التعليم المنظم ذاتياً ومدى فاعلية الذات لدى الطلاب

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

أجرى الباحثان منيرة عبدالله سلطان بن ماضي، ومحمد علي محمد عسيري دراسة بعنوان: التعليم المنظم ذاتياً  وعلاقته بفاعلية الذات لدى طالبات السنة الأولى المشتركة في الجامعة. هدفت  الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين إستراتيجيات التعليم المنظم ذاتياً وعلاقته بفاعلية الذات لدى طالبات السنة الأولى المشتركة في جامعة الملك سعود، والتعرف على إمكانية  التنبؤ بفاعلية الذات لدى طالبات السنة الأولى المشتركة من خلال إستراتيجيات  التعليم المنظم ذاتياً، كما هدفت إلى معرفة فيما إذا كانت هناك فروق ذوات دلالة إحصائية  في كل من إستراتيجيات التعليم المنظم ذاتياً وفاعلية الذات تبعاً لمتغير المسار الدراسي -سواءً أكان صحيًا، أم علميًا ،أم إنسانيًا- لدى طالبات السنة الأولى المشتركة في جامعة الملك سعود، وتكونت العيّنة من 342 طالبة من طالبات السنة الأولى المشتركة من الكليات  الصحية، والعلمية ، والإنسانية،  كما تم اختيارهن بالطريقة الطبقية العشوائية ، واستُخدِم المنهج الوصفي الارتباطي  المقارن. ولتحقيق أهداف الدراسة  استُخدِم مقياسان . مقياس التعليم المنظم ذاتياً

من إعداد كيم وبارك )2000, Park& Kim ،ترجمة  عبد القادر وأبي هاشم (2007 د من صدق المقياسين وثباتهما، ،وقام الباحثان بالتأكد من مدى صلاحيتهما للتطبيق على البيئة السعودية. وتوصلت النتائج إلى وجود علاقة إيجابية ذات  دلالة إحصائية  بين إستراتيجيات التعليم المنظم ذاتياً وأبعاد فاعلية الذات لدى طالبات السنة الأولى المشتركة  في جامعة الملك سعود. كما بينت نتائج تحليل  الانحدار المتعدد أنه  يمكن التنبؤ بفاعلية الذات من خلال إستراتيجيات التعليم المنتظم ذاتياً ، كما أظهرت النتائج  أنه لا توجد  فروق ذوات دلالة إحصائية في إستراتيجيات  التعليم المنتظم  ذاتياً  لمتغير  التخصص الدراسي ) صحي ، علمي ، إنساني( لدى طالبات السنة الأولى المشتركة.  كما أسفرت النتائج  أيضاً عن وجود فروق  ذوات دلالة إحصائية  في فاعلية الذات  وأبعادها الفرعية تبعاً لمتغير التخصص الدراسي ) صحي ، علمي ،إنساني( لصالح  طالبات المسار الصحي . وأوصى الباحثان -بناء على نتائج الدراسة-  بتوظيف إستراتيجيات التعليم المنظم ذاتياً في العملية التربوية في الجامعات؛  لمساهمته في تعزيز فاعلية الذات وتحسين الأداء الأكاديمي .

كما يمثل التعليم أهم ركيزة من ركائز تطوير الجامعات، حيث إن جميع العوامل التي تسهم في فاعلية التعليم وإبراز الدور الأساسي للمتعلم تعد جديرة بالاهتمام والبحث؛ بهدف تطوير العملية التعليمية بالشكل الذي يتفق مع تطلعات المجتمعات، والإسهام في نهضتها وتقدمها في كافة المجالات؛ لمواكبة ما يتميز به العصر الحالي من ثورة معلوماتية، وتنوع كبير في مصادر التعلم والحصول على المعرفة ، كما أن الثورة  المعلوماتية  في العصر الحالي  تحتّم على الطالب العلم والمعرفة، وأن يبادر إلى  التعلم الذاتي، واستخدام مهارات أكثر فاعلية في هذا الصدد، حيث إن التعليم المنظم ذاتياً بإستراتيجياته وأبعاده يدعم التوجه لتعزيز فكرة التعلم الذاتي، وفقاً لما يتميز به المتعلم  من مهارات وإمكانات ذاتية في التعامل مع  المعلومات، كما أن التطورات في فروع العلم والمعرفة والزيادة في أعداد الطلبة المقبلين على التعليم فرضت على المتخصصين  إعادة النظر في الأساليب التربوية التي تلائم هذا الوضع، ولمواكبة هذا التطور  ظهر الاهتمام بالتعليم المنظم ذاتياً  الذي يتيح الفرصة للتعلم مدى الحياة،  وساهمت عديد من النظريات والنماذج في نشأة مفهوم التعليم المنظم ذاتياً،  كنظرية التعلم الإجرائي، وآراء فيجوتكسي،  ونماذج  التعليم المعرفي، ونظرية  التعلم الاجتماعي ، والنظريات البنائية؛ إلا أن الفضل في التأكيد على مفهوم التعلم المنظم ذ اتيا يعود إلى أعمال باندورا Bandura من خلال  نظريته  عن التعليم الاجتماعي  التي نتج عنها عديد من الافتراضات والنماذج.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA