الجامعة تسخر جميع إمكاناتها لتهيئة البيئة التعليمية لذوي الإعاقة

المشرف على مركز الطلاب ذوي الإعاقة د. الطويل لرسالة الجامعة :

- أكثر من 30 مسارًا تخصصيًا في الجامعة لذوي الإعاقة 

 

- ننفّذ زيارات دورية للكليات لتنسيق الأمور الأكاديمية للطلبة 

 

حوار / محمد العنزي 

 

تولي حكومتنا الرشيدة اهتماما ورعاية لذوي الإعاقة في مختلف المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية، من هذا المنطلق حرصت جامعة الملك سعود على إنشاء مركز خاص للعناية بهم وتلبية كافة احتياجاتهم الأكاديمية. ولتسليط الضوء على هذا المركز استضفنا الدكتورة نورة الطويل المشرف على مركز الطلاب ذوي الإعاقة. 

 

 

 

 

 

 ** في البداية حبذا لو تعطونا نبذة عن المركز، متى أُنشِئ؟ وما الهدف من إنشائه ؟

 

 

 

أنشأت جامعة الملك سعود في عام 1985م نادياً خاصاً بمنسوبيها من الطلبة ذوي الإعاقة البصرية، في ضوء التحاق خمسة طلاب من ذوي الإعاقة البصرية في تخصص التاريخ وكانوا أول دفعة على مستوى الجامعات السعودية، وهو ما يعكس الدور الريادي لجامعة الملك سعود في تعزيز التعليم الجامعي للأشخاص ذوي الإعاقة، ثم في عام 1993م صدر القرار الإداري بإنشاء مركز بمسمى مركز جامعة الملك سعود للمعوقين، ثم أصبح المسمى مركز ذوي الاحتياجات الخاصة للطلاب والطالبات، وأخيرًا في عام 2016م أصدر معالي رئيس الجامعة قرارًا بتغيير مسماه إلى مركز ذوي الإعاقة. وحيث كانت بدايات التحاق الطلبة ذوي الإعاقة في الجامعة بتخصص التاريخ، يلتحق اليوم الطلبة ذوو الإعاقة بأكثر من 30 مسارًا تخصصيًّا في الجامعة.

 

 

 

وبشكل عام، يتبع مركز ذوي الإعاقة وكالة الخدمات الطلابية بعمادة شؤون الطلاب، ويوجد مقره الرئيس في الدور الأول من البهو الرئيس للجامعة، بالإضافة إلى وجود قسم الطالبات في الدور الأرضي من مبنى كلية التربية في المدينة الجامعية للطالبات.

 

 

 

يحرص المركز ضمن أهدافه على إيجاد الطرق والوسائل المناسبة لتذليل الصعوبات التي تواجه الطلبة ذوي الإعاقة، وتوفير الأجهزة والأدوات التي من شأنها تهيئة البيئة التعليمية المناسبة، وتنسيق حصول الطلبة ذوي الإعاقة على فرص الوصول المتكافئة من خلال المواءمات الأكاديمية المعقولة، وفقا للأهلية المعتمدة في القواعد والإجراءات التنظيمية لخدمات الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة الملك سعود. كما يحرص المركز على التعاون مع كليات الجامعة وإداراتها والجهات ذات العلاقة خارج الجامعة؛ لتطوير الخدمات، وتقديم الخدمات الاستشارية لمراكز ذوي الإعاقة الناشئة أو التي قد تنشأ مستقبلاً سواء داخل الجامعات السعودية أم غيرها.

 

 

 

* * ماهي أبرز الخدمات التي يقدمها المركز لذوي الإعاقة ؟

 

 

 

تندرج أبرز خدمات المركز ضمن الخدمات المساندة والخدمات الأكاديمية. فعلى مستوى الخدمات المساندة، ينظم المركز في بداية كل عام دراسي برنامج تهيئة متخصص يمتد لمدة أسبوع، ويهدف إلى مساعدة الطلبة ذوي الإعاقة المستجدين على التكيف مع البيئة الجامعية الجديدة، والتعرف على مرافق الجامعة والخدمات التي يقدمها المركز والجهات الأخرى في الجامعة ذات العلاقة بخدمات الإعاقة. كما يتم ضمن برنامج التهيئة تنسيق اللقاءات بين الطلبة ذوي الإعاقة الخريجين والمستجدين، بما يدعم الإرشاد الطلابي، ويحقق تبادل الخبرات. ويضم المركز كذلك عيادة رعاية صحية -بالتنسيق مع المدينة الطبية الجامعية- مجهزة بالأجهزة والأدوات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة، وبإشراف أخصائي تمريض ذي كفاءة وخبرة في التعامل مع فئات الإعاقة المختلفة. وتُتاح خدمات العيادة لجميع الطلبة ذوي الإعاقة المستفيدين من خدمات المركز، وذلك خلال  كامل اليوم الدراسي بالجامعة.

 

 

 

وتشمل الخدمات المساندة  خدمات الطباعة بطريقة برايل، من خلال مطبعة برايل المتاحة في المركز بقسمي الطلاب والطالبات، والمزودة بالطابعات عالية الجودة والسرعة؛ لطباعة النصوص بطريقة برايل، بالإضافة إلى الرسومات البارزة، حيث تتم معالجة جميع النصوص والمواد والمصادر الدراسية لطباعتها بطريقة برايل للطلبة ذوي الإعاقة البصرية. كما توفر المطبعة الأوراق الخاصة بأدوات الكتابة لذوي الإعاقة البصرية مثل آلة بيركنز. أيضا تتوفر لدى المركز سيارات النقل الترددي المجهزة لنقل الطلبة ذوي الإعاقة الحركية داخل الجامعة. كما تتوفر في المركز الأجهزة والبرامج التكنولوجية المساعدة للطلبة ذوي الإعاقة في معمل مجهز بمكاتب ذات ارتفاع قابل للتعديل، ولوحات مفاتيح خاصة، وأجهزة وبرامج تكبير النصوص، وبرامج ناطقة، وطابعات متصلة بأجهزة الحاسب الآلي خاصة بذوي الإعاقة البصرية (مثل طابعة إنديكس). كما يوفر المركز -عبر نظام الإعارة للطلبة- الحاسب الآلي المحمول الخاص بذوي الإعاقة البصرية، كجهاز برايل سينس، وجهاز برايل نوت، إضافة إلى توفير الأقلام الذكية للمستفيدين من خدمة المساعدة في التدوين على سبيل المواءمة الأكاديمية.

 

 

 

وتُعدّ البرامج الترويحية أحد جوانب الخدمات المساندة، من خلال تنسيق الأنشطة الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية، إذ يحرص المركز على تشجيع الطلبة ذوي الإعاقة للمشاركة مع زملائهم في أنشطة الجامعة المختلفة، إضافة للأنشطة الخاصة التي ينظمها المركز حسب طبيعة الإعاقة. ومن ذلك برنامج الرحلات الثقافية والاجتماعية؛ إذ ينظم المركز للطلبة ذوي الإعاقة رحلات محلية، تمتد لثلاثة أيام، إلى مدن المملكة المختلفة؛ للتعرف على المعالم التراثية والثقافية وزيارة المؤسسات المتخصصة بمجال الإعاقة في تلك المدن. كذلك تتضمن البرامج الترويحية برنامج تدريب السباحة للمبتدئين من ذوي الإعاقة البصرية؛ حيث تم تدريب ما يزيد عن 40 طالبا من ذوي الإعاقة البصرية على مهارات السباحة والحماية من الغرق.

 

 

 

أما على مستوى الخدمات الأكاديمية فيعمل المركز على مراجعة احتياجات الطلبة ذوي الإعاقة من المواءمات الأكاديمية وفق اللوائح والإجراءات المعتمدة، وإصدار نموذج المواءمات الأكاديمية بصورة فصلية/سنوية لتفعيلها من قبل أستاذ المقرر ، وتقديم جلسة الإرشاد الأكايمي للدعم ومناقشة الحلول الممكنة للمسائل الأكاديمية، وتنظيم الزيارات الدورية للكليات لتنسيق الأمور الأكاديمية للطلبة ذوي الإعاقة الملتحقين بتلك الكليات، بالإضافة إلى المحاضرات واللقاءات المتخصصة وسلسلة الاستشارات لدعم الطلبة ذوي الإعاقة وتثقيف منسوبي الجامعة حول موضوعات الإعاقة.

 

 

 

** أشرتِ إلى تنسيق ما يُسمى بالمواءمات الأكاديمية ضمن خدمات المركز فما المقصود بالمواءمات الأكاديمية؟

 

 

 

هي الترتيبات التي تتيح للطلبة ذوي الإعاقة فرص الوصول المتكافئة إلى متطلبات مقررات البرامج الأكاديمية الملتحق بها، وفقا للاحتياجات المترتبة على الإعاقة ، دون أن يشمل ذلك أي تغيير في طبيعة المعايير الأكاديمية. ومن أمثلتها إتاحة الوقت الإضافي لإكمال المهام/الاختبارات المجدولة، والمساعدة في تدوين الملاحظات، والاختبار في بيئة تقل فيها عوامل التشتيت، والسماح بوجود المرافق مع الطالب أثناء المحاضرة أو الاختبار للمساعدة في الكتابة أو القراءة (كاتب/ قارئ)، وإتاحة الصيغة البديلة لأسئلة الاختبارات، ومنح الأفضلية للطالب في الجلوس على مقاعد مخصصة في القاعة، والسماح بأوقات الراحة المتكررة أثناء أنشطة المحاضرة والاختبارات. وتُعد الاحتياجات المترتبة عن الإعاقة هي المحدد الأساسي للمواءمات، وتخضع تلك الاحتياجات للمناقشة والمراجعة مع منسقي الخدمات الأكاديمية في مركز ذوي الإعاقة في ضوء توفر الوثائق المعتمدة التي تدعم توصيف المواءمات التي يحتاجها الطالب.

 

 

 

** عندما نقول ذوي الاعاقة يطرأ هنا تساؤل هو: ما هي الفئات التي تستقبلونها ؟

 

 

 

يستفيد من خدمات المركز الطلبة من ذوي الإعاقة البصرية، والإعاقة السمعية، والإعاقة الجسمية والحركية، واضطراب طيف التوحد، وصعوبات التعلم، واضطرابات التواصل/ اضطراب اللغة والكلام، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والإعاقات المتعددة، والحالات الصحية الأخرى الحادة.

 

 

 

* * حدثينا عن دور الجامعة في تهيئة البيئة التعليمية لذوي الاعاقة ؟

 

 

 

تسعى الجامعة إلى تسخير جميع الإمكانات لتهيئة البيئة التعليمية لذوي الإعاقة، فمن خلال مركز ذوي الإعاقة يتم تنسيق جميع الخدمات المساندة والخدمات الأكاديمية في إجراءات ميسرة لا تشكل أي عبء إضافي على الطالب. كما يمتد تهيئة البيئة التعليمية إلى جميع مرافق الأنشطة في الجامعة، فمثلا توفر عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود الصالة الترفيهية في البهو الرئيس للجامعة، وذلك لجميع طلبة الجامعة، وتتوفر في تلك الصالة الأدوات الترفيهية الخاصة بذوي الإعاقة، مثل طاولة التنس لذوي الإعاقة البصرية.

 

 

 

** هل لكم تعاون مع جهات حكومية أو قطاع خاص، وماهي أوجه هذا التعاون ؟

 

 

 

يحرص المركز على التعاون مع الجهات ذات العلاقة من خارج الجامعة في أوجه تعاون متعددة، أبرزها تعزيز الوعي بموضوعات الإعاقة وسهولة الوصول. فعلى سبيل المثال كان للمركزتعاون مع الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (إشراق) في تنظيم ندوة اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المرحلة الجامعية، التي عُقدت في مقر الجامعة. ومؤخرًا استضافت عمادة شؤون الطلاب ممثلةً بالمركز عددا من الجهات ذوات الدور الحيوي في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، ومدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، وجمعية الأطفال ذوي الإعاقة، وذلك ضمن المعرض التعريفي المصاحب لفعالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. كما وقّعت جامعة الملك سعود ممثلة بعمادة شؤون الطلاب عددًا من اتفاقيات التعاون الداعمة للطلبة ذوي الإعاقة على مستوى تأهيل طلبة الجامعة من ذوي الإعاقة للتوظيف وعلى مستوى تطوير المهارات.

 

 

 

** كيف ترين نسبة الوعي لدى منسوبي الجامعة في التعامل مع ذوي الإعاقة ؟

 

 

 

يمتلك منسوبو الجامعة مستوى من الثقافة والمبادرة للمشاركة في دعم سهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة. ومن صور ذلك استجابة المنسوبين لمبادرات التعاون مع المركز لتطوير الخدمات والمشاركة في ورش العمل الهادفة إلى التوسع في فرص قبول الأشخاص ذوي الإعاقة في برامج أكاديمية متنوعة. وفي الوقت نفسه يحرص المركز ضمن مهامه على تعزيز الوعي بموضوعات الإعاقة في الحرم الجامعي وخاصة على مستوى المواءمات الأكاديمية.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA