فنون الاتصال

 

 

الاتصال Communication: كلمة مُشتقة من اللغة اللاتينية وهي كلمة Commnis ومعناها الشيء المشترك، ويعتبر الاتصال مُشاركة ومداولة في المعلومات أو الفكر أو الاتجاهات بين الأفراد وبعضهم البعض.

والاتصال ظاهرة إنسانية بدأت وتطورت مع تطور الحياة الإنسانية داخل المجتمعات. كما أن الاتصال يلبي حاجة أساسية عند الإنسان ويعتبر من أقدم أوجه النشاط الإنساني ومن الظواهر المألوفة الأكثر تطورا مع تطور الحياة الإنسانية، طبقا لتطور المجتمعات البشرية.

والاتصال الإنساني في أبسط أشكاله: يعني نقل المعلومات والأفكار والأهداف من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر، فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بمعزل عن الآخرين، ولا يستطيع أن يشبع حاجاته دون الاتصال ببقية أفراد المجتمع، حيث لا غنى عن التفاعل الفكري والحضاري داخل المجتمع الواحد وأيضا بين المجتمعات.

     ويعتبر الاتصال عملية تفاعل نفسية واجتماعية بين المرسل والمستقبل من خلال الدّوافع والحاجات النفسية لكل منهما، ناتجا عن رسالة من مرسل، ومستقبل لهذه الرسالة، سواء أكانت أفكارًا أم معلومات معينة بطريقة معينة وفي ظروف معينة؛ لتحقيق أهداف معينة أيضا.

     وتظهر أهمية الاتصال في كونه العملية الأساسية لاكتساب الفرد خصائص وسمات المجتمع الذي يعيش فيه وينتمي إليه؛ حيث يكتسب من خلال عملية الاتصال أفكارًا ومعتقدات مجتمعه، وينقلها للآخرين بصورة أو بأخرى، وعن طريق الاتصال يتعلّم أفراد المجتمع طرق التعامل مع الآخرين، فيزيد من قدرتهم على التكيف الاجتماعي المتبادل.  

مما يحقق الاتصال والتقارب والترابط بين أفراد المجتمع الواحد، ومما يدعم التفاعل بينهم لتأكيد التماسك الاجتماعي. 

كما يؤدي الاتصال بكافة وسائله إلى المحافظة على الهوية الثقافية للمجتمع من خلال نقل التراث من جيل إلى جيل والتعرف عليه من خلال النظم الأساسية للثقافة داخل المجتمع. 

العناصر الرئيسة في عملية الاتصال: تتضمن عملية الاتصال أربعة عناصر أساسية هي:  المرسل، والمستقبل، والرسالة، والوسيلة.

1- المرسل: وهو مصدر الرسالة وقد يكون فردا، أو مؤسسة، أو خبرا موجها إلى فرد أو عدة أفراد أو مجتمعات أخرى، وهناك عدة عوامل يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند اختيار أو المصدر أو تقييمه، وهي: الثقة في المصدر أو المرسل، ونوع المصدر سواء أكان رسميا أم غير رسمي.

2- المستقبل: وقد يكون المتلقي فردا أو عدة أفراد في مجموعة واحدة أو في مجموعات، وقد تكون رسالةً موجهةً عبر الإذاعة أو التلفزيون أو الوسائل الحديثة، كالأقمار الصناعية، وشبكة الإنترنت للتوجيه أو للفت الأنظار إلى بعض المتغيرات في الطقس أو الكوارث أو أخبار معينة بالحروب أو ما شابهه.

3-الرسالة: هي المضمون أو المحتوى الذي ينقله المرسل أو مصدر الرسالة إلى المستقبِل، وتتكون الرسالة عادة من مجموعة من الرموز متفق عليها، وهي أساس عملية الاتصال، وقد تكون رسالةً شفهيةً أو مكتوبةً أو مصورةً أو مذاعةً عبر أجهزة الاستقبال، وذلك من خلال الخبرة المتوافرة بين المرسل والمستقبل لترجمة رموز الرسالة بنفس المعاني التي أرادها المرسل حتى تحقق الأثر الواضح لما يريده المرسل.

وهناك بعض الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الرسالة حتى تُحدث التأثير المطلوب، منها: ينبغي أن تصمم الرسالة وترسل بطريقة تحقق الثقة أولا، ثم لفت وإثارة انتباه المستقبل، وذلك من خلال عنصر التوقيت، ونوعية الرسالة، ومن حيث العناوين والكلمات التي تدفع بالمستقبِل للأخذ بها. ويجب أن تثير الرسالة أنواعا من الدوافع والحاجات الشخصية لدى المستقبل مثل: الأمان، والفهم، والحب. كما تخلق لدى المستقبِل القناعة بمحتوى الرسالة من خلال إشباع حاجاته. 

4- الوسيلة: وهي التي يتم عن طريقها نقل الرسالة الاتصالية، وقد تكون مقروءة مثل الخطاب، أو الكتاب، أو الصحيفة، أو الإعلانات المطبوعة، وقد تكون مسموعة مثل الراديو، وقد تكون مرئية مسموعة مثل التلفزيون والسينما. أو من وسائل التواصل مثل : تويترTwitter، والإنستقرام Instagram، والسناب Snapchat ، والتيك توك TikTok  .

  وهناك عدة عوامل تؤثر إما بالإيجاب أو بالسلب على نجاح العملية الاتصالية فيما بين المرسل والمستقبل ومنها: رجع الصدى، وهو ردود الأفعال نتيجة استقبال الرسالة الاتصالية سواء أكانت مفهومة أم غير واضحة تثار حولها استفسارات معينة ؛ حيث تتضح أهميتها في مدى تقبل المستقبِل للرسالة ومدى فهمه لمحتوياتها، أو احتياجه إلى المزيد من الإيضاح أو الفهم.

 وهناك نوعان من رجع الصدى يحققان التأثيرات وهما: رجع الصدى الإيجابي Positive Feed Back،  ورجع الصدى السلبي Negative Feed Back. والتشويش  هو التداخل أو عدم وضوح الرسالة من خلال الوسيلة بسبب تأثير عوامل خارجية سمعية أو بصرية على المستقبِل للرسالة، مما يؤدي إلى عدم تركيز المستقبِل في فهم واستيعاب الرسالة مما يؤدي إلى عدم تأثره بمعنى الرسالة الحقيقي. 

 

د. مها بنت محمد السديري 

قسم التربية الفنية  - كلية التربية 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA