أثرى لغات الأرض

 

 

لكلّ رؤية آفاق تتطلع إليها، وأهداف تسعى إلى تحقيقها، ونتائج تطمع في الوصول إليها، ولن يتحقق ذلك إلا بتخطيط محكم يستند إلى المنطقية والعلمية في الدوافع والأهداف. وفي تحويل كلية الآداب -بجامعة الملك سعود – إلى كلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية خير مثال على ذلك؛ فهو كما أشــــارت أ.د. منال العيسى في مـــقالــــها المعنـــون بـ «تحويل كلية الآداب لكلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية، الرؤية والآفاق» قرار صائب مُبررٌ ينطلق من رؤية طموحة تهدف إلى التطوير والتجديد في آن واحد.

وجامعة الملك سعود صرحٌ علمي سبّاق في مواكبة عجلة التطور وفق رؤية السعودية ٢٠٣٠، وفيما سطرته أ.د. منال العيسى من تأملات ومقترحات اجتهاد موفق أؤيده في كثير من جوانبه، وأختلف مع بعض من أفكاره في طرح أوجزه فيما يلي:

١- رؤية السعودية ٢٠٣٠ تسير بخُطا ثابتة لتحقيق أهداف إستراتيجية، وإنجازات مثمرة، مُغلّفة بعمق عربيّ وإسلاميّ يحفظ هويتنا، ويبرز مقدرتنا على تحقيق الطموحات، بدعم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ورعايتهما، بأيدي أبنائه المخلصين، ولن يتم ذلك بمعزل عن التمسّك بكل ما من شأنه الحفاظ على هذه الهوية ، وفي مقدمته السعي لسلامة لغة القرآن الكريم من التحريف أو الضعف ؛ لذا فالباعث على الاهتمام باللغة العربية مختلف تماما عن معطيات سوق العمل ، ومتطلباته، وصَون اللغة العربية مسؤولية المملكة العربية السعودية في المقام الأول ، ومسؤولية كلّ مسلم عربيّ ، فكيف يكون الحال مع المختصين بتعليمها !

لذا أختلف مع مقترح إغلاق قسم اللغة العربية، وأستبدله بمقترح توسّع تفعيل مخرجات القسم ليلائم احتياجات سوق العمل، دون حصرها فقط في مجالات أكاديمية.

٢- كذلك أطرح تساؤلا عن مستقبل الأبحاث النوعية والدراسات البينية- التي أشارت إليها أ.د. منال العيسى - في ظلّ عدم وجود طلبة علم يقطفون ثمارها!

٣- وأخيرًا أشير إلى جزئية تكليف الجامعة ميزانية مالية كبيرة من جرّاء التعاقد مع أصحاب العلم النافع من أبناء الوطن العربي، أو مع ذوي الخبرات الثرية من زملائنا المتقاعدين القادرين على المزيد من العطاء، وأناقشها من منطلقين:

أ- للجامعة قيادات موثوقة قادرة على التمييز في الاختيار بين من يقدّم علمًا نافعا من غيره، ولا مجال للمجاملات في مثل هذه الاختيارات، والاحتكام مقيّد بمعايير علميّة محددة. 

ب- ما يتقاضاه كلّ موظف، أو عضو هيئة تدريس في الجامعة حقّ مشروع له مقابل ما يقدّمه من عمل وجهد، وفي حال تقصيره تملك الجامعة من الضوابط والإجراءات ما يحول دون الإفراط أو التقصير.

حفظ الله بلادنا عزيزة شامخة رائدة في كافة المجالات، ووفق الله قيادتها – حارسة اللغة العربية – إلى ما فيه خيرها وصلاحها، وحقق ما تصبو إليه من تطور وتقدّم ونجاح، وسخّر لهذا الوطن أبناءه وبناته.

 

 د. حنان بنت عبد المحسن التويجري

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA