شكر النعم.. واجب شرعي

 

عندما يعطي والدٌ ابنه مبلغًا من مال أو جهاز جوال أو شيئًا من هذا القبيل ثم يستعمله الابن في شيء يضره ولا ينفعه ولا يحسن استخدام ما أُعطي له، فماذا سيكون موقف والده منه؟ ربما يصبر عليه في البداية ويعاتبه موجهًا إياه بتغيير سلوكه، وربما يكرر له اللوم والنصيحة بأساليب مختلفة، ثم يعطيه إنذارًا بعدم تكرار فعلته، وإذا وجد من الابن إصرارًا على موقفه ونمط سلوكه فلا شك أنه سيضطر لأخذ ما أعطى ابنه ولن يعيده له مرة أخرى.

ولله المثل الأعلى كم من نعمةٍ أنعمها علينا وقلّ شكرنا لها، بل واستعملناها في غير مرضاة واهبها.

كم هو مؤسف ما نشاهده اليوم من تصرفات فردية لا تصدر من إنسان عاقل فضلاً عن مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر، وكم هو مؤسف ما وصل إليه البعض من سلوكيات لا تليق، وافتقارٍ للآداب وكفرانٍ للنعم، وسنن الله لا تحابي أحدًا، ولنا عبرة فيمن مضى ومن نعاصرهم من الأمم، تبدَّل حالهم حين قلّ شكرهم، فاستبدل أمنهم بخوف وصار شبعهم إلى جوع، واجتماعهم إلى فرقه وتشتت، نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة.

 

عبد الله بن محمد عسيري

كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA