كيف أبدأ الكتابة؟

ثقافية رسالة الجامعة تسأل :

 الإبداع  يعمل بطريقة غريبة، يفاجئك في أوقات لا تتوقعها

 

 جرب أن تكتب كما لو كنت شخصًا آخر

 

رسالة الجامعة ـ د. أريج السويلم

أ.عبير بنت علي الجربوع المعيدة بقسم اللغة العربية ورئيسة مباردة مداد للكتابة الإبداعية تجيب : 

هل حاولت يوما أن تبدأ الكتابة، لكنك توقفت عند أول صعوبة؟

هل أمسكت ورقة وقلمًا وشعرت أن بداخلك كما من الأفكار والمشاعر تود أن يخرج، لكنك لم تستطع؟

هل تجد في ذهنك أفكارًا رائعة، لكنك لا تجد الكلمات التي تستطيع حمل هذه الفكرة؟

هل قررت أن تعبر عن فكرتك وتكتب، لكنك رأيت أن تؤجلها قليلٍا حتى تتمكن منها، لكنها تضيع منك؟

هل تؤجل الكتابة لأنك تنتظر الإلهام؟ حسنا، لست وحدك في ذلك.

كل الكتاب يمرون بهذه الصعوبات. منهم من يقف عندها ولا يستطيع تجاوزها، ومنهم من يتجاوزها مرة، ويفشل مرات. ومنهم من يشعر بصعوبتها، لكنه يتجاوزها وينجح في ذلك.

نعلم أن الإبداع مفيد، وأنه وسيلة للخروج من الرتابة والملل إلى آفاق أوسع وأرحب، وعوالم أجمل. لكن الغريب في الإبداع أنه يعمل بطريقة غريبة، يفاجئك في أوقات لا تتوقعها، ويتمنع عنك عندما تحتاجه بشدة. يظهر كفكرة سحرية مكتملة وقت المحاضرة، أو وسط نقاش محتدم، أو في حديث ممل، أو خلال اجتماع. ويهرب بعيدًا ويحتجب عندما تكون مستعدًا لاستقباله!! ألم أقل إنه غريب؟

أحيانًا، قد ترى الفكرة المبدعة في حديث صديق، أو وجه محاضر، أو ربما يأتيك في صورة حلم. أو تستلهمه من جملة اعتادت والدتك أن تقولها، أو سؤال يلقيه أخوك الصغير. وأحيانًا تبحث عنها في كل مكان ولا تجدها، كأنها قررت أن تختفي نهائيًا من الكون، كأنها تعاقبك على شيء لا تعلمه.

إذن كيف يمكن أن نجد الأفكار المبدعة؟

ببساطة.. اكتب كل يوم. اكتب أي شيء، بأي طريقة، وبأي أسلوب، وبأي لغة.

التزم بالكتابة دون أي توقعات، دون أي معايير، والأهم دون أي انتقاد. ليكن همك أن تملأ الورقة بكل ما يخطر على بالك، لا تلتفت للترتيب، ولا للصياغة ولا لجودة الأفكار، ولا لترابطها، ولا لصحتها، باختصار لا تلتفت لأي معيار يمكن أن يحدك في الكتابة. فقط اكتب.

بمجرد أن تكتب فكرة أو سطرًا، سيتحفز عقلك ويبدأ بتوليد الأفكار، وستبدأ بالاتصال مع نفسك وأفكارك. جرب أن تتقمص شخصية أحدهم، جرب أن تكتب كما لو كنت شخصًا آخر.

الكتابة تجبرك أن تبدع، وأن تفكر، وأن تحفز عقلك لينتج أفكارًا، لا أن ينتظرها. جرب أن تكتب لتلقي كل حمل عقلك على الورق.

جرب أن تكتب عن أفكار مختلفة، وباستخدام أساليب مختلفة، وفي فنون مختلفة. جرب أن تكتب القصة والمقالة والخاطرة والقصة القصيرة جدًا.

جرب أشياء جديدة: زر مكان لم تزره من قبل، اقرأ نوعًا من الكتب لا تحب قراءته، خض تجربة تظن أنها مملة، تحدث مع شخص مختلف عنك.

كن منتبهًا طوال الوقت لمصادر الكتابة: في أحداث يومك، والأشخاص الذين تقابلهم، وما يمر عليك. ركز في أنك تبحث عن فكرة مختلفة، فكرة تناسب أن تكتب عنها، أو فكرة توحي لك بفكرة مناسبة، أو توصلك لفكرة مناسبة.

الحياة مليئة بالمفاجآت، ربما تجد مفاجأة في كم الأحداث والأشياء العادية، ربما تجدها مغلفة بغلاف مهترئ لا يُنبئ عما تحته.

اكتب كما لو كنت تتحدث إلى شخص ما، خاطبه، واحكِ له كل ما تريد قوله. ربما يكون شخصًا خياليًا، وربما يكون شخصًا حقيقيًا، وربما يكون أنت. المهم أن تخاطب أحدهم؛ مخاطبة شخص وسيلة ممتازة لاستخراج الأفكار.

اسأل نفسك: ما الذي يقوله قلبك؟ ما حلمك؟ ما الذي تريد أن تكتبه فعلا؟

اتصل بذاتك ورغباتك ومشاعرك. استمع إلى نفسك بصدق ودون تصنع.

عبر عن ذاتك الحقيقية، وكن موجودا دائما في كتابتك.

قل الحقيقة كما تراها، بصوتك أنت، وبلغتك أنت، وبأسلوبك أنت. لا أحد يستطيع قول ما تريد أنت قوله.

ربما تكون بداية الكتابة صعبة أو مرهقة أو محيرة. ربما يأبى القلم (أو لوحة المفاتيح) أن يطاوعك. لكنك بالتأكيد ستجد حلًا، وستخرج من تجربة الكتابة متخففًا من أشياء كثيرة كانت تثقلك.

أؤكد لك أنك ستكون أكثر سعادة ولو بدرجة واحدة.

استمتع بالكتابة.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA