نقص الأدوية .. أزمة عالمية

مدير إدارة الخدمات الصيدلية لرسالة الجامعة د. الحصان :

 

قريبا .. روبوتات ذكية تصرف الدواء !!

 

أكثر من 1300 دواء مسجل ... بقيمة فاقت 350 مليون ريال سنويا

 

نسبة توطين صيدليات الجامعة تجاوزت 90 ٪ في الوظائف الطبية

 

حوار : محمد العنزي

 

مما لاشك فيه أن الصيدلية تعتبر جزءًا مهما وحيويا من أجزاء أي مستشفى، فبها تكتمل الرعاية الصحية، ومن أجل الاطلاع على دور صيدليات الجامعة استضافت رسالة الجامعة الدكتور عبدالعزيز الحصان المشرف العام على الخدمات الصيدلية بالمدينة الطبية

 

* بداية وبحكم عملكم مسؤولًا عن إدارة خدمات الصيدليات في المدينة الطبية حبذا أن تطلعونا على الدور المنوط بهذه الإدارة ؟

 

تقوم الخدمات الصيدلية بالمدينة الطبية بعدة أدوار تهدف إلى تقديم الرعاية الصيدلانية المتكاملة للمريض، ابتداء من تحضير الدواء وصرفه، ثم متابعة تأثيره ومأمونيته على المريض، سواء المريض المنوم أم المراجع في العيادات. ومن خلال الخدمات الإكلينيكية، تقدم الخدمات الصيدلية للمرضى المنومين ومراجعي العيادات الخارجية خدمات متعددة من خلال تعديل جرعات الأدوية بما يتناسب مع حالة المريض، والمتابعة المستمرة لمرضى الأمراض المزمنة، والإدارة الدوائية من خلال مراجعات مستمرة لأدويتهم، ومنع حدوث التعارضات الدوائية أو الغذائية. تقوم أيضاً الخدمات الصيدلية بتقديم الاستشارات والإجابة عن جميع استفسارات الطواقم الطبية، وعمل التدخلات العلاجية أثناء الدوام الرسمي وخارجه. بالإضافة لذلك، تدعم الخدمات الصيدلية العملية التعليمية والتدريبية، حيث تستقبل طلاب كليات الصيدلة من جميع جامعات المملكة – حسب الاستطاعة – وتقدم لهم الفرص التدريبية المتنوعة. وتضم الخدمات الصيدلية أحد أكبر برامج الإقامة والزمالة في المملكة، التي تتخرج من خلالها الكوادر الوطنية لخدمة وطننا الغالي، بالإضافة للعديد من الخدمات الأخرى التي تقدمها الخدمات الصيدلية لمراجعي المدينة الطبية بشكل يومي.

 

* كم عدد الصيدليات الموجودة في المدينة الطبية ؟ وهل عددها يلبي الاحتياج؟ وكم نسبة السعوديين ( نساء ، رجال ) فيها؟

 

تحوي المدينة الطبية  صيدليات داخلية وخارجية مرتبطة إداريا بالمستشفيات الثلاث (مستشفى الملك خالد الجامعي، ومستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، ومستشفى طب الأسنان)، وتوجد في جميع المستشفيات عديد منها تستهدف فئات معينة من المرضى وتقوم بخدمتهم، بالإضافة إلى الصيدليات الطرفية الموزعة في أرجاء الجامعة، تخدم إسكان الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس وموظفي إدارة الجامعة والعيادات المرتبطة في منطقة عليشة وغيرها. هذا بالإضافة إلى الصيدليات الداخلية الموزعة داخل المستشفيات الجامعية متعددة الأهداف والفئات. وستُفتتح إحدى كبرى الصيدليات في مبنى طب الأسرة،  وستُجهّز بأحدث الوسائل التقنية لخدمة مراجعي المدينة الطبية. كذلك هناك توسع في الصيدليات الطرفية الخارجية سيشمل الطب النفسي وطب النساء ومركز القلب ومركز الأورام في المستقبل القريب بإذن الله. نسبة السعوديون فيها تتجاوز 90% في الوظائف الطبية، و أكثر من 80% في الوظائف الداعمة من فنيين ومراسلين.

 

* تصرف الصيدليات العديد من الأدوية سنويا، هنا يتبادر للذهن سؤال عن حجم المخزون ؟

 

يوجد لدينا في دستور الأدوية بالمدينة الطبية ما يقارب  1300 دواء مسجل، وبدعم سخي من حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تتجاوز تكلفتها السنوية 350 مليون ريال.

 

* دكتور عبدالعزيز -كما تعلم- نحن صوت المراجع، وملتزمون بنقل معاناتهم لكم، حيث تحدث العديد منهم  عدم توفر بعض الأدوية، تُرى ما السبب ؟

 

نحن نتشارك معكم في هذه المعاناة، فالخدمات الصيدلية متأثرة بشكل كبير من انقطاع الأدوية، وهذا يرجع لعدة أسباب منها: النقص العالمي للعديد من الأدوية، وتأخر شركات الأدوية في توفير أصنافها بحسب الجدول الزمني المتفق عليه، وغيرها من الأسباب التي نعمل مع الزملاء في الإدارات الأخرى المسؤولة  على تجاوزها  لتوفير الأدوية بشكل عاجل ومستمر دون أن يتأثر المريض. ولعل خدمة «وصفتي» المستحدثة هذه السنة هدفت لتجاوز هذه المشكلة بشكل جزئي، لهدف واحد هو توفير الدواء للمريض وتجنب انقطاعه.

 

* لعبت التقنية دورا هاما في العديد من المجالات، ماذا عن الصيدلية؟ وما مدى الاستفادة منها ؟

 

قامت المدينة الطبية -منذ بداية ظهور التقنيات الحديثة في صرف ومتابعة الدواء- بالاستفادة منها وإدخالها لأماكن متعددة في الخدمات الصيدلية، حيث أُدخِلت أجهزة صرف الأدوية الذاتية في جميع أجنحة المستشفيات الجامعية، مما يقلل وقت انتظار المريض للدواء، ويقلل من الهدر الدوائي، ويحفظ وقت جميع الإدارات المشمولة في هذه العملية، كذلك أجهزة صرف المحاليل الوريدية الذكية التي تضمن بمشيئة الله سلامة المريض الدوائية وصحة المعلومات والجرعات. بالإضافة لذلك، تمت الموافقة على مشاريع تقنية ضخمة ستُنفّذ في الصيدليات الداخلية والخارجية، وهي عبارة عن روبوتات ذكية تساعد في سرعة تحضير الأدوية وصرفها، وتقليل الأخطاء والهدر الدوائي بإذن الله.

 

* من الخدمات الجميلة التي يُشاد بها خدمة توصيل الأدوية إلى المنازل، حدثنا عنها، كيف بدأت الفكرة ؟ وكم عدد الطلبات التي تُغطى سنويا ؟

 

أُطلقت خدمة توصيل الأدوية للمنازل في بداية عام 2019م، وهي استمرار لجهود المدينة الطبية في توفير الرعاية الطبية المتكاملة للمريض، وتوفير الوقت والجهد في الحصول على الدواء، وذلك من خلال طلب إعادة صرف الأدوية عن طريق قنوات تواصل وفرتها الخدمات الصيدلية، تشمل التطبيق الصحي، ورسائل الواتساب، والاتصال المباشر بمركز الاتصال الخاص بالصيدلية وطلب الأدوية. ظهرت أهمية هذا المشروع في أزمة كورونا، حينما فُرِض حظر التجول حمايةً للمجتمع، فضاعفت الخدمات الصيدلية قدرتها الاستيعابية لتحضير الأدوية وتوصيلها بنسبة 800% ولله الحمد. حالياً نتوجه للتوسع بشكل أكبر في خدمة توصيل الأدوية للمرضى لتشمل جميع أطياف المرضى وبطريقة سهلة، يستطيع المريض متابعة أدويته، ومتى سيتم توصيلها له سواء أداخل منطقة الرياض أم في أي منطقة أخرى من وطننا الغالي.

 

* كيف ترى دور كليات الصيدلية في صقل طلبتها وتهيئتهم للعمل في القطاع العام أو الخاص ؟

لا شك أن جميع كليات الصيدلة تعمل على مواكبة احتياج سوق العمل سواء العام أم الخاص، وغالبيتها نجحت بشكل كبير في تحضير صيادلة المستقبل للعمل في أي قطاع يرغبون به، حيث إن أغلب الجامعات تتشارك في مخرجات تعلم موحدة تضمن توفير الفرص الدراسية والتدريبية للطالب قبل التخرج.

 

* كيف ترى نسبة التوطين في الصيدليات الخاصة؟ وما هي أبرز التحديات التي يواجهها الصيدلاني السعودي ؟

شهد القطاع الدوائي الخاص – لاسيما صيدليات المجتمع –تسارعاً مطّرداً مؤخراً في توفير الوظائف لخريجي كليات الصيدلة السعوديين، وإعطائهم مميزات جاذبة لهذا القطاع، وبالرغم من أن نسبة التوطين لازالت قليلة إلا أن النمو في هذا القطاع متسارع بشكل كبير. ونطمح أن تتوفر للصيدلي في صيدليات المجتمع أدوار أكبر في الرعاية الطبية، كخدمة الإدارة الدوائية، ومتابعة الأمراض المزمنة، والمشاركة الفاعلة في الطب الوقائي، مما يجعل هذا القطاع جاذباً بشكل أكبر لخريجي كليات الصيدلة، بالإضافة إلى مساواة شاغلي الوظائف في هذا القطاع مع شركات الأدوية سواء المحلية أم العالمية من ناحية الفوائد المادية والمعنوية.

 

* ظهرت منذ فترة مايعرف بصيدليات الأون لاين منافسًا قويًا للصيدليات الخاصة، كيف تنظرون لهذا الموضوع خصوصا أن المنافسة قائمة على الأسعار ؟

خدمة الصيدليات عن بعد (الأونلاين) مفهوم موجود عالمياً منذ سنوات، ويشهد نمواً وتطوراً كبيرا، من شأنه توفير الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل ميسر للمرضى وغيرهم. وبالرغم مما تحمله هذه الخدمة من مميزات، إلا أنه لابد من تفعيل دور الصيدلي الحقيقي في صرف الدواء وتقديم الاستشارة الطبية مع أي وصفة يتم صرفها إما عن طريق مكالمة هاتفية للمستفيد، أو تقديم خدمة تفاعلية عن طريق التطبيق، أو أي طريقة أخرى تسمح للصيدلي بتقديم جميع المعلومات المهمة التي يجب على المريض معرفتها قبل استخدام الدواء. أما فيما يتعلق بالتنافس على الأسعار فهو غالباً على المستلزمات الطبية غير العلاجية، وهذا بلا شك ميزة تقدمها الصيدليات سواء أكانت سحابية أم تقدم خدماتها إلكترونياً.

 

* هناك بعض الأطباء في القطاع الخاص يصرف أدوية بعينها مع أن بديلها موجود وأقل سعرا،  ماهو رأيكم ؟

لاشك في أن اختيار الطبيب لدواء معين بذاته هو غالباً في مصلحة المريض ونابع من تجربة للبدائل الأخرى، لكن ما تدعو إليه الجهات التشريعية في مملكتنا هو أن يُختار الدواء المناسب والأقل تكلفة على المريض، إلا إذا رأى الطبيب غير ذلك، خصوصاً في بعض الأدوية الحساسة. والجدير بالذكر أن جميع الأدوية المتوفرة في السوق السعودية قد تمت دراستها وتحليلها والتأكد من فاعليتها مقارنة بالأدوية المرجعية، قبل الموافقة عليها لدخول السوق الدوائية، وأنه لايوجد فروق بينهما إلا في التكلفة، ولابد أن يكون للمريض حق الاختيار إذا كان لايرغب في استخدام الدواء الأغلى سعراً، وهذا ما تقدمه جميع المستشفيات الحكومية التي تتشارك مع صيدليات المجتمع في تقديم الأدوية، حيث يُختار الدواء الأقل تكلفة إذا توفرت بدائل للدواء نفسه.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA