روح الإبداع في الحراك الأكاديمي الإعلامي مطلب.. واستثمار الطلبة للتجديد في البحوث الإعلامية ضرورة

في حلقة نقاش: (الإبداع والتجديد في الأساليب المنهجية لبحوث الإعلام) د. فهد الطياش:

 

 

ـ د. الطياش: لدي خمسون فكرة طلابية لنظريات إعلامية قابلة للتطوير

 

ـ د. عهود الشهيل: للدكتور الطياش دائماً زاوية مختلفة في أطروحاته الفكرية الإعلامية 

 

ـ د. علي العنزي: الإبداع يحتاج إلى تمويل مما يستدعي كثيراً من عمليات التخطيط والترتيب

 

ـ د. مطلق المطيري: استشراف المستقبل في المجال الإبداعي يتطلب استشراف الماضي أولاً

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

نظمت وحدة الدراسات الإعلامية بقسم الإعلام (مدى) يوم الإثنين الماضي حلقة نقاش علمية عنوانها:( الإبداع والتجديد في الأساليب المنهجية لبحوث الإعلام) قدمها عضو مجلس الشورى وأستاذ الإعلام الدكتور فهد بن عبدالله الطياش، بإدارة رئيس قسم الإعلام الدكتورة عهود الشهيل.

رحبت الدكتورة الشهيل في مستهل الحلقة بالحضور وبالدكتور الطياش، شاكرة في بداية حديثها الجامعة ومركز مدى لإقامته مثل هذه الفعاليات التي تثير الحراك الأكاديمي وتنشط الإبداع في الفكر الإعلامي،  منوهة بأن للدكتور الطياش دائماً زاوية مختلفة في أطروحاته الفكرية الإعلامية التي تساهم في نمو الإبداع والتجديد.

ثم بدأ الدكتور الطياش في تقديم طرحه العلمي، شاكرا في مقدمة حديثه الدكتورة الشهيل على التقديم اللبق، وشاكراً الدكتور  علي دبكل العنزي رئيس (مدى) على الاستضافة وإتاحة الفرصة لمثل هذه النقاشات بالتعريف والعرض وتبادل الأفكار لتنمية الروح الإبداعية في البحوث والأنشطة الإعلامية. ثم شرع الدكتور الطياش يطرح تساؤلات عاصفة للأذهان؛ حول مقولة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود :( اعتمدنا تطلُّعات طموحة لقطاع البحث والتطوير والابتكار، لتصبح المملكة من رواد الابتكار في العالم، وسيصل الإنفاق السنوي على القطاع إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2040م، ليُسهم القطاع في تنمية الاقتصاد الوطني وتنويعه من خلال إضافة 60 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2040م، واستحداث آلاف الوظائف النوعية عالية القيمة في العلوم والتقنية والابتكار، بمشيئة الله) ؛ كيف نقرأ خطاب سموه وانعكاساته على تطوير البحوث العلمية في ميدان الإعلام؟ وكيف سنشارك بأبحاثنا في الدراسات الإعلامية ضمن أولويات الرؤية؟ وهل أبحاثنا الإعلامية السابقة قريبة من هذه الأولويات؟ هل البحوث الإعلامية العالمية ومناهجها البحثية تعكس تخصصًا متفردًا ومنعزلًا بذاته، أم هي بحوث ومناهج علمية وإنسانية مشتركة؟ وهل توسعت النظريات والمناهج البحثية الإعلامية والقضايا التي تعالجها لتشمل تخصصات علمية أخرى؟

وتحدث د. الطياش عن التغيرات في بيئة الإعلام وتأثير دخول عالم الأقمار الصناعية ومجتمع العلاقات وشبكات التواصل على نماذج الاتصال وظهور أنموذج المرحلة الوسيطة بين المجتمع الصناعي والمعلوماتي. وقال إننا ما زلنا بحاجة لتطوير مفهوم دراسات استشراف المستقبل الإعلامي، وتساءل هل لدى قسم الإعلام في الجامعة تصور عن مستقبل تدريس الإعلام في ظل التطورات الحالية؟

وتناول مفهوم الاستشراف وتحديات اكتشاف المستقبل وأنه مهارة عملية تهدف لاستقراء التوجهات العملية والمستقبلية في حياة البشر، ويدفع هذا الاستقراء كل فرد ومجتمع إلى اتخاذ القرارات المناسبة لتلك المرحلة. حيث يدعو الخالقُ -عز وجل- الإنسانَ أن يتخذ قراراته بنفسه بمفرده، أو بشكل جماعي؛ حتى تتحقق إرادة التغيير المنشود حسب الآية: ‭{‬إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‭}‬ سورة الرعد11. والقدرة على الاستشراف المستقبلي ليست وراثية جينية؛ وإنما منهجيات علمية يتم تعلمها وتطبيقها بمهنية ودقة؛ لذا أصبح الاستشراف أحد العلوم التي تُدرَّس في الجامعات الغربية، وله جمعيات علمية منها ما أصدر كتبًا عن الاستشراف. وللخروج من سجن مفهوم التنبؤ، وأن دراسة المستقبل خوض في الغيبيات، جاء الخروج عبر بوابة التخطيط اليومي، والانتقال إلى المستقبل القريب ثم البعيد؛ لتحسين حياة البشر بناء على معطيات تراكمية ومنهجيات علمية. كما أن الحروب وتطوير الأسلحة جعلت البشر يفكرون جديا في خوض السباق الاستشرافي؛ حتى لا يكونوا ضحايا لسيطرة القوى الخارجية ولتأثيرات الثورة التكنولوجية؛ حيث أدرك المستقبليون الموضوع مبكراً وبدأوا في تطوير المنهجيات، ومنها ما قام به معهد راند ببناء معمل المستقبل وفق منهجية صياغة السيناريوهات.

واسترسل د. الطياش في الحديث عن نماذج منهجية لاستكشاف المستقبل ومنهجية الألعاب الجادة، واللوحات القصصية وتوظيفها البحثي. كذلك تناول الوثائقيات التفاعلية والأساليب الابتكارية للبحوث الإعلامية، والمنهجيات البصرية الممكنة في البحوث الإعلامية.

كما ناقش البحوث التشاركية وأهميتها وتحدي الافتراضات المنهجية، وعرض كذلك نماذج بحثية بأسلوب انعكاسي. وصرح الطياش بأنه من خلال تدريس مقرر( بناء النظريات الإعلامية) يمتلك الآن أكثر من خمسين نظرية إعلامية في طور الفكرة والفرضية  القابلة للتطوير. كما أشاد بالمحاولات التي قدمها كل من الدكتور علي بن شويل القرني و الدكتور علي بن ضميان العنزي في مجال بناء نظريات جديدة.

تساءلت الدكتورة عهود الشهيل - بعد انتهاء الطرح الرئيس للدكتور الطياش وقبل فتح باب المداخلات- عن سبب عدم حصولنا على جوائز علمية رغم الميزانيات الهائلة التي تُصرف على الإعلام، وعدم إنتاج نظرية إعلامية معتمدة عالميا.

وفي نهاية الحلقة تداول الحضور بعض النقاشات حول الحلقة من أهمها سؤال: كيف نغير هذا المشهد الإعلامي في هذه الساحة؟ وجاءت إجابة الدكتور الطياش: أنه بوجود جيل جديد من الزملاء والزميلات الأكاديميين وأعضاء هيئات التدريس الذين انضموا إلى الكادر الإعلامي الجديد، فإنه يعول عليهم كثيراً في النهضة والتحديث المأمول للمشهد الإعلامي.

وفي مداخلة للدكتور مطلق المطيري من قسم الإعلام نوّه  بأهمية التشجيع على البحوث المزجيّة التشاركية التي نستطيع من خلالها تعميم النتائج واقتراح الحلول، وبأن في طرح الطياش اليوم لاستشراف المستقبل؛  هناك ضرورة لاستشراف الماضي أيضا والاستفادة من أحداثه وتجاربه.

وأقر الدكتور نايف الثقيل من قسم الإعلام بأن هناك قصورًا في أقسام الإعلام -ومن ضمنها قسم الإعلام في الجامعة- من حيث الحاجة إلى تطوير المقررات الدراسية، وتفعيل النقد الفعلي لرسائل الدراسات العليا، وعدم سهولة اجتياز الطلبة للمناقشة بكل سهولة.

وقال د. علي دبكل العنزي في مداخلته إن الإبداع يحتاج إلى بيئة وإلى تمويل، وأن الأخير هو ما تحتاج إليه الجامعات ويستدعي كثيراً من عمليات التخطيط والترتيب لتسهيل التعاقد مع جهات التمويل المستفيدة من الحراك البحثي في الجامعات.

ثم ختمت الدكتورة عهود بأن هناك تحديثات مطروحة في برامج قسم الإعلام للمناهج والبرامج مثل دبلوم الإعلام الرقمي باللغة الإنجليزية، وهناك معامل ومختبرات قيد الإنشاء؛ لخلق بيئة بحثية إعلامية للنهوض بالأساليب المنهجية لبحوث الإعلام.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA