الإعلام المؤسسي غير معتاد على التقنية بشكل كامل و صنّاع المحتوى يتقنونها

في حلقة نقاش.. تحولات المشهد الإعلامي السعودي

 

 

الشثري: صناع المحتوى ينظرون إلى الإعلام التقليدي نظرة حادة والمؤسسات الإعلامية ترى أنهم لا ينتمون للإعلام

 

رسالة الجامعة ـ سعود الدوسري، فهد المطيري، متعب السبيعي:

قدمت وحدة الدراسات الإعلامية بقسم الإعلام (مدى) يوم الاثنين الماضي بمدرج كلية الآداب حلقة نقاش علمية بعنوان: (تحولات المشهد الإعلامي السعودي).

أدار الندوة الدكتور عزالدين سليمان المطيري بمشاركة الدكتور طلال عبدالرحمن الشّثري.

سلط الدكتور طلال الشّثري الضوء في دراسته النوعية على الوضع الحالي للإعلام في السعودية، حيث قام بجملة من المقابلات التي أوضحت له العديد من أسئلة دراسته، وأجابت على ما يحتاجه الإعلام في السعودية من إعادة هيكلة في الأنظمة المتداخلة، وأن الوضع لا يدعو لليأس، وإنما يحتاج فقط إلى ترتيب وإعادة نظر في الأنظمة، مع تطوير الإعلام المؤسسي وإدارة العلاقة بينه وبين صناع المحتوى. مشيرًا إلى أن الإعلام المؤسسي غير معتاد على التقنية بشكل كامل بعكس صناع المحتوى الذين يتقنونها.

وأوضح أن مكونات المشهد الإعلامي السعودي، تنقسم إلى عدة أقسام وهي: الإعلام المؤسسي، وهو التقليدي الذي ينتج المواد الإعلامية مثل الصحافة والإذاعة والتلفاز، ثم صناع المحتوى الذين ينقسمون الى جزئين: الذين يأخذون المجال الإعلامي باعتباره عملًا جزئيًّا، والذين يرون أن الإعلام يحتاج إلى تكريس كل يوم فيه وهو الدوام كامل، ويعتقدون أن دورهم كبير ومؤثر ويدعون لزيارة مقر عملهم. ثم العاملون في المجال الإعلامي: الذين لا ينتمون إلى التصنيفات السابقة بما فيهم المعلنون والخبراء القانونيون والمشرعون وغيرهم.

فصناع المحتوى يفتقرون إلى الخبرة الصحفية للحصول على الأخبار، ولا يهتمون لما تنشره المؤسسات الإعلامية، ويلجأون إلى وكالة الأنباء السعودية، ويعتبرون أنفسهم قادة للرأي الإعلامي السعودي أكثر من الإعلام المؤسسي.

وأوضح الشثري أن عدم وضوح الترتيب التنظيمي يحد من أداء الصحفي، وأن المؤسسات الإعلامية تعاني في مواكبة التكنولوجيا الإعلامية المتطوره، وأن العامل الاقتصادي غير مستقر؛ لأن مصادر الدخل منخفضة جداً بسبب توجه المعلنين إلى صناع المحتوى الأكثر نجاحًا والأوسع انتشاراً محلياً من المؤسسات الإعلامية. وأضاف: أن الإعلام السعودي غير ناضج إلى حد كبير، ذلك أنه فشل في إيصال الرسالة الإعلامية إلى الخارج، ومن ثم وجب علينا أن نركز على مصادر صناعة المحتوى الحقيقي، والنتائج على أية حال لا تدعو إلى اليأس.

وأشار كذلك إلى علاقة صناع المحتوى وطبيعة نظرتهم إلى الإعلام التقليدي وأنها نظرة حادة تنافسية، في حين ترى المؤسسات الإعلامية أن صناع المحتوى لا ينتمون للمجال لعدم تمكنهم من أساليب الإعلام التقليدي.

كما تطرّق أيضاً إلى بعض نتائج الدراسة فقال: حدث تباين بين الأقسام الثلاث التي تشكل المشهد الإعلامي السعودي، فصانعو المحتوى والمؤثرون هم أكثر تكيفاً مع التقنية، وإن كانت الدراسة أشارت إلى انتظام انتاجية أصحاب الدوام الكامل وانضباط مهامهم في آلية صناعة المحتوى.

وفيما يتعلق بالتصورات نحو حقوق المؤلف اتضح أن هناك صعوبة إجرائية تطال كل الفئات الثلاث في حال قرصنة محتواه، فعملية حصوله على حقوقه غير مجدية وصعبة من ناحية التطبيق القانوني، على الرغم من وجود ميثاق شرف لدى هيئة الصحفيين، ولكن تفعيل البنود فيه ليس بالكفاءة المطلوبة.

وأشار أحد الأساتذة الحاضرين في الجلسة إلى احتياج ولي الأمر إلى التعريف بما يحتاجه الإعلام السعودي، وهي إحدى الدراسات التي يحتاجها المجال، مشيدًا بهذه الدراسة وبما توصلت إليه من نتائج.

و بعد سؤال أحد الطلاب عن رأي الدكتور طلال الشّثري بعد الدراسة عن ما يحتاجه الإعلام السعودي، أشار إلى أنه يحتاج إلى تقبل صناع المحتوى والمؤسسات الإعلامية لبعضهم البعض؛ لأن مجال الإعلام السعودي يكفي جميع الأطراف، وقد يكون توافقهم وتقبل بعضهم البعض دافعًا في عملية تطوير الإعلام السعودي الذي يحتاج بشكل عام إلى إعادة هيكلة في الأنظمة لضمان تطوره، لتكون السعودية دولة ناضجة إعلامياً.

وفي ختام الحلقة صرّح الدكتور طلال لسناب صحيفة رسالة الجامعة قائلاً: سعدت اليوم بتقديم حلقة نقاشية بتنظيم مركز الدراسات الإعلامية (مدى) أدارها زميلي وأخي الدكتور عزالدين المطيري، وكانت الحلقة عن تحولات المشهد السعودي وهي جزئية تناولتها في أطروحة الدكتوراه التي حصلت عليها من جامعة ولاية أريزونا قبل عام، وكان الموضوع يغطي متغيرات الواقع الإعلامي على مستوى الصحفيين المؤسسين وعلى مستوى صناع المحتوى للإعلام الجديد وأيضاً العاملين المرتبطين بقطاعات الإعلام، وأتمنى أن تكون الحلقة قد حازت على رضى الحضور الكريم.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA