عند الحديث عن بيئة العمل المؤسسي المثالي فإن أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ تلك البيئة الحاضنة للمخرجات المثالية للمنظمة، وتتفاوت جودة هذه المخرجات تبعا للأهداف المرسومة والمعمول عليها، أما في نطاق منظمة تعليمية مصدّرة للعلوم والمعارف كجامعة الملك سعود فإن انتقاء الأهداف يُعتنى به أشد العناية؛ لما له من انعكاس مباشر على العملاء والمستفيدين.
وفي الخطة الإستراتيجية لجامعة الملك سعود فإن الركيزة الرابعة )بيئة العمل المؤسسي( مبنية على هدفين رئيسين، يصب الأول في تجويد العمل من خلال هدف «حوكمة داعمة وممكّنة للجامعة» بالتشارك مع وكالات الجامعة، وتندرج تحت هذا الهدف عدة مبادرات ترتقي بالهياكل الإدارية والسياسات الداخلية والإجراءات التنافسية وتطوير اللوائح المالية. وفي المرحلة الحالية العمل جارٍ على مبادرة )تعزيز السمعة المؤسسية لجامعة الملك سعود(، وذلك بالتخطيط المتكامل لإدارة سمعة الجامعة وتطويرها، وتعزيز صورتها الذهنية، وتقوية الروابط بين المنظمة والمعنيّين.
أما الهدف الثاني فإنه يركز على إجادة العاملين من خلال «رفع كفاءة الموارد البشرية بالجامعة»، و يشتمل على عدة مبادرات تُعنى بالمنسوبين، حيث يجري العمل حالياً على مبادرتين في هذا الشأن: الأولى هي )تطوير أنظمة ولوائح الموارد البشرية(، وذلك من خلال تحسينها وتطويرها لتلائم المرحلة المُقْبَل عليها ، والثانية )استحداث مركز القيادات الإدارية والتنفيذية(، والتركيز على تفاصيل هذه المبادرة من خلال تهيئة القيادات الإدارية وإعدادها، وتعزيز كفاءة الموارد البشرية.
عندما ينظر القارئ إلى ركيزة بيئة العمل المؤسسي يفهم الاتساق والانسجام بين أهدافها، حيث إن الحوكمة تمثل الضبط الداخلي للمنظمة، وتكّون البناء الداعم لسير العملية الإدارية وِفْقَ نظام محدد، ووضع مبادئ الإدارة والرقابة؛ لتحقيق العدالة والشفافية، وضمان حق المساءلة لحماية حقوق المستفيدين الداخليين والمعنيين، وذلك من خلال توزيع الأدوار والمسؤوليات عبر هياكل تنظيمية مُحكّمة. وأما رفع كفاءة الموارد البشرية فإنه يمثل العنصر المشغل لهذا البناء الإداري السلس، فيزداد سلاسة وإنتاجية بالاهتمام بلوائح الموارد البشرية، وتطوير القدرات القيادية والتنفيذية للإداريين وأعضاء هيئة التدريس، وصولا بهم إلى الجاهزية التامة للمنافسة الإدارية العالمية، فيعكِس كل ذلك مرآة الرضا على العملاء والمستفيدين الخارجيين إثْرَ تجويد العمل وإِجادة العاملين.
ولا يكون كل ذلك إلا في بيئة عمل مثالية تمت رعايتها بمبادرات واقعية قابلة للتطبيق، تُمَكِّن القائمين عليها من ترشيدها ورصدها وقياسها بالتوافق مع معطيات السياق التنموي لرؤية 2030، فتتحقق أهدافها، ويكون لها من الوزن ما يجسد بيئة العمل المؤسسي في أسمى قيمه، وينقله من فضاء المأمول إلى أرض الواقع.
سحر أحمد الصالح
مكتب إدارة التحول والمبادرات
إضافة تعليق جديد