحواس، ولوحات الأبواب الذكية، والتطبيقات الإلكترونية المرتبطة بها.

تهيئة 7 خرائط رئيسة متعددة الحواس بالإضافة إلى 440 لوحةً ذكيةً متفاعلةً في تطبيق الجامعة لتسهيل الوصول.

• تطوير المعامل الإلكترونية بالجامعة وتزويدها بالأجهزة والبرامج المتوافقة مع الطلاب ذوي الإعاقة، ويهدف هذا التوجه إلى توفير بيئة تعلم عالية الجودة ومحفزة للتعلم من خلال مساندة الكليات في اختيار وتزويد المعامل الإلكترونية بتقنيات ذوي الإعاقة بما يتوافق وطبيعة الإعاقة.

طُوِّرت المعامل بمركز الطلاب ومركز الطالبات لذوي الإعاقة ضمن خطة المعامل المجهزة لذوي الإعاقة بالجامعة لتطبيق الاختبارات الإلكترونية في 6 كليات.

• دعم مكتبة الملك سلمان المركزية وفرعها بشطر الطالبات بالتقنيات المساعدة للطلاب والطالبات ذوي الإعاقة لتسهيل الوصول إلى المصادر الإلكترونية بطريقة مناسبة.

وبالنسبة إلى مكتبة الملك سلمان المركزية فقد أنشئت قاعتان  مجهزتان بالتقنيات المساعدة لضعاف البصر والمكفوفين والصم وذوي الإعاقة الحركية، فضلاً عن تجهيز قاعة المحاضرات بنظام التضخيم السمعي FMH  لضعاف السمع وزارعي القوقعة. كما أنشئت قاعة بمكتبة الطالبات وزُوّدت بالتقنيات المساعدة الداعمة لتشغيلها.

• تدريب المستفيدين بالجامعة على تسهيل الوصول الإلكتروني لذوي الإعاقة.

 حيث قُدِم ما يفوق  18 دورةً تدريبيةً لأعضاء هيئة التدريس والموظفين ومشرفي المواقع الإلكترونية والطلاب.

كل هذه التطبيقات وأكثر جارٍ التوسع في العمل عليها في ظل توجه الجامعة نحو التحول الرقمي، والعمل على تنمية المهارات الرقمية لمنسوبيها من الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس بوصفها أحد متطلبات التعليم والعمل في العصر الحالي؛ لخلق مجتمع رقمي ذي بنية تحتية متطورة وميسرة. ويأتي هذا التوجه تنفيذاً وتطبيقاً لرؤية المملكة 2030 في مجال التحول الوطني من أجل بناء مجتمع ووطن رقمي يساهم في تقديم خدمات ذات جودة أفضل للأفراد مع تمكين ربط المجتمع بعضه ببعض عبر الأدوات والأساليب الرقمية الذكية، وهذا يساهم في تطوير اقتصاد رقمي مستديم ويساعد في خلق وظائف نوعية جديدة واستحداث أسواق جديدة مدعمة بالابتكار والتقنية.

 د. أحمد محمد السيد الحفناوي

مستشار التقنية المساعدة لذوي الإعاقة ببرنامج الوصول الشامل

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA