شركة إعلامية بجامعة الملك سعود

 

أوضحت عزيزي القارئ في المقالة السابقة التي نشرت بصحيفة رسالة الجامعة في العدد رقم (1445) أن جامعة الملك سعود قد مرت بمراحل تطور عديدة وصولاً إلى صدور الموافقة الملكية الكريمة على حوكمة جامعة الملك سعود تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وضمها تحت مؤسسة الرياض غير الربحية حال اكتمال تأسيسها واستثناء الجامعة من نظام الجامعات الصادر بالمرسوم الملكي رقم(م/27) في 2/3/1444هـ؛ وذكرت بأن ذلك يعد أحد أهم مراحل تطور الجامعة، وأوضحت كيف أن الجامعة في حاجة إلى إعداد دليلاً تسويقياً للفرص الاستثمارية للجامعة. واستمراراً في تعزيز العمليات الداعمة للاستثمار في الجامعة وتنمية مواردها الذاتية حرصت على كتابة المقالة الحالية. 

فمع قرب نفاذ النظام الأساس لجامعة الملك سعود حيث أصبحنا على مسافة قصيرة من انتهاء فترة المائة والعشرين يوماً من تاريخ نشر هذا النظام بجريدة أم القرى الجريدة الرسمية للمملكة العربية السعودية يوم الجمعة 9 سبتمبر 2022م أصبح من المهم الاستعداد لمرحلة جديدة من الإنجازات التي يجب أن تتناسب مع تطلعات القيادة الرشيدة بأن تكون جامعة الملك سعود ضمن أفضل(10) جامعات عالمية، وهو أمر يفتح الباب واسعاً أما تبنى كثير من الأفكار التطويرية غير المسبوقة في الجامعات السعودية؛ خاصة وإن كانت هذه الأفكار سوف تساعد على الارتقاء بعمليات الاتصال والإعلام بالجامعة.

 وقد نص النظام الأساس لجامعة الملك سعود في المادة السابعة، البند رقم(20) إقرار الإجراءات المنظمة للتواصل الإعلامي بناءً على ما يقترحه رئيس الجامعة، وهي فرصة لدعم عمليات الاتصال والإعلام بالجامعة والعمل الآن وليس غداً على إنشاء شركة إنتاج إعلامي بجامعة الملك سعود، وهو أمر يدرك أهميته جميع العاملين والمهتمين بعمليات الاتصال بالجامعة، حيث تحقق هذه الشركة فوائد عديدة للجامعة منها: توفير مواد إعلامية وتوعوية ذات جودة عالية تخطيطاً وتصميماً وتنفيذاً لتحقق الهدف من إعدادها، وتعزيز عمليات الاتصال الداخلي والخارجي للجامعة، وتطوير المحتوى الإعلامي الجامعي الذي يعاني منذ فترة طويلة من قلة الدعم المناسب لاستمرار القيام بدوره في نشر الوعي بجهود الجامعة وخططها التطويرية وإنجازاتها، وتحقيق مزيداً من الولاء الداخلي والخارجي للجامعة، ومن ثم تعزيز الثقة التي تجعل الجامعة واجهة للمبدعين في كافة التخصصات وعلى جميع المستويات سواء كانوا أعضاء هيئة تدريس أو موظفين مبدعين في مجالات محددة أو حتى طلاب دوليين، وتعزيز الموارد الذاتية للجامعة، وجذب المستثمرين، وتحقيق كفاءة الإنفاق ، وترسيخ السمعة المؤسسة للجامعة.

إن وجود شركة إنتاج إعلامي تقدم محتوى إعلامياً متميزاً يعد فرصة ذهبية لتأمين كثير من الاحتياجات التي تطلعت عمليات الاتصال والإعلام في الجامعة إلى تحقيقها، وبخاصة عمليات جودة وتمويل وتطوير المحتوى الإعلامي للجامعة؛ بحيث يتناسب مع التطور السريع الذي تشهده مدينة الرياض ايقونة التطوير في العواصم العربية.

فبالإضافة إلى الفوائد التي ذكرت بعض منها سوف تقدم هذه الشركة فرصاً استثمارية متميزة لكثير من القنوات الإعلامية التي تمتلكها الجامعة مثل صحيفة رسالة الجامعة، ومركز الإنتاج التلفزيوني بالجامعة وقنوات التواصل الاجتماعي، والشاشات الرقمية داخل وخارج الجامعة، وغيرها، وكذلك تستطيع تقديم الخدمات الإعلامية والاستشارية لكثير من الجامعات السعودية والمؤسسات الأكاديمية الحكومية والأهلية.

نحن نلاحظ الجهود المتميزة التي بذلتها الجامعة خلال الفترة الماضية لتطوير البيئة الإعلامية بالجامعة، ومنها حوكمة قنوات التواصل الاجتماعي، وزيادة جودة التغطيات الإعلامية، ولكننا ما زلنا نحتاج مزيداً من الدعم والمساندة للمساهمة في تحقيق كثيراً من الطموحات؛ خاصة مع حوكمة جامعة الملك سعود تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض. 

إن جامعة الملك سعود هي قاطرة التطوير في الجامعات السعودية، ولديها قنوات وإمكانيات إعلامية وكوادر بشرية متمرسة في مجالها، وتحتاج عمليات الاتصال والإعلام إلى توفر التمويل المناسب لتحقيق فوائد كثيرة لصالح الجامعة وتوجهاتها الاستراتيجية المستقبلية بمشيئة الله.

 

د. طه عمر

مستشار الاتصال والسٌمعة المؤسسية

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA