يتهاون كثير من الناس فيما يتعلق بالجانب التقني، فنجدهم يتهاونون في إعطاء الآخرين بعض المعلومات، مُعتقدا أنها لا تنفع ولا تضر ولا يدرك خطورة هذا الأمر! خاصة أن المملكة في رؤيتها ٢٠٣٠م تسعى إلى التحول الرقمي، مما يترتب عليه كثير من التبعات التي يجب أن نفهمها ونقدّر أهميتها بوصفنا شعبًا واعيًا يهتم بمصلحة وطنه أولًا وبمصلحة نفسه ثانيًا .
قد يتوارد سؤال في ذهنك: لماذا إخفاء المعلومات أمر مهم إلى هذه الدرجة ؟
حينما يكون المجتمع مقبلًا على تحولات، قد تتغير أشياء ومفاهيم كثيرة لدى المجتمع، لكن هناك فئة لا تتغير، فهي موجودة منذ بداية الزمان، إنها فئة السارقين والمحتالين والاسم الدارج لهم في هذه الحقبة هو «المخترقون».
وعلى الرغم من كل الأساليب التي يستخدمها المخترقون ويسعون إلى تطويرها دائمًا، تتصدى حكومتنا الرشيدة لهم بكافة الوسائل، ومن بين تلك الوسائل الاستثمار التوعوي عند المواطن أولًا، وذلك بتثقيفه فيما يتعلق بالأمن السيبراني، وصحيح أن إبادة المخترق أمر أشبه بالمستحيل، لكن يمكننا عبر التثقيف أن نُصعّب المهمة على المخترق، الذي بإمكانه إثارة كثير من المشاكل، مثل انتحال الشخصية، وحيازة بعض معلوماتك الشخصية، وتنفيذ ما يسمى بالهندسة الاجتماعية؛ ليتمكن من السيطرة على باقي معلوماتك واستعمالها.
ومن أبرز الأساليب الاختراقية المنتشرة : إرسال رابط للإيقاع بالضحية ، وتقليد واجهة الموقع لخلق وهم للضحية بمجرد النقر عليه، وتعبئة بياناتك، فيتم من خلالها سحب بياناتك سواء أكانت بنكية ، أم حكومية ، أم شخصية...إلخ واستعمالها مثلا في الاستئجار باسم الضحية، أو سحب مبالغ من الضحية، وقد يصل الأمر في عملية الهندسة الاجتماعية إلى سهولة الوصول إلى معلومات باقي أفراد أسرة الضحية، سواء كان الغرض الابتزاز، أم للحصول على مبلغ مالي، أم لبيع معلومات الضحية في السوق السوداء. ومن الأمثلة على الهندسة الاجتماعية رجل التقيت به في مكان عام، ولاحظت عليه سلوكًا غريبًا، كسؤاله عن بعض المعلومات الشخصية تحت غلاف محادثة بسيطة لقتل الوقت. فانتبه عزيزي القارئ من إعطاء بعض المعلومات التي قد ترى أنها مجرد معلومة عابرة غير مهمة، كمكان حيّك السكني، أو مكان أنشطتك اليومية. فلا تنسَ أننا في عصر البيانات والمعلومات، وأن معلومة مثل مكان السكن أو بعض المعلومات الشخصية كافية لانتحال شخصيتك، ومحاولة خداع بعض الجهات التي تعتمد على الآلة في معالجة بعض الشكاوى للحصول على معلومات أخرى لبيعها أو فعل ما لا يرضي الله -عز وجل-.
إن من المؤسف أن الموضوع لم يحصل على الاهتمام الكافي لدى كثير من شرائح المجتمع مثل كبار السن أو الأطفال وحتى عند بعض البالغين الذين لم يحصلوا على فرصة مناسبة للتعلم.
ومن الحلول المقترحة للحد من الهجمات السيبرانية:
١- إخفاء المعلومات بشكل عام فلا تخبر أحدًا بكلمات السر الخاصة بك.
٢- ضرورة تفعيل خاصية التحقق بخطوتين في البرامج بشكل عام لضمان عدم اختراق حساباتك .
٣- عدم التهاون في إعطاء المعلومات البسيطة؛ لأن كل معلومة تعطى مثل الطعم للمخترق.
وختاما نشكر حكومتنا الرشيدة في دعم هذا الموضوع تحت مظلة التحول الرقمي ونسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه .
محمد عبدالعزيز السويلم
كلية علوم الحاسب والمعلومات
إضافة تعليق جديد