هل الشراكة الأسرية في التعلم عن بعد أقرب للتحقيق

 

 

تعد الأسرة من أهم عناصر الشراكة المجتمعية مع المدرسة، باعتبارها النواة الأولى التي ينشأ منها المجتمع.

وترجع الإرهاصات الأولى لتجربة شراكة الأسرة في العملية التعلمية - كما أشارت  الدراسات- إلى بداية القرن الماضي، ففي سنة 1911م أنشأت مارجريت موميلان مدرسة لأطفال منحدرين من أسر فقيرة، وتبنت عدة صيغ لمشاركة الأسرة من خلال الزيارات المنزلية، وتوفير مكان للوالدين في المدرسة، وتشجيعهم لقضاء أكبر وقت ممكن في المدرسة، وفي ظل هذه الشراكة لم يعد الدور التقليدي للأسرة -المتمثل في المشاركة في اللجان المدرسية- كافيًا وملائمًا لمتطلبات العصر الراهن؛ بل لا بد من إشراكهم في إثراء العملية التعليمية. 

والمتابع والمتأمل عن كثب في متابعة أولياء الأمور لأبنائهم عبر منصة مدرستي - وخاصة منسوبي التعليم – قد يجد المدخلات البناءة ومشاركة الابن في التعلم، ونجد ذلك ملموسًا وبطريقة تلقائية في مشاركة أولياء الأمور في مساعدة الابن في الإجابة عن الأسئلة المطروحة أثناء سير الدرس، هنا يشعر المعلم بقرب أولياء الأمور خاصة في المرحلة الابتدائية، وتقل نسبة المشاركة الأسرية في المرحلة المتوسطة، وفي المرحلة الثانوية تبعًا. وهذا يعكس اهتمام الأسر بأبنائهم الذي يعد ركيزة أساسية لنجاح المنظومة التعليمية،  ولشراكة تستهدف تحقيق 80% من شراكة الأسر في الأنشطة المدرسية، لتحقيق رؤية المملكة 2030.

وكالمعتاد يمكن القول إن كل جديد في العلم وحركته وكل طارئ تُهيَّأ له فرصة مغايرة للعادة يقابله المتعلمون وغير المتعلمين من الناس بعدم الجدية في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك يتجه للخروج من الإطار الفكري الذي سبق أن اعتادوا عليه طوال أعوام ماضية إلى رؤية جديدة أخرى.

ومن ذلك تطرح التساؤلات الآتية:

ـ هل التعلم عن بعد أتاح للأسر شراكة أكثر رحابة من التعليم الاعتيادي؟

ـ هل التعلم عن بعد أضاف الأسر إلى منظومة النجاح بصورة متضافرة الجهود بين المدرسة والأسرة والمجتمع؟

ـ هل التعلم عن بعد جعل الأسرة تشعر بقيمة المعلم عندما يقع العبء التعليمي عليه بنسبة أكبر سواء بدون الشراكة  أو بالشراكة بنسبة قليلة من المجتمع الأسري؟

ـ ما الآثار الجانبية على الشراكة الأسرية التي قد تنتج عند توقف التعلم عن بعد بصورة تنازلية؟ هل سيخفت تفاعل الشراكة الأسرية بنسبة تنازلية نحو الانطفاء؟

ـ هل سيستمر التفاعل الأسري بصورة شراكة غير متزامنة مع التعليم الحضوري؟

ـ ماهي المتطلبات الأساسية التي تحتاجها المدرسة لتحقيق هذه الشراكة مع الأسرة بصورة مستدامة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030؟

مثل هذه الأسئلة تستدعي دراسات بحثية تدرس الظاهرة عن كثب، وتحاول التوصل إلى استمرارية التفاعل الإيجابي والشراكة البناءة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030. آخذةً في عين الاعتبار الآليات والخطط في تنمية الشراكة بصورة مستدامة في ظل وجود رؤية تدعم هذه الشراكة وتتبناها في وثيقة مسيرة الوطن.  

ويطرح الكاتب مقترحات ربما تسعى إلى تحقيق تلك الشراكة بصورة فعالة منها:

ـ تعزيز منصة مدرستي بإدراج أيقونة خاصة بشراكة أسرية ذات فاعلية.

ـ جدولة مواعيد اللقاء بأولياء الأمور على مدار السنة الدراسية، وإتاحة الشراكة سواء في الأنشطة المدرسية أم المناشط التي تعزز من قيمة الوطن كاليوم الوطني.

 

 أ. عبد الله بن ضيف الله آل شديد 

 طالب دكتوراه في تعليم الرياضيات

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA