رسالة الجامعة ـ التحرير:
حرص قسم الجغرافيا بكلية الآداب على تعزيز التطبيق العملي الميداني لما درسه الطلاب نظرياً في مقرراتهم، ومن أخصها مقرر أشكال سطح الأرض. وقد وافقت الكلية والقسم والجامعة على تنظيم رحلة علمية حقلية مع طلاب مقرر أشكال سطح الأرض وعددهم 60 طالباً، إلى الدرع العربي والرف العربي ونفود قنيفذة؛ يصرح بذلك الأستاذ الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي أستاذ الجغرافيا الطبيعية فقال: انطلقت الرحلة في الساعة الثامنة صباحاً في حافلتين إلى الدرع العربي الواقع إلى الجنوب والغرب من القويعية حيث توجد الصخور النارية، وأشكال سطح الأرض التي تختلف عما ألفه الطلاب في مناطق الصخور الرسوبية بالرف العربي؛ فمن المعروف أن جيولوجية المملكة العربية السعودية تقسم إلى وحدتين جيولوجيتين كبيرتين: كتلة متبلِّرة قديمة تسمى بالدرع العربي Arabian Shield، وطبقات رسوبية تسمى بالرف العربي Arabian Shelf.
وأكد الدكتور عبد الله: بأن الدرع العربي هو الأساس الذي بنيت عليه الطبقات الرسوبية، وهو يتكون بصورة رئيسية من صخور جوفية (بلوتونية) قبل كمبرية ومجماتيكية ومتحولة إلى جانب بعض هضاب البازلت من عصر الباليوجين، وقد استقر هذا الدرع منذ العصر الكمبري. وهناك اطلع الطلاب على نوعية الصخور وما يصيبها من تجوية وتعرية، وشاهدوا بأنفسهم من خلال معاينة مباشرة هذه العمليات الجيومورفولوجية، وطلب منهم أن يعوا هذه المسائل حتى يقارنوها بما سيرونه لاحقاً من أشكال تضاريسية وصخور رسوبية في الرف العربي في الرحلة نفسها.
وبعد أن انطلقت الرحلة إلى الرف العربي حيث توجد رمال نفود قنيفذة وحافة طويق الرسوبية، والرف العربي يقع إلى الشرق من الدرع العربي؛ حيث يشكل ثلثي شبه جزيرة العرب على وجه التقريب، فعلى هذه القاعدة شبه السهلية تقع سلسلة من الصخور الرسوبية القارية ضحلة المياه الجوفية. ويميل الرف العربي كله ميلاً خفيفاً نحو الأحواض المجاورة، وفي وسط شبه الجزيرة العربية تظهر طبقات حقب الحياة القديمة (الباليوزوي)، وحقب الحياة الوسطى (الميسوزوي)، وحقب الحياة الحديثة (السينوزوي) المنخفضة في شكل حزام منحن عظيم يتاخم الدرع العربي، وتسود الطبيعة هنا سلسلة من الحافات المواجهة للغرب تسمى محلياً جيلان (جمع جال)، وجيومورفولوجياً حافات (كويستات cuestas)، وبينما تميل الأحواض ميلاً خفيفاً ثابتاً نحو الخليج العربي والربع الخالي ووادي السرحان فهي تتأثر بشكل القاعدة السفلية.
وأضاف: شُرح للطلاب شكل الحافات، مع تطبيق على حافة جبال طويق التي تقف أمامهم بكامل عنفوانها؛ فهي تمتد امتداداً عظيماً يقارب الألف كيلومتر من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، وبعد الرِّيَاض تتجه نحو الجنوب الغربي. وهذه الجبال عبارة عن جيلان «كويستات» تواجه الغرب نتيجة لميلها نحو الشرق والشمال الشرقي؛ ولهذا نجد أن خط تقسيم المياه يقع على مشارف الجبال الغربية حيث تنحدر سفوح الجبال انحداراً شديداً في تلك الجهة التي تسمى مقدمة الكويستات وتنحدر انحداراً تدريجياً نحو الشرق حيث موقع الصفراء وهي ظهر الكويستا. ويتراوح ارتفاع المنطقة بين نحو 600 متراً في بطون الأودية الشرقية، و1097 متراً عند الحافات الغربية. ويتصف سطح المحمية عموماً بالوعورة بسبب كثرة الأودية والشعاب التي قامت بتخديد المنطقة وتقطيعها فأصبحت منطقة ذات مسالك وعرة.
يلي ذلك اتجهت الرحلة صوب رمال نفود قنيفذة حيث اطلع الطلاب على مكونات الرمال، وتعرفوا على أشكال الكثبان الرملية وتأثير الرياح في تشكيلها.
وفي ختام حديثه قال الوليعي: إن ترسبات الرمال الريحية هي النمط الأكثر وفرة من الترسبات السطحية في المملكة العربية السعودية، ونفود قنيفذة الذي توقفنا فيه مع الطلاب يقع إلى الشرق من نفود السر، واسمه القديم هو رَمْل الوَرِكَة وقد ينسب إلى ماء الغزيز فيقال رمل الغزيز. وأنواع الكثبان بنفود قنيفذة معظمها كثبان رملية قبابية، ولكن توجد بعض الكثبان الطولية والعروق في شمال النفود. والكثبان الرملية القبابية في نفود قنيفذة ضخمة جداً قد يصل قطرها إلى 2 كم، وأقصى ارتفاع لها هو 150 متراً، ولا توجد منخفضات تذرية كبيرة، ولكن توجد على سطوح الكثبان القبابية كثبان هلالية متحركة مرتبة بشكل صفوف متوازية.
إضافة تعليق جديد