دراسة علمية تؤكد: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا من حياة الناس

 

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

أجرت الباحثة الأستاذة الدكتورة فوزية بكر البكر-عضو هيئة التدريس بكلية التربية- دِراسةً بعنوان: «التبعات الثقافية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي»، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على أسباب استخدام واتس آب وسناب شات، والتعرف على التبعات الثقافية لاستخدام واتس آب فيما يتعلق بالمجالين الاجتماعي  والمعرفي، والتعرف على التبعات الثقافية لاستخدام سناب شات فيما يتعلق بالمجالين الثقافي والتربوي، والتعرف على الفروق ذات الدلالة الإحصائية في وجهات النظر لدى طالبات جامعة الملك سعود، التي تعود لمتغيرات المرحلة الدراسية، وعدد ساعات الاستخدام. واستخدمت الباحثة المنهج الوصفي المسحي مُعتمدة على استبانة طُبقت على عينة مكونة من  503 بواقع 15% من طالبات كلية التربية في جامعة الملك سعود. وأظهرت البيانات الأولية للدراسة أن 33.2% من أفراد العينة يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 6 ساعات يوميا. وخلصت الدراسة إلى أن أهم أسباب استخدام الطالبات لتطبيق واتس آب التواصل مع الأهل والأصدقاء والتسلية، فيما يستخدمن سناب شات للتسلية والاطلاع على ثقافات الشعوب، ومتابعة المؤثرين أصحاب الخبرة. ومن التبعات الثقافية لاستخدام  واتس آب في المجال الاجتماعي نشر الإشاعات وتضليل الآخرين عبر إعلانات غير موثوقة.  وأما في المجال المعرفي فإن الانشغال برسائل واتس آب يُقلل من التركيز في أداء المهام ويتيح المجال لنشر الأفكار بسهولة. ومن التبعيات الثقافية لاستخدام سناب شات على سلوك الطالبات في المجال الثقافي نجد غلبة الجانب الترفيهي والاهتمامات الشكلية لدى الطالبات، ودوره في تسويق القيم والعادات المخالفة لقيمنا الإسلامية وعاداتنا. وفي المجال التربوي ترى الطالبات أن سناب شات هو أداة لكسب الشهرة والاستعراض.

كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير أسلوب الحياة العصرية، حيث أصبح الدخول إليها أمرًا مُعتادًا من قِبل أفراد المجتمع إلى درجة وصلت إلى الإدمان -في بعض الحالات- مما أدى إلى عُزلة الفرد عن أسرته ومجتمعه، وانعدام الخصوصية لدى بعض المستخدمين؛ بسبب نشر معلوماتهم وأخبارهم وتحديثها باستمرار. كما أشارت نتائج دراسة خصاونة، 2015 ،55» إلى تطور دور وسائل التّواصل الاجتماعي من كونها مصدرا للمعلومات والتسوق لتصبح مرآة لحياة المستخدمين الذين يقومون بتحديث صفحاتهم باستمرار؛ لنقل أحوالهم وتغطية مجريات حياتهم اليومية من خلال استخدام الوسائط المتعددة».

ومن ملامح تأثير وسائل التّواصل الاجتماعي على القيم ما ذكره الجلاد 2014 ،247 من أن هذه الشبكات

أزالت حواجز الأعراف  الاجتماعية والثقافية مثل الصداقة بين الجنسين، وتكوين علاقات افتراضية بين فئات عُمرية متفاوتة ، بالإضافة إلى البعد المؤثر في صياغة القيم في دائرة خصوصياتها المجتمعيّة، وربما وصل التأثير إلى العموميات الدينية التي تُعتبر المظلة الأكبر للقيم. ويمثّل الشباب الجمهور الأساس لوسائل الإعلام الجديدة، حيث تؤكد الكثير من الدراسات أن فئة الشباب هي الفئة الأكثر استخداما؛ لما تتميز به من حب للمغامرة والإثارة والفضول. إن كثرة استخدام الإنترنت يؤدي إلى الإحساس بالعزلة والانسلاخ الثقافي والحضاري والاجتماعي. ويتضح -بناء على ما سبق- أن هناك بعض الإشكالات التي تزامنت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وقلة وعي أفراد المجتمع بحدود الاستخدام الأمثل لهذه التقنية، التي تبدو واضحة في سلوكيات فئة الشباب من خلال اللغة التي يتواصلون بها والقيم الوافدة التي يتبناها عدد منهم من ثقافات أخرى مختلفة عن ثقافة مجتمعاتهم وما جرى بعدها من تبعات.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA