د. منال العيسى تدرس العوالم الميتافيزيقية في الرواية العربية

 

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

 قدمت الباحثة الأستاذة الدكتورة منال بنت عبدالعزيز العيسى من قسم اللغة العربية دراسة نقدية  تدرس العوالم الميتافيزيقية في الرواية العربية من خلال وصف المقبرة من النص إلى اللانص، جاء فيها: شكلت المقبرة ظاهرة لافتة في النصوص الروائية العربية ؛ إذ تنوعت في حضورها النصي ودلالتها اللانصية ، من هنا كانت فكرة الدراسة ، التي تنظر في حضور المقابر بوصفها ثيمة مكانية ذات أبعاد شعرية انطلاقا من الهوية الشعرية للمكان ، التي تعني « التسليم بتأثير الوجود الإنساني على تشكيل الفضاء الروائي « . ويرتبط السؤال عن المكان بالوجود الإنساني ، ذلك الوجود الذي يتحقق في ظل مكان،  حيث كان « رحم الأم المكان الأول الذي مورست فيه الحياة بشكل أو بآخر ، ثم جاء المهد ، ثم البيت ، ثم الشارع ، ثم المدرسة ، ثم المدينة أو القرية ، ثم أمكنة أخرى يكون آخرها القبر «. وللمقابر دلالات مرتبطة برؤية الإنسان لها ، تختلف باختلاف الأيديولوجيا التي يعتنقها ، ومن الطبيعي أن تربط تلك الرؤيا بين المكان والدلالات المحيطة به سواء أكانت نفسية أم اجتماعية أم فلسفية. 

حضرت المقبرة في نماذج من الرواية العربية حضورا منقسما ما بين : ـ الحضور النصي، والحضور اللانصي.

وأعني بالحضور النصي : وجود المقابر بوصفها ثيمة خطابية بكل سماتها اللغوية الخاصة ، التي يغلب على معظمها استخدام أساليب الوصف . أما الحضور اللانصي فأعني به : دلالة المقابر خارج الخطاب النصي ، تلك الدلالة المنفتحة على أبعاد خارجية عدة ، منها : البعد النفسي، والبعد الفلسفي، والبعد الاجتماعي.

تنطلق الدراسة من نصوص  روائية مختارة ظهرت فيها المقبرة؛ للبحث في دلالتها اللانصية، مع عدم إغفال الدلالة النصية ؛ لذلك تنقسم الدراسة إلى قسمين : الأول: يهتم بالمقاربة الوصفية للمقبرة كما ظهرت في الدلالة النصية للخطاب ، والثاني: يهتم بالمقاربة الوصفية للمقبرة كما ظهرت في الحكاية ذات الدلالة اللانصية. تبدو المقبرة من الأماكن التي تنفر منها الذات البشرية بشكل عام؛ لأنها تمثل الفناء والوجه الآخر لبداية الحياة الميتافيزيقية؛ لذلك كانت هذه الدراسة تبحث عن الصور الأخرى للمقبرة بعيدا عن الصورة  النمطية الميتافيزيقية،  وذلك من خلال النصوص الروائية الآتية : ليلة القدر للطاهر بن جلون ، وشارع العطايف لعبدالله بن بخيت ، وموت صغير لمحمد علوان.

وقد توصلت  الدراسة إلى أهمية الوصف  في الخطاب السردي ؛ لكونه يشكل عالما نصيا متنوع الدلالة والمداخل البحثية ، فهو أسلوب كتابة وخطاب له طرائق اشتغال داخلي ذات علاقة وثيقة بالبنية الدلالية المرتبطة والسياق السردي وكذلك المقاصد التواصلية للواصف سواء أكان راويا أم كاتبا ، لذا يمكن إيجاز أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في : حضور المقابر اللافت للنظر في الخطاب الروائي العربي، التي ساعد منهج الشعرية المكانية للمقبرة في البحث عن دلالات وصفها، وتنوعت الدلالة النصية للمقبرة ما بين : منازل وصف المقبرة ، وأنماط وصف المقبرة ، وأخيرا بنية المقبرة بما يشكل تنوعا منهجيا في دراسة وصف المقبرة النصي، ومن النتائج كذلك ثراء المستوى اللانصي للمقبرة من خلال استخدام الصور المتقابلة ما بين : الحسية والروحية، وشكلت وظائف وصف المقبرة حكائيا ودلاليا أهمية خاصة للوصف في الدراسات النصية واللانصية.

تجدر الإشارة إلى أن البحث محكم ومنشور في مجلة جامعة طيبة للآداب والعلوم الإنسانية، السنة التاسعة ، العدد19، 1441هـ .

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA