تسويق الفرص الاستثمارية للجامعة

 

يُعد صدور الموافقة الملكية الكريمة على حوكمة جامعة الملك سعود تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وضمها تحت مؤسسة الرياض غير الربحية حال اكتمال تأسيسها واستثناء الجامعة من نظام الجامعات الصادر بالمرسوم الملكي رقم(م/27)في 2/3/1444هـ  - أحد أهم مراحل تطور الجامعة، وفرصة عظيمة لتحقيق طموحات طال انتظارها؛ خاصة وأن الجامعة قد مرت بمراحل تطور عديدة، وشهدت خلال مراحل عمرها -الذي تجاوز (65) عاماً- رعاية واهتمامًا كبيرين من الدولة- أيدها الله- وخلال مراحل تطورها المتعددة نجد أن هناك قضايا محددة أخذت من الجامعة اهتماماً خاصاً؛ لأنها تعبر عن احتياجات ومتطلبات ضرورية، وتختلف هذه القضايا بحسب مراحل التطوير الذي تمر به الجامعة، وتواجه الجامعة هذه القضايا إما بوضع خطة كاملة للتعامل معها،  أو بتنفيذ تكتيكات محددة.

والمتابع لعملية التطوير بالجامعة -منذ نشأتها حتى صدور الموافقة الملكية الكريمة على حوكمة الجامعة- يجد أن عملية الاستثمار وتنمية الإيرادات الذاتية إحدى القضايا المهمة التي نالت كثيراً من اهتمامات الجامعة خلال مراحل تطورها، منذ تدشين خطتها الإستراتيجية الأولى،  وصولاً إلى الخطة الإستراتيجية المحدثة. والمتابع لعمليات التخطيط والتطوير واحتياجات المرحلة الحالية والمستقبلية يجد أن قضية الاستثمار في الجامعة وتنمية مواردها الذاتية سوف تكون إحدى أهم القضايا التي سوف تحظى باهتمام الجامعة، خاصة في مرحلة حوكمتها تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، فمدينة الرياض أصبحت قبلة للمبدعين والمستثمرين ورواد الأعمال، وهي فرصة أعتقد أن الجامعة في توجهاتها الاستراتيجية المستقبلية سوف تغتنمها لصالح الجامعة، ومن ثَم الوطن.

والدليل على أهمية هذه القضية أن الجامعة خصصت خلال مراحل تطورها أهدافًا إستراتيجية محددة لها؛ ففي الخطة الإستراتيجية الأولي KSU2030 نجد الهدف الإستراتيجي السابع (مستقبل مالي مستدام)، والهدف الإستراتيجي الثامن (المرونة والمساءلة). وفي الخطة الإستراتيجية المحدثة للجامعة نجد الهدف الإستراتيجي السادس (تنمية الإيرادات الذاتية)، والهدف الإستراتيجي السابع (تنوع الاستثمار ونمو الأصول)، وهي تتضمن عمليات تنمية الإيرادات الذاتية وتنوعها واستثمار القدرات الذاتية وتسويقها.

وخلال هذا التطور وما سوف تركز عليه الجامعة -بمشيئة الله- خلال المرحلة المستقبلية القادمة أصبحت هناك ضرورة لإيضاح الفرص الاستثمارية التي تتمتع بها الجامعة؛ حتى تيسر عملية تسويقها، ومن ثم استثمارها لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتحقيق تطلعات الدولة- أيدها الله- بأن تكون جامعة الملك سعود ضمن أفضل (10) جامعات عالمية، وهو الأمر الذي يتطلب زيادة المحفظة الاستثمارية للجامعة وتنوعها وتسويقها محلياً ودولياً، وإعداد دليل تسويقي للفرص الاستثمارية للجامعة وتنفيذ الحملات التسويقية محلياً ودولياً.

ويعزز الدليل التسويقي وما يرتبط به من حملات تسويقية الفرص الاستثمارية للجامعة، وتنفيذ عدد من الطموحات المستقبلية؛ خاصة مع تعدد هذه الفرص وحاجتها للتسويق، فبالإضافة إلى شركة وادي الرياض، وأوقاف الجامعة، والمدينة الطبية الجامعية، والمدينة الرياضية، ومراكز البحوث، ومعهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية، توجد فرص استثمارية أخرى في مختبرات الجامعة ومعاملها، إضافة إلى كوادرها البشرية المتميزة وخريجيها.

ويحقق هذا الدليل التسويقي عددًا من المكتسبات من بينها: دعم جهود الجامعة لزيادة مواردها وتنوعها، وتعزيز الشراكة، ومد جسور التواصل مع القطاعين العام والخاص، وتسويق مخرجات الجامعة البحثية، ودعم قنوات التواصل مع الخريجين ومجتمع الأعمال، والارتقاء بسمعة الجامعة محليًا وعالميًا، والحصول على مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية. حيث تستفيد من هذا الدليل جميع وحدات الجامعة التي تمتلك فرصًا استثمارية تسعى إلى تسويقها، وجميع الجهات ذات العلاقة.

نأمل أن نرى قريباً دليلاً تسويقياً للفرص الاستثمارية لجامعة الملك سعود وحملات تسويقية محلية ودولية، فإمكانيات الجامعة والطموحات المرجوة منها كبيرة وسوف تتحقق -بمشيئة الله- مادامت هناك عقول تفكر وسواعد تعمل.

 

د. طه عمر

مستشار الاتصال والسُمعة المؤسسية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA