دواء الفضول والتدخل في الخصوصيات

 

 

    إن من الضروري جداً  كتمان بعض الأمور والأسرار التي تتطلب كتمانَها المصلحةُ عامةً كانت أم خاصة، وقد كثر في عصرنا الحاضر الحسد بين الناس  والمشاحنات وحب الفضول والتدخل في خصوصيات الغير، وغير ذلك.

    إن كتمان الأمور المشروعة سبب -بإذن الله- للنجاح والفلاح ، وقد ورد في حديث -وإن كان في سنده ضعف ومقال لكن يروى عن بعض السلف كما ذكر ذلك بعض علمائنا- ( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمةٍ محسود ) وفي لفظ آخر: ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمةٍ محسود ) ، وليس هناك تعارض بين هذا وبين قوله تعالى: ( وأما بنعمة ربك فحدث )، فالمقصود أن كل نعمة يكون شكر الله عليها من جنسها ، فمثلاً يكون الشكر على العلم في أي مجالٍ كان  بنشره وبيانه للناس ، ويكون الشكر على المال بإنفاقه والتصدق به في أوجه الخير والمعروف ، إلخ وهكذا.

    البعض له أفعال طيبة ونافعة في أهله ومجتمعه ووطنه، ولا يحب الظهور والإعلان عنها، يكفيه أن ربه يعرف  منه ذلك، ولا يهمه السعي إلى الشهرة والمدح من الناس؛ بل يكون على وجل وخوف شديد؛ لأن هدفه أسمى ومطلبه غالٍ ، فقد ورد في حديثٍ صحيح متفق عليه في صحيح مسلم: ( إن الله يحب العبد التقي الخفي الغني).

 

عبد الله بن محمد عسيري

كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA