أهمية الفعاليات الطلابية في ترسيخ الهوية السعودية

 

 

 

ازداد الحديث عن الهوية السعودية  مع رؤية ٢٠٣٠م حيث إن أحد محاور الرؤية «مجتمع حيوي» يرتكز على تكوين مجتمع راسخ الجذور يفخر بالثقافة والتراث السعودي، مما يجعل رصد الهوية السعودية في المنتوج الطلابي مهما لمعرفة اعتزاز جيل المستقبل بهويتهم السعودية.

قد يكون توجيه الطلاب والطالبات للتركيز على الهوية السعودية في تصميم الفعاليات أمر لا يستقطب الطلبة إذا تم طرحه لتقنين الفعليات، ولكن إذا تم تحفيز الطلبة باستخدام العوامل المحيطة بهم بشكل ممنهج سيكون تجسيد الهوية السعودية أكثر فعالية خصوصا إذا رُكّز على زيادة التفاعل بين تطبيق الهوية السعودية والطلبة عبر توضيح طرق تفعيل الهوية السعودية في الفعاليات المقامة. 

ومن المهم معاملة فعاليات الطلبة باعتبارها امتدادا للمجتمع فوجودهم داخل الحرم الجامعي يحاكي وجودهم خارج إطار الجامعة خصوصا أن المفاهيم التي يستخدمها الطلبة لتكوين فعالياتهم تنبىء بطرق تأسيسهم للمشاريع أوالفعاليات خارج الجامعة، لذلك يجب علينا عدم النظر إليها بوصفها أرقاما بل فرصا لتأسيس مبادئ الطلبة المهنية والمجتمعية. 

 ومن الأمور التي  تساعد على مناقشة الهوية السعودية مع الطلبة  تجنب الآتي:  

- عدم معاملة الهوية بوصفها سلعة لاستقطاب الانتباه.

- عدم وضع الهوية ضمن إطار منهجي يبين تداخل الهوية مع الهدف الأساسي للفعالية. 

- عدم وجود ربط بين الهوية و ميول الطلبة.

ويجب التركيز على ثلاث ركائز أساسية؛ لتكوين فعالية مثالية تحتضن الهوية السعودية وهي: الكيف - المكان - الهدف

- الكيف: هيئة الفعالية واستخدامها لرموز سعودية لتكوين أركان الفعالية.

- المكان: تهيئة المكان لعكس جانب معين للهوية السعودية باستخدام الديكور المناسب. 

- الهدف: ربط الفعالية بهدف معين واحد وتوضيحه عند الترويج للفعالية. 

وتمثل فعالية مجموعة الدراما في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية  نموذجا يجسد التوق إلى الماضي من خلال الركن التعريفي للمجموعة حيث كان موضوعها «شتاء السعودية» الذي استقطب أكثر من ١٥٠ طالبة. وتحتوي الفعالية على ٣ أركان: ركن الألعاب السعودية، وركن السعودية القديمة،  وركن جلسة مع الحكواتي، إضافة إلى الركن التعريفي بالمجموعة. واستغلت المجموعة فترة الشتاء وقرب يوم التأسيس بتكوين سمات تشعل الحاضر بدفء الماضي عبر تزيين الركن بالأثاث السعودي التقليدي و توزيع أكلات ومشروبات سعودية تقدم -عادة- في فصل الشتاء. واستفادت المجموعة أيضا من جهاز القصة القصيرة التابع لمبادرة الأدب في طباعة القصص و توزيعها  على الحضور للمساعدة في ترويج القصص القصيرة للكتاب السعوديين، ولم تكتف المجموعة بتوزيع القصص القصيرة السعودية بل قامت بتجسيد بعض القصص مثل: أبو علي ياجارنا، وحكايات النداهة، وقصة راكان بن حثلين، وقصة طير شلوى من خلال ركن ‹جلسة مع الحكواتي›. 

إن استغلال فترة الشتاء و طبيعة المجموعة لتعزيز الهوية السعودية زاد من تأثير الفعالية الإيجابي.

د. أمجاد الشعلان

 

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA