خطوات مهمة نحو التحول الرقمي من خلال التميز في إدارة وحوكمة البيانات بالجامعة
ـ د. متنمبك: سد الفجوات في المهارات اللازمة لإدارة البيانات مطلب مهم لضمان جودة البيانات وحمايتها وأمنها
ـ إدارة البيانات تعزز الابتكار وتقود التميز العلمي وتحقق الحوكمة الشاملة.
رسالة الجامعة ـ ديمة المقرن
في عالم أصبحت فيه إدارة البيانات جانبًا مُهمًا من جوانب الأعمال الحديثة، وذراعًا اقتصاديا للمنافسة عالميًّا في مجالات كثيرة، وتحديدًا في مجال التحول الرقمي، نجحت الجامعة في تحقيق الامتثال الكلي بمؤشرات حوكمة البيانات والبيانات المفتوحة وفق تقرير نتائج قياس التحول الرقمي للجهات الحكومية للعام ٢٠٢٢م الصادر من هيئة الحكومة الرقمية. وحفاوة بهذا الاستحقاق نسلط الضوء على أبرز ملامح هذا الإنجاز .
في هذه المقابلة، معنا الدكتور إبراهيم بن محمد متنمبك -رئيس مكتب إدارة البيانات- للحديث عن مكتب إدارة البيانات بالجامعة منذ إنشائه وحتى آخر إنجازاته، ولنا معه عدة تساؤلات حول واقع إدارة البيانات ومستقبلها ودورها في تحقيق التحول الرقمي وتعزيز الابتكار والتنمية.
ـ ما منطلقات إنشاء مكتب إدارة البيانات في الجامعة؟ وما الهدف منه؟
تنفيذا للتوجيه الكريم المتضمن إنشاء مكاتب لإدارة البيانات بالجهات الحكومية وتعميم معالي رئيس الديوان الملكي بشأن ذلك، أصدر معالي رئيس الجامعة قرارًا بإنشاء المكتب، وذلك لأهداف عدة أبرزها: وضع النظم والسياسات الواجب تنفيذها لإدارة البيانات بالجامعة، ودعم امتثال وحدات الجامعة المعنية، والتأكد من تنفيذها لسياسات إدارة البيانات، ووضع البرامج التدريبية المتخصصة للارتقاء بقدرات الموظفين في التعامل مع البيانات، وتخطيط البرامج التوعوية وتنفيذها ؛ لنشر ثقافة إدارة البيانات وترسيخها، وإدارة طلبات تبادل مشاركة البيانات والمعلومات الإحصائية مع الأطراف ذات العلاقة داخل الجامعة وخارجها، ومع الباحثين والمهتمين ومع الجهات ذات العلاقة، والعمل على إتاحة البيانات والمعلومات الإحصائية العامة للعموم عبر المنصات المختلفة للجهات ذات العلاقة، ووضع آليات وخطط لتعظيم الاستفادة من البيانات، وتحقيق التكامل بين البيانات من مصادر وأنظمة متعددة، والحفاظ على خصوصية البيانات الشخصية، وإدارة وصيانة أنظمة تخزين البيانات والنسخ الاحتياطي والاسترداد.
ـ هل يمكن أن تذكر لنا -بصفة موجزة- أبرز الإنجازات التي حققها المكتب خلال الفترة الماضية؟
استطاع المكتب بجهود منسوبيه وتعاون الجهات ذات العلاقة بالجامعة تأسيس المكتب، وكانت الخطوة الأولى إجراء دراسة حول بناء إطار التأسيس وفق معايير مكتب إدارة البيانات الوطنية، وأفضل الممارسات العالمية في الجامعات التي نتج عنها الآتي: تشخيص الوضع الراهن لإدارة البيانات بالجامعة، وبناء صورة شاملة لتطويرها «التشخيص، بناء تصور للاحتياجات المادية والبشرية»، وبناء هيكل تنظيمي داعم لأهداف مكتب إدارة البيانات بالجامعة، يتوافق مع معايير مكتب إدارة البيانات الوطنية، ومع الأدوار والمسؤوليات الواضحة لإدارة البيانات وحوكمتها، وتحديد مهام مكتب إدارة البيانات بما يضمن تحقيق الأهداف من إنشائه، والتعرف على الخبرات والكفاءات في مجال إدارة البيانات في الجامعة واستثمارها دعمًا لتأسيس المكتب، وإعداد الخطة الإستراتيجية للمكتب، ووضع سياسات وإجراءات إدارة البيانات وحوكمتها، وتوفير برامج وأنشطة للتدريب والتوعية حول إدارة البيانات وحوكمتها، وتوفير قنوات التواصل المختلفة للمكتب، ووضع الخطط للعديد من مجالات إدارة البيانات ومنها: البيانات المفتوحة ونشرها، وتحليل الاستفادة منها.
ـ حدثنا عن الإنجاز الذي حققه المكتب مؤخراً في تقرير نتائج قياس التحول الرقمي 2022م؟
يُلْزم مكتب إدارة البيانات بتحقيق متطلبات المؤشرات ذات العلاقة بالتحول الرقمي في مجالي إدارة وحوكمة البيانات والبيانات المفتوحة. وبذل المكتب جهدًا كبيرًا من أجل استكمال جميع المتطلبات التي أقرتها هيئة الحكومة الرقمية، حيث وضع المكتب الضوابط والسياسات والإجراءات المنظمة لمجالات إدارة البيانات وحوكمتها، وكذلك نشر البيانات المفتوحة من خلال المنصات الإلكترونية المخصصة لها مما أثمر في تحقيق الالتزام الكلي للمتطلبات في نتائج القياس.
ـ لماذا تنال إدارة البيانات وحوكمتها هذا الاهتمام؟
تكمن أهمية إدارة البيانات وحوكمتها في تمكين المؤسسات من اتخاذ أفضل القرارات وتحقيق أهدافها، من خلال تزويدها بمعلومات دقيقة في الوقت المناسب، وتحرص المؤسسات على تطبيق أعلى المعايير في إدارة البيانات؛ لضمان دقة البيانات وجودتها واتساقها. كما تسهم في حماية البيانات من الوصول أو الاستخدام أو الكشف غير المصرح به، الذي يشكل أمرا ضروريا لحماية خصوصية الأفراد والمؤسسات، ومنع فقدان البيانات القيّمة أو سرقتها، وكذلك زيادة إمكانية الوصول للبيانات ومشاركتها وتبادلها مع الجهات الأخرى لتنفيذ تحليلات أكثر شمولية، والحصول على رؤى وتصورات أكثر دقة، والكشف عن معلومات أكثر أهمية ويمكن اتخاذ قرارات حاسمة بناء عليها.
ـ ما دور البيانات المفتوحة في خطط التحول الرقمي للمملكة؟
تُشير البيانات المفتوحة إلى البيانات العامة للجهات التي تتيحها مجانًا لأي شخص للوصول إليها واستخدامها ومشاركتها وفقا لسياسة البيانات المفتوحة التي تتبناها المملكة، التي تكفل للأفراد الحق في الوصول لها بشكل سهل وعادل للجميع. ويتم عادةً نشرها بتنسيقات يمكن قراءتها آليا، وغالبًا ما يتم توفيرها من خلال البوابة الوطنية للبيانات المفتوحة أو الأنظمة الخاصة بالجهة. وتستثمر حكومة المملكة وفق إستراتيجيتها الوطنية لإدارة البيانات وحوكمتها إتاحة بياناتها العامة؛ لدعم مجموعة من الأهداف من أهمها: تعزيز كفاءة الحكومة، وتحقيق الشفافية والمساءلة، وتعزيز التعاون والتنسيق، ودعم البحث والابتكار.
ـ تُواجه العديد من القطاعات التقنيّة شُحًّا في الموارد البشرية ذات الكفاءة، ماذا عن المهارات اللازمة لإدارة البيانات؟ وكيف نتغلب على هذه المشكلة؟
بالفعل، يُشكل نقص الموارد البشرية والمهارات التقنية أبرز التحديات لإدارة البيانات وحوكمتها. فمن أجل تطبيق إدارة البيانات وحوكمتها بشكل فعال، تحتاج إلى موظفين ذوي مهارة وقدرة على أداء المهام مثل: تحليل البيانات، وضمان جودة البيانات، وأمن البيانات، والامتثال للمتطلبات التشريعية والتنظيمية.
ونقص المهارات اللازمة يخلق العديد من المشاكل ومنها: البيانات غير الدقيقة أو غير الكاملة، والضرر بأمن البيانات، وعدم الامتثال للسياسات والضوابط والمواصفات. كما يقلل من تحقيق المؤسسات الاستفادة الكافية من بياناتها، مما يعيق قدرتها على اتخاذ القرارات الصائبة وتحقيق الأهداف.
لذلك نحتاج إلى المزيد من الاستثمار في برامج التدريب والتطوير لبناء مهارات الموظفين، واستقطاب موظفين مؤهلين يتمتعون بالمهارات والخبرات اللازمة. إضافة إلى تعزيز الوعي والمعرفة وبناء ثقافة قائمة على البيانات؛ لضمان إدارة البيانات وحوكمتها بشكل فعال. ولابد أيضا من تشجيع المنسوبين على فهم قيمة البيانات وأهمية استخدامها بطريقة مسؤولة وأخلاقية، والتأكد من أن جميع الموظفين على دراية وفهم بسياسات إدارة البيانات وحوكمتها وحماية البيانات الشخصية.
ـ ما دور إدارة البيانات في دعم وتعزيز الابتكار داخل الجامعة؟
تُعد إدارة البيانات الفعالة ممكّنا رئيسا للابتكار داخل أي منظومة، فمن شأنها جمع وتنظيم كميات كبيرة من البيانات ذات الموثوقية والجودة العالية، وتمكين المبتكرين من الوصول لها يسهم في دفع عجلة الابتكار؛ حيث يساعد التحليل الصحيح لهذه البيانات على استخراج معانٍ ورؤى جديدة ووجهات نظر مختلفة لا يمكن الوصول لها بطريقة أخرى، وقد تُساعد هذه الرؤى في خلق فُرص جديدة وتطوير حلول مبتكرة وحراك تطويري لافت داخل وحدات الجامعة المختلفة.
ـ كيف ترتبط إدارة البيانات بمفهوم الحوكمة الشاملة؟
ترتبط إدارة البيانات ارتباطًا وثيقًا بالحوكمة الشاملة للمؤسسات. وتعد الإدارة الفعالة للبيانات ضرورية لضمان دقة بيانات المؤسسة وتكاملها وأمنها، كما أنها ضرورية لضمان استخدام بيانات المؤسسة وفقًا للقوانين واللوائح ذات الصلة.
ـ هل يمكن لإدارة البيانات أن تسهم في تحقيق التميز في البحث العلمي للجامعة؟
بالتأكيد، تساعد الممارسات الجيدة لإدارة البيانات في دعم البحث والابتكار من خلال تزويد الباحثين ببيانات موثوقة وقوية، يمكن استخدامها لاختبار الفرضيات، وتطوير نظريات جديدة، والتحقق من صحة نتائجها. بالإضافة إلى توفير مصادر وأنظمة تسهل الوصول للبيانات ومشاركتها، وتعزيز الشراكات والتعاون البحثي والأبحاث متعددة التخصصات، وأخيرا تمكين الباحثين من مشاركة بياناتهم مع الآخرين.
ـ كيف تستفيد الجامعة من تقنيات البيانات وتطبيقاتها؟
يُمْكن للتقنيات القائمة على البيانات مثل الذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال أن تُسهم بشكل كبير في دعم جهود الجامعة؛ لتحقيق الريادة في عدة مجالات من خلال تزويد الباحثين بالأدوات والموارد التي يحتاجون إليها في تحليل البيانات وتصويرها، كما يمكن أن تساعد في الكشف عن الأفكار والأنماط التي لا تظهر على الفور، وتمكن من اتخاذ قرارات أكثر فعالية. أيضا يمكن الاستفادة منها في تعزيز تعلم الطلاب ومشاركتهم باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تزوّد الطلاب بتجارب تعليمية مصممة خصيصًا؛ لتناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفردية. وكذلك تحسين كفاءة وفعالية العمليات الإدارية من خلال الأدوات والموارد التي تحتاجها لتحليل البيانات وإدارتها. وأيضا زيادة التنسيق والتعاون والشراكات الفاعلة بين جهات الجامعة المختلفة وبين الجامعة والجهات أو القطاعات الأخرى.
إضافة تعليق جديد