تأثير الإجراءات الاحترازية والحظر الاجتماعي في مكافحة كورونا

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

في إطار الخطة الوطنية لدعم الأبحاث العلمية لمكافحة فيروس كورونا، أجرى الدكتور خليل اليحيا من كلية الطب في وقت سابق أثناء أزمة كورونا دراسة استقصائية نشرت مطلع عام 2021م في المجلة الدولية للعلوم التطبيقية المتقدمة، هدفها تقييم وعي المواطنين والمقيمين على حد سواء في المملكة تجاه الإجراءات الحكومية بالإغلاق والتباعد الاجتماعي أثناء الأزمة، التي ساعدت في التقليل من تفشي الفيروس والسيطرة على انتشاره، حيث سعت الدراسة لقياس أهمية السلوك الاجتماعي والوعي الصحي في تقليل التواصل؛ لأجل الحفاظ على معدلات منخفضة من حالات الإصابة بالفيروس.

شملت عينة الدراسة أكثر من 1100 مواطن ومقيم على أرض المملكة من مختلف الأعمار والمناطق، حيث أفاد أكثر من نصف عينة البحث من السعوديين والمقيمين أن معلوماتهم عن الفيروس تأتي من المصادر الإعلامية، في حين أن الغالبية العظمى من العينة يؤمنون بأهمية الإغلاق والتباعد الاجتماعي مقارنة بنسبة منخفضة لا ترى جدوى من التباعد والإغلاق. وكانت نسبة الإناث أعلى من نسبة الذكور في معرفة تفاصيل المرض والقراءة عنه، كما أن الإناث كان لديهن إيمان مطلق بأهمية العزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي مقارنة بالذكور.  كما أظهرت نتائج الدراسة ارتباطاً وثيقاً بين المستوى التعليمي للمشاركين في الدراسة ومستوى الوعي بالمرض والإيمان بالعزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي.

وقد أفاد أكثر من نصف المشاركين في هذه الدراسة أنهم ملتزمون بلبس الأقنعة والقفازات وتجنب الاتصال المباشر عند مغادرة منازلهم، وقد كانت نسبة المقيمين أعلى من نسبة السعوديين في هذا الالتزام، في حين جاءت الإناث في مرتبة أعلى من الذكور في مستوى الانضباط الشخصي في اتخاذ الإجراءات الاحترازية من لبس الأقنعة الواقية والقفازات وتجنب التواصل الشخصي المباشر مع الآخرين، كما كان الأشخاص المتزوجون أكثر وعياً بأهمية الاحترازات الوقائية ومراعاة التباعد الاجتماعي والالتزام بالحظر المنزلي.

وعندما سُئل المشاركون في الدراسة عن رأيهم وانطباعاتهم بشأن تدابير السلامة التي اتخذتها حكومة المملكة  لمكافحة الفيروس التاجي، أفاد معظم المشاركين- وتحديداً المقيمون والإناث وفئة الشباب أقل من 20 سنة- أن تلك التدابير كانت استثنائية ومتميزة، ساهمت في محاصرة انتشار الفيروس، في حين أن نسبة من المشاركين من السعوديين والمقيمين يعتقدون أن عدم التزام العمالة المحلية بالعزلة المنزلية والتباعد الاجتماعي راجع لتدني مستوى التوعية باستخدام اللغات الحية لهذه العمالة، مما قاوم عمليات المكافحة والحد من انتشار الفيروس.

وقد انتهت الدراسة بتقديم توصيات ساهم المشاركون في الدراسة بصياغتها في حينها، وذلك من خلال التفاعل وتقديم بعض المقترحات لتفعيل التدابير الوقائية وتحسينها، واتخاذ قرارات يعتقدون أنه ينبغي اتخاذها لمكافحة تفشي  فيروس كورونا؛ للحد من خطورته ومعدلات انتشاره. ومن تلك التوصيات والاقتراحات إصدار حظر كامل لحث الناس على البقاء في منازلهم، مع زيادة الوعي بتفشي المرض بلغات متعددة موجهة للأقل تعليماً من العمالة المحلية. كذلك جاء من ضمن التوصيات اعتماد نظرية مناعة القطيع، وسن قانون صارم بارتداء الأقنعة و القفازات وطرق التعقيم، مع تجنب زيارة الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس، ومراقبة التجمعات غير القانونية، ورفع مستوى الوعي بأهمية التغذية الصحية وممارسة السلوكيات الشخصية  كالرياضة، والنوم، واعتماد نمط الحياة الصحي، بتقليل الاتصال و التواصل المباشر أثناء الأوبئة.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA