الفهم الخاطئ للمنهج التجريبي

نبض المنهجية

 

يُعد المنهج التجريبي من أقوى المناهج البحثية، حيث يتم التحكم في المتغيرات الخارجية التي يمكن أن تلعب دورا مؤثرا على نتائج القياس، كما يتميز المنهج التجريبي بأن القياس يتم في الوقت الحاضر وليس على حدث وقع في الماضي. كما أنه يتحكم بدقة النتائج من خلال وجود مجموعة ضابطة تسهم في معرفة العوامل الخارجية التي يمكن أن تلعب دوراً في تغيير النتائج، ولعل أهم شيء هو وجود «المؤثر» حتى يُعرض على المجموعة التجريبية. مما سبق يتضح أن المنهج التجريبي ذو قوة في صدق النتائج. وهذا لا يعني أن المنهج ليس له جوانب قصور ؛ بل على العكس، فهو  يتعامل مع مجتمع صغير، كما أن عمليات التحكم تتطلب جهداً كبيراً، بالإضافة إلى متطلبات البحث الأخلاقية التي تحرص على حقوق المشتركين في التجربة.

إلا أن هناك مسألة مهمة في التعرف على أنواع المنهج التجريبي، حيث إن لدينا ثلاثة نماذج من هذا المنهج وهي:

المنهج التجريبي الحقيقي «اختيار مفردات التجربة بطريقة عشوائية»   True Experimental Design

المنهج التجريبي القبلي «اختيار مفردات التجربة بطريقة غير عشوائية» Pre-Experimental Design

المنهج شبه التجريبي «Quasi-Experimental Design

وكل تصميم من تلك الأنواع له سماته الخاصة.

يعتمد التصميم الأول التجريبي الحقيقي True Experimental Design على أن يقوم الباحث باختبار مفردات التجربة «المجموعة أو المجموعات التجريبية والمجموعة الضابطة» عشوائياً، دون تحديد مسبق لكل نوع من المجموعات، ثم يقوم بتوزيع تلك المفردات على المجموعة أو المجموعات التجريبية والمجموعة الضابطة عشوائياً. وهذا الأمر يمكّن البحث من تعميم النتائج على المجتمع الذي سحب منه تلك المفردات.

حيثR  تعني أن الاختيار والتوزيع للمفردات تم بصورة عشوائية.

O5   القياس القبلي للمجموعة التجريبية، O7 القياس القبلي للمجموعة الضابطة.

X هو المؤثر،  O6 القياس البعدي للمجموعة التجريبية، 08 القياس البعدي للمجموعة الضابطة.

أما التصميم الثاني «المنهج التجريبي القبلي Pre-Experimental Design» فهو التصميم الذي يخطئ فيه معظم طلاب الدراسات العليا، بل إن كثيرا من الباحثين يقومون بترجمة المصطلح على أنه «المنهج شبه التجريبي»، وهذا خطأ واضح، فكلمة Pre لا تعني شبه ولكن تعني شيئا سابقا،  ولا يختلف هذا التصميم عن التصميم السابق إلا في قضية اختيار مفردات التجربة عشوائياً، مع ملاحظة أن التوزيع العشوائي للمجموعات لا يغير في الأمر شيئاً. وهذا التصميم لا تُعمَّم نتائجه على المجتمع الذي انتمت إليه مفردات التجربة.

حيث O1    القياس القبلي للمجموعة التجريبية، O3 القياس القبلي للمجموعة الضابطة.

X هو المؤثر،  O2 القياس البعدي للمجموعة التجريبية، O4 القياس البعدي للمجموعة الضابطة.

ملاحظة لا يوجد أي إشارة إلى التوزيع العشوائي (R)

أما التصميم الثالث المنهج شبه التجريبي  Quasi-Experimental Design، فهو ينتهج آلية مختلفة تماماً حيث يتم القياس القبلي عدة مرات حتى يثبت القياس، ثم يتم إدخال المؤثر ويتم القياس البعدي عدة مرات حتى يتوقف، والفرق بين آخر قياسين قبلي وبعدي هو نتاج المؤثر.

حيث O1, O2, O3, 04, O5 هي القياسات القبلية.

و O6, O7, O8, 09, O10 هي القياسات البعدية.

ولمعرفة الفرق بين القياسين = O10 – O5 =

أي أن القياسات المتكررة بعد القياس الأول القبلي لمجرد التأكد من أنّ O5 هي أعلى قيمة تصل إليها مفردة الدراسة في القياس القبلي، كما أنّ O10 هي أعلى قيمة تصل إليها مفردة الدراسة في القياس البعدي. فالقياسات المتكررة تمت للتأكد من تأثير أي عوامل خارجية قد توقف القياس القبلي والقياس البعدي على حد سواء.

أ.د. سعود بن ضحيان الضحيان

أستاذ المناهج والقياس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA