البيروقراطية لا تعطل الأنظمة

 

اعتدنا عند سماع كلمة البيروقراطية، أن يتبادر إلى أذهاننا اتّصاف معناها بالسّلبية وتعطيل العمل والتأخير والتعقيد للنظام؛ مما يسبب إشكاليات على مستوى الإنجاز والدقة وإخلال بمبادئ الحوكمة، ولكن هل البيروقراطية هي المسؤولة عن تعطيل النظام ؟!  

تطور مفهوم البيروقراطية منذ قرن مضى على يد «ماكس فيبر» رجل الإدارة الذي جعل من التنظيم أساسا متكاملا ومنظما للمنظمات، وأصبحت المنظمات والمؤسسات تتسابق لاستخدامه في إدارتها لما له من تأثير بالغ في التغيير الجذري في فعالية التنظيم والإدارة. والبيروقراطية تعني سلطة المكتب التي تُعنى بالإجراءات والتنظيم وتقسيم العمل وفق تسلسل هرمي، وتوزيع الأعمال وفق تخصصات محددة تجعل هذا التنظيم دقيقا في سير العمل دون اجتهادات أو عدم معرفة في الإجراءات، وتسهل عمل المنظمة من خلال الاطلاع على سير العمل بشكل منظم.

إن لكلّ نظام نقاط ضعف، والبيروقراطية لا تخلو من نقاط الضعف، واستغلالها يجعل هذا النظام عاجزا عن القيام بأدواره بكفاءة عالية، وهذا ما حصل في أغلب المنظمات وعلى وجه الخصوص المنظمات الحكومية، حيث إن نقاط الضعف أضعفت هذا النظام وأصبحت النظرة السلبية مرافقة له؛ ليس بسبب ضعف كفاءة البيروقراطية وإنما بسبب استغلال نقاط الضعف التي جعلت من هذا النظام عاجزًا عن إكمال أدواره بكفاءة وفعالية بالوصف الإجرائي الذي صُمم من أجله.

ومع التطور التقني في بداية القرن الحادي والعشرين والاعتماد الكلي على النظام التقني في المنظمات في إدارة النظام، وتعزيز مبادئ الحوكمة في المنظمات عالج هذا التطور جميع نقاط الضعف للبيروقراطية حتى أصبح لهذا النظام مزايا لم تظهر من قبل وأصبح يعمل بكفاءة عالية ومرونة و كسب رضا المستفيدين.

لكل نظام نقاط ضعف ينبغي أن نركز عليها ونحاول أن نعالجها ونحوّلها من نقاط الضعف إلى تعزيز قوة للنظام دون أن نقلل من كفاءة وجودة النظام والبيروقراطية خير شاهد على ذلك.

عبدالله حمود الرويشد 

باحث دكتوراه بقسم الإدارة التربوية

كلية التربية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA