د. الزهراني ود. المجيول يشاركان في أمسية لصالون الترجمة

 

 

تقنيات الترجمة وصناعة مترجم المستقبل

 

رسالة الجامعة - أريج السويلم:

  ضمن الأنشطة التي تقيمها جمعية الترجمة، أُقيمت أمسية صالون الترجمة بعنوان: «تقنيات الترجمة: صناعة مترجم المستقبل» في يوم الأربعاء 23/ 11/ 2022م، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على تقنيات الترجمة وأهميتها للمترجمين، وضرورة الاندماج معها من أجل ترقية المشاريع والأبحاث في مجال الترجمة، وتعزيزها في الحاضر والمستقبل.

وقد شارك في هذا الحوار الدكتور سلطان المجيول أستاذ اللغويات الحاسوبية المشارك بقسم اللغة العربية، والدكتور محمد الزهراني أستاذ اللغويات المساعد بقسم اللغة الفرنسية والترجمة،.

وأشار الدكتور سلطان المجيول في أثناء تداول محاور اللقاء إلى أن تقنيات الترجمة مكونة من عدة تطبيقات، منها ما يُصمّم من التقني، ومنها ما يُصمم من المترجم، ومنها ما يُصمّم من الاثنين معًا مع ثالث يكون خبيرًا في معالجة اللغة الطبيعية، وهي تعكس المراحل التاريخية في صناعة هذه التقنيات، التي بدأت بمرحلة الاعتماد على القواعد، وهي مرحلة تتطلب خبيرًا لغويًا وترجميًا في البناء ثم تقنياً في التصميم، ثم بمرحلة منهج الأمثلة الذي ابتكره ماكوتو ناقاو في جامعة كيوتو اليابانية، بسبب استحالة تطبيق منهج القواعد والتحليل الصرفي والتركيبي بين اللغة اليابانية واللغات الأخرى، إذْ يتطلب هذا المنهج الجمع والبناء والإدارة والترتيب والتحرير والتدقيق لأمثلة ترجمية بين لغتين أو أكثر. وتلت هاتين المرحلتين مرحلة الترجمة الآلية الإحصائية التي اعتمدت عليها شركة جوجل من عام 2006 حتى عام 2016، ثم مرحلة الشبكات العصبية التي اعتمدت عليها شركة جوجل وعدة شركات أخرى أكثر دقةً من جوجل في البناء منذ عام 2016م، وهذه التطبيقات يقوم على مراحل بنائها مهتمون وممارسون في معالجة اللغة الطبيعية. كما أشار الدكتور سلطان المجيول إلى أن كل هذه المراحل الأربع فعّالة في يومنا وفي المستقبل، فتطبيقات المرحلة الأولى القائمة على القواعد مهمة للمشاريع الخاصة لمدونات متوازية محددة المجال، يُستهدف بها شريحة معينة، كبناء تطبيقات ترجمية للطلاب الناشئين في التعليم، أو للممارسين الصحيين في قطاعات الصحة، أو للسيّاح والعاملين من غير العرب في قطاع السياحة، أو للمعدات العسكرية في قطاع الدفاع. أما مرحلة الأمثلة فهي أساسية لكل متخصص في الترجمة لبناء قواعد ترجمية تُفيد جوانب ترقية البحث وإدارة المشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة في المجال. أما تطبيقات منهج الترجمة الآلية الإحصائية وتطبيقات منهج الترجمة الآلية العصبية فهي من مهامّ الشركات الكبرى؛ لأنها تتطلب بيانات ترجمية تتزايد من ملايين الجمل بين اللغة المصدر واللغة الهدف، وتتطلب نماذج لغوية ذات كلفة تقنية عالية، وكلها تهدف إلى بناء ترجمات آلية للغة كلل، ومازالت في طور البحث عن سبل تطوير معالجاتها وتحسين أدائها بهذين المنهجين مع منهج القواعد أيضًا، ومهما بلغ تطويرها في المستقبل، فلن تبلغ المستوى الإدراكي اللغوي الذي يتميز به عقل الإنسان المترجم المتجدّد مع المستويات السياقية المتجددة واللامتناهية من المجازات والاستعارات ومن الجمل التوليدية الجديدة ومن التحولات المتقلّبة للدلالات والمعاني في اللغات الطبيعية. ثم تناول الدكتور مسألة الأخلاقيات والقوانين الفكرية، وأنها ما زالت غير متبلورة محليًّا بدقة فيما يخصّ نطاق البيانات اللغوية، مشيرًا إلى أن أنظمة الملكية الفكرية للبيانات اللغوية مختلفة من دولة إلى دولة، غير أن الذي يبدو محليًّا هو أن استخدامها في الأغراض البحثية والأكاديمية، دون أن تكون للأغراض التجارية، أمرٌ ممكن، ولهذا الاستخدام العادل صياغاته التنظيمية التي تجعلها مقبولة حسب سياسة كل جهة من جهات المراكز والمؤسسات والهيئات البحثية.

 أما الدكتور محمد الزهراني فقد تطرق في بداية الجلسة إلى تعريف تقنية الترجمة وأنها تمثل أي أداة محوسبة تستخدم في عملية الترجمة، وأكد أن التحول إلى استخدامها قد يكون صعباً على المترجم التقليدي، غير أن هذا التحول يكاد يكون مفروضًا على كل مترجم في الوقت الحالي. ومن المهم من الآن أن يُساهم المترجم في هذا المجال، وذلك بالتعرّف على تلك التقنيات وتطبيقاتها مثل: نُظم إدارة المصطلحات، وذواكر الترجمة، وأدوات تحليل البيانات، والترجمة الآلية، وبيئة العمل التفاعلية التي تسهل تواصل أعضاء فريق الترجمة مع بعضهم، بالإضافة إلى أدوات ضمان جودة النص المترجم وتدقيقه لغوياً. ثم تطرق د. الزهراني لأنظمة إدارة الترجمة TMS وهي بيئة عمل تساعد على إدارة مشاريع الترجمة باحترافية من خلال عدة ميزات تجارية وأدوات تقنية أو CAT tools، ومن خصائصها السماح بمشاركة العميل في المشروع، وإتاحة التخزين السحابي للمشاريع وحفظها من الضياع، بالإضافة إلى ما تحتويه من ذواكر ترجمية وقواعد بيانات مصطلحية.

وفي إجابة عن سؤال من أين يبدأ المترجم وكيف يختار النظام المناسب؟ أكد د. محمد الزهراني على ضرورة أن يكون للمترجم هدف يساعده على اختيار النظام المناسب. فالأنظمة متنوعة ولها خصائص مختلفة. فمنها ما هو مخصص للأفراد ومنها ما هو موجه للشركات، وبعضها مجاني والآخر مدفوع الثمن. وهناك ما هو مخصص لأزواج لغوية بعينها. وتختلف حسب النهج الذي تتبعه، فبعضها يعتمد على الذاكرة وآخر يعتمد على المدونات اللغوية. وهناك نظم هجينة تجمع بين الترجمة الآلية وذاكرات الترجمة، كما أن هناك نظمًا تدعم التوطين والترجمة الإبداعية.

أما عن فائدة المدونات للمترجم فهي وسيلة مفيدة عموماً للاطلاع على القواميس والمسارد وبنوك المعلومات المختلفة، لكنها أيضاً مفيدة للمترجم من ناحية أنها تقدم خيارات الترجمة في سياقاتها المختلفة. ويمكن أن تكون المدونة مدمجة في النظام نفسه ويسمى هذا النهج corpus based Machin translation أي الترجمة الآلية المعتمدة على المدونات. وقد تكون المدونة مستقلة بذاتها. وفي الحالتين، لابد من الحذر عند استخدام المدونات؛ لأن هناك مدونات تأخذ من جميع المصادر ولا تكون موثوقة، في المقابل هناك مدونات قائمة على أسس علمية ونصوص مترجمة معروفة.

وفي النهاية قدم د. محمد الزهراني بعض النصائح لمستخدمي التقنية في الترجمة، فحذر من الاعتماد الكامل على الترجمة الآلية، فلا بد من معرفة أخطاء الآلة والتنبؤ بها ومعالجتها من خلال التحرير اللاحق، ولابد من اختيار نظم إدارة برمجة آمنة، واستخدام ذاكرات موثوقة. والتأكد من إعدادات الأمان في نظم إدارة الترجمة حتى لا يضيع جهد المترجم. ولابد من الاهتمام بجودة العمل لأنها تعكس احترافية المترجم ومهنيته وأخلاقياته.

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA