الإبداع في التدريس

 

 

عادة ما ترتبط كلمة «مبدع» بوصف شيئ ما يفوق الخيال والوصف، وعندما تقال لشخص ما فهي إشادة كبيرة نتيجة لعمل شيء ما. وعادة ما تستخدم الكلمات «مبدع» أو «إبداع» أو حتى كلمة «عبقري» في حالات وصف أشخاص أو أشياء أخرى أبهرت الآخرين. هذه المصطلحات أو غيرها بكل تأكيد موجودة وتستخدم بكثرة في حياتنا اليومية على صعيد اللغة العربية، كذلك الحال أيضا في بقية لغات العالم تُستخدم هذه المصطلحات على نطاق واسع جداً. 

الإبداع في التدريس -في الوقت الراهن- أمر ضروري جداً، حيث يُعد نقطة الانطلاق لبوابة النجاح للجميع سواءً الكادر التعليمي أم الطلاب. فمن المهم جداً استخدام أساليب ابتكارية جديدة داخل الحصص الدراسية وخارجها، وذلك من أجل جذب انتباه الطلاب واهتمامهم  للمادة العلمية، والبعد عن الأساليب التقليدية والقديمة يساعد على تحقيق الأهداف حسب ما هو مخطط لها ومرسوم مسبقاً.

عندما يتعلق الأمر بالإبداع  فإنه -بكل تأكيد- سوف يساعد الطلاب في الانغماس في التعلم مع بعضهم البعض، فتكون عملية إيصال المعلومات أسرع وتحتاج إلى  وقت وجهد أقل. الإبداع يمكن تعلمه وتعليمه من خلال نقل الخبرات التعليمية المتنوعة واكتسابها ، والقدرة على الابتكار والخيال والتخطيط تعطي الفرد ميزة إضافية تميزه عن الآخرين سواء على مستوى الفصل أم  على مستوى المجتمع ككل. 

دائماً ما يقال: «فكر خارج الصندوق» أو بحسب التعبير الذي يقابله في اللغة الإنجليزية : «Think out of the box»؛ للدلالة على التفكير بطرق مختلفة عن الآخرين، وبعيدًا عن الطرق التقليدية والاعتيادية، ومن حيث التنفيذ أيضاً. 

والقدرة على حل المشكلات تختلف من شخص لشخص آخر، وكذلك المدة الزمنية وطريقة التنفيذ مختلفة أيضاً. 

وفي بعض الأحيان تكون بعض الأدوات والمصادر موجودة بيننا، ولكن لا يستحضرها الذهن في ذلك الموقف للاستفادة منها، وبعد مرور الموقف تبدأ الذاكرة بعملية استرجاع وتذكر هذه الأدوات، أو التفكير بكيفية التعامل مع الموقف بطرق أفضل. 

وقد تطورت التقنية تطورا سريعا ورهيبا، وتوفرت بين أيدينا، بما فيها أجهزة الجوال الذكية التي تحوي  كمًا هائلا جداً من التطبيقات المتنوعة التي قد تساهم في تسهيل إجراء عمليات حسابية معينة، وتعلم مهارات، وتعلم لغات أخرى، وقراءة الكتب، والحصول على المعلومات من عدة مصادر، وغيرها من الأمور الأخرى، حيث لا ينبغي أن يكون استخدام الجوال مقتصراً على الاتصال المباشر، أو على استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي. كل ما نحتاج إليه هو التفكير من خلال ما حولنا، والاستفادة من أي وسيلة مباشرة ومتوفرة حولنا في دعم مجالات العمل والتعليم. وعندما ترتفع الثقة بالنفس بسبب طرق التفكير غير الاعتيادية تزداد الدافعية والحوافز الشخصية لدى الفرد، وعندها تُطلق عليه كلمة مبدع.

 

أ. حسين سعيد الغاوي

معلم لغة إنجليزية

السنة الأولى المشتركة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA