فن القراءة السريعة

 

 

هناك اعتقاد سائد بأن القراءة السريعة عادة يصعب بناؤُها، إلا أن الحقيقة هي أنها فن يمكن إتقانه باستخدام مجموعة مناسبة من التمارين والأدوات. مع مرور الوقت وقليل من الممارسة، سترى أنه من السهل التنقل بين عشرات الصفحات في بضع دقائق قصيرة. القراءة السريعة هي القدرة على استيعاب المعلومات بسرعة وفعالية، هي قراءة طبيعية لكن بفارق زمني أقل، هي توازن بين السرعة والفهم. ومن المهم تحقيق التوازن الصحيح بين السرعة والفهم، وفي بعض الأحيان تكون القراءة السريعة غير مناسبة وغير مفيدة أبدا، فإذا كنت تريد حفظ شيء ما، فستحتاج إلى القراءة ببطء، بمعدل أقل من 100 كلمة في الدقيقة. وسألقي في هذه المقالة نظرة سريعة على مهارة القراءة السريعة واستكشاف التقنيات التي يمكنك استخدامها لقراءة أفضل وأسرع. عندما يتعلق الأمر بالقراءة السريعة فإن أهم أداة هي عيناك وعقلك، عيناك تريان الكلمات، وعقلك يعالج الجُمل. من أجل قراءة سريعة، عليك الانتباه إلى ما تفعله عيناك أثناء القراءة، يجب أن تتحركا من اليمين إلى اليسار لقراءة الجملة، أو بالعكس عند القراءة بلغة غير اللغة العربية، والأهم من ذلك، ألا تحاول أبداً تسريع حركة عينيك، انظر إلى الكلمات وفكر بها دون الحاجة إلى نطقها، كل ما تحتاج إلى الاهتمام به هو النظر إلى الكلمات دون الرغبة في سماع صوتها بداخلك، وتذكر دائماً أنه لا ينبغي أن تكون القراءة سباقاً، استمتع بما تقرأ. كلما قرأت المزيد من الكتب، ساعدك ذلك في القدرة على القراءة السريعة مستقبلاً، وكلما قمت بذلك بالشكل الصحيح، أصبحت أفضل من ذي قبل. تشترك جميع تقنيات القراءة السريعة في شيء واحد هو تجنب نطق كل كلمة وتجنب سماعها في رأسك أثناء قراءتها، وهي عملية تُعرف باسم «النطق الصوتي». حاول التركيز على مجموعة من الكلمات بدلاً من التركيز على الكلمات الفردية، وحاول ألا تستغرق أكثر من ثلاث ثوانٍ لقراءة كل سطر، ثم ارفع سرعتك تدريجياً. من المحتمل أن تجد أنك تحتفظ بمعلومات قليلة جداً في البداية، ولكن ستصبح أكثر ارتياحاً لهذه التقنية لاحقاً. استخدم طريقة المسح أو المعاينة، وهي تتضمن تحريك عينيك بسرعة إلى أسفل الصفحة مع تحديد كلمات وعبارات محددة أثناء تنقلك، لن تقرأ كل كلمة، لكن عينيك ستهبطان على ما هو مهم للسماح لك بفهم الفكرة الأساسية. وقد يكون من المفيد استخدام «خريطة العقل» لتنظيم المعلومات التي تلتقطها. بعد قراءة أي نص، حدد مقدار ما كنت تتذكره أو تفهمه لمعرفة مدى سرعة قراءتك الآن. حاول قراءة الجمل الأولى والأخيرة في كل فقرة، فهذا يوفر لك الكثير من الوقت إذا كانت الجملة الأولى من الفقرة تقدم موضوعاً تعرفه بالفعل. تعلم بعد ذلك ألا تضيع وقتك في قراءة الفقرة بأكملها ويمكنك الانتقال إلى الفقرة التالية. دائماً ما نحتاج إلى بعض المساعدة في تذكر ما نقرأه، ولهذا السبب نكتب،  وبمجرد الانتهاء من القراءة، تُفضل العودة وتدوين بعض الملاحظات من الكلمات الرئيسية والمواضيع التي أبرزتها سابقاً، وتدوين ملخص قصير لأهم المعلومات التي عثرت عليها. ختاماً، قد لا تكون هناك طريقة سحرية لقراءة سريعة دون التضحية بأي فهم، وكلما استثمرت المزيد من الوقت في القراءة، ستزيد سرعة قراءتك لامحالة. و«كلما قرأت أكثر، ارتقيت أكثر».

 

أ. د. سطام عبدالكريم المدني

قسم الجيولوجيا و الجيوفيزياء

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA