التمكين الإداري للقيادات النسائية بالجامعة.. والمعوقات

رسالة الجامعة ـ التحرير:

قدّمت الباحثة سارة بنت توفيق الرشيد دراسة بعنوان: «التّمكين الإداري لدى القيادات النسائية بجامعة الملك سعود وعلاقتها بتطبيق مبادئ إدارة الجودة»، كما أدرجت تطبيق القيادات النسائية في هذه الأقسام لمبادئ إدارة الجودة الشاملة والعلاقة بينهم. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي بمدخلَيه المسحي والارتباطي، واستخدمت الباحثة الاستبانة أداةً للدراسة، ويتكوّن مجتمع الدراسة من جميع القيادات النسائية في هذه الأقسام، وطُبقت الدراسة على 180 قائدة: «عميدة، أووكيلة، أومديرة مركز أو وحدة». وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، من أبرزها: أن درجة ممارسة التّمكين الدراسي لدى القيادات النسائية في أقسام العلوم والدراسات الطبية بالجامعة -من وجهة نظر أفراد الدراسة - جاءت بدرجة متوسطة، وأن درجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة في الجامعة -من وجهة نظر أفراد الدراسة- جاءت بدرجة متوسطة أيضا. وتوجد علاقة طردية «مُوجبة» ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة α≤01.0 بين درجة ممارسة أبعاد التمكين الإداري، ودرجة تطبيق مبادئ إدارة الجودة في أقسام العلوم والدراسات الطبية بالجامعة من وجهة نظر أفراد الدراسة. وفي ضوء نتائج الدراسة أوصت الباحثة بوضع سياسات تنظيمية لرفع مستوى مشاركة القيادات النسائية في أقسام العلوم والدراسات الطبية بالجامعة في صنع القرارات، وتأهيل القيادات النسائية قبل تكليفهن.

 ظهر مفهوم التّمكين بوصفه فلسفةً إداريةً حديثةً منذ بداية الثمانينات وتطور في فترة التسعينات، واقترن تطبيقه بالإدارة اللامركزية، وإطلاق الطاقات الكامنة لدى العاملين من رؤساء ومرؤوسين بمختلف مستوياتهم الإدارية وخلفياتهم العلمية  حتى تزداد قدراتهم وقوتهم في أداء المهام المطلوبة منهم، حيث أدركت المؤسسات أن العاملين الممكّنين هم الفرق بين النجاح والفشل في أداء المهام والضمانة الحقيقية على الأمد الطويل لاستمرار العمل وتطويره على حد سواء؛ وذلك لأنه يعمل على تنظيم  العلاقات الوظيفية وتفعيلها وزيادة الإنتاجية ، كما يتيح لهم فرصة الاستقلالية والحرية  في أداء أعمالهم  دون تدخل الإدارة العليا، ما يؤدي  إلى تنمية مهاراتهم وقدراتهم لتأسيس قادة أكفاء قادرين على قيادة إدارتها  نحو الإبداع  في تنفيذ مهامهم،  ويُعدّ هذا أساسا لمؤسسات التعليم العالي، لا سيما بعد تبني اتجاهات حديثة تستند إلى بعض المفاهيم الإدارية الحديثة، كإدارة الجودة الشاملة، وإعادة هندسة العمليات الإدارية، وهذا ما يميز مدخل التمكين الذي يقوم على فلسفة جديدة قوامها التركيز على دور القيادات العاملة وفاعليتهم في المؤسسة.

إن نجاح تطبيق إدارة الجودة الشاملة يتوقف إلى حد كبير على كفاءة القيادات الإدارية فيها ومدى تمتعهم بالسلطة والصلاحيات، والاستقلالية في أداء العمل، واتخاذ القرار لتلبية احتياجات المستفيدين، مما يؤدي إلى خلق البيئة الإدارية الملائمة التي تؤدي إلى تحفيز الأفراد وتحقيق مستويات جيدة من الأداء مع أهمية تمكين القيـادات الأكاديمية عامة والقيادات الإدارية النسائية خاصة. أثبتت العديد من الدراسات وجود بعض المعوقات التي تحدّ من ممارسة التّمكين الإداري لدى القيادات النسائية في أقسام العلوم الإنسانية في الجامعة، ومن أهمها المركزيّة الشّديدة في اتّخاذ القرارات.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA