تجنب تناول الأطعمة الالتهابية يعزز العلاج الذاتي

  

 

الالتهابات هي رد فعل طبيعي يصدره الجهاز المناعي عند تعرض جسم الإنسان للجراثيم أو البكتيريا أو الفيروسات أو الأجسام الغريبة. وتعد الالتهابات الحادة والمزمنة من عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض التي تهدد حياة الإنسان مثل متلازمة التمثيل الغذائي والسمنة وضعف المناعة والسرطان وغيرها من الأمراض. ويؤدي الإجهاد وتناول الأطعمة الالتهابية وقلة النشاط البدني وقلة شرب الماء إلى زيادة خطر الإصابة بالالتهابات. وتشمل الأطعمة الالتهابية النشويات المكررة واللحوم المصنعة والدهون المهدرجة  والمقلية والوجبات السريعة والحلوى والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة وغيرها من الأطعمة غير الصحية. حيث تحتوي هذه الأطعمة على كميات كبيرة من الجلوكوز الذي يحفز الكبد على إنتاج كميات كبيرة من الدهون، فترتفع مؤشرات الالتهابات وتزداد مقاومة الخلايا للأنسولين ويضطرب عمل جهاز الغدد الصماء مما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري والسمنة وغيرها من الأمراض.

بينما يعد تناول الطعام الصحي من العوامل الرئيسة لتعزيز العلاج الذاتي وتحفيز قوى الشفاء الداخلية من خلال تحفيز الخلايا الجذعية التي تساعد الجسم على التجديد وبناء الأنسجة، وهذا من الضروريات للحد من الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام والسكتة الدماغية والسرطان وغيرها من الأمراض، حيث يحتوي الغذاء الصحي على كميات مناسبة من النشويات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة والالتهابات والمعادن وغيرها من المواد الضرورية لتعزيز عمل خلايا الجسم والسيطرة على الالتهابات وتعزيز الجهاز المناعي.

وتشمل الأطعمة الصحية الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور، كما يعمل الطعام الغني بالمعادن خاصة الحديد والزنك على حماية الخلايا من التلف بتنشيط عديد من الأنزيمات الضرورية لدعم الوظائف الخلوية، كما يعزز الزنك الجهاز المناعي ويدعم عملية النمو ويعزز التئام الجروح، ويعد المحار والحمص ودقيق الشوفان والزبادي والحليب والبقوليات من المصادر الرئيسية للزنك، كذلك تعمل الحمضيات كالجريب فروت والبرتقال واليوسفي والليمون والفلفل الأحمر والبروكلي على تعزيز المناعة والوقاية من الإصابة بالأمراض لغناها بالألياف والمعادن ومضادات الأكسدة والالتهابات، كما تحتوي الأسماك على الأحماض الدهنية «EPA و DHA»، وهذه المركبات لها تأثيرات مضادة للالتهابات وتعزز التدفق الدموي وتحمي الجسم من الاصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب والسكري والكبد الدهني وأمراض الكلى وغيرها من الأمراض.

وتعد التوابل من الأطعمة العلاجية حيث تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على بقاء الخلايا بحالة جيدة كما تحتوي التوابل على مواد فعالة مضادة للالتهابات، ويعد تناول الثوم علاجا فعالا لنزلات البرد وتخفيف احتقان الأنف، كما أن للثوم خصائص مضادة للميكروبات، كما يساعد الثوم في الحفاظ على الأوعية الدموية وسيولة الدم، وتحتوي القرفة على مواد مضادة للالتهابات وتساعد على خفض السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية إلى المعدلات الطبيعية، لذا تحمي القرفة من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يحتوي الكركم على الكركمين الذي يقي من الاكتئاب والزهايمر والسرطان، أيضا يحتوي الزنجبيل على مركب الجينجيرول المضاد للالتهابات الذي يمنع الإجهاد التأكسدي ويساعد في الوقاية من الأمراض، أيضا تحتوي أوراق النعناع على المنثول ذي التأثير المهدئ وتخفيف آلام الصداع. ويمكن استخدام القرنفل علاجًا للصداع بفضل خصائصه المهدئة وتخفيف آلام الأسنان، أيضا زيت اللافندر يحسّن وظائف المخ ويحسن جودة النوم ويشفي الجروح ويحمي من أعراض السكري ويخفف الألم، ويعد الليمون مسكنًا للألم ويعزز الاسترخاء ويساعد على التخلص من التوتر والقلق، كما تحتوي أزهار البابونج على مركبات الفلافونويد ذات الخصائص المضادة للالتهابات والمسكنة للألم، كما يساعد اليانسون على تخفيف الألم الناجم عن الضغط وتقليل الالتهابات والآلام مثل الأسبرين، كما أن للهيل خصائص مضادة للأكسدة، ويمتاز بخواصه المضادة للالتهابات ويعد علاجاً فعالاً لالتهاب الحلق، كما يعمل التفاح والتوت والموز على تقليل ضغط الدم المرتفع لوجود البوتاسيوم ومركب الكيرسيتين الذي يدعم الأوردة.

كما يرتبط تناول الغذاء العلاجي بتعزيز الصحة العقلية بزيادة السيروتونين الذي يلعب دوراً محوريا في تنظيم عمل الجهاز الهضمي والساعة البيولوجية وصحة الدماغ والتغلب على القلق والتوتر، فقد ذكرت الدراسات أن تناول القهوة والشوكولاتة والموز يعزز الحالة المزاجية؛ لاحتوائها على التربتوفان الذي يستخدمه الجسم لإنتاج السيروتونين.. أيضا تناول الأفوكادو والبيض يجعل الانسان أكثر سعادة لوجود الكولين الضروري لتنظيم وظائف الجهاز العصبي والمزاج. أيضا تناول التوت يرتبط بتقليل الالتهابات لغناه بمركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة، كما يقلل التوت من أعراض الاكتئاب، أضف إلى ذلك تناول الأطعمة المخمرة مثل مخلل الملفوف والزبادي التي تدعم التخمر البكتيري الصحي في الأمعاء الضروري للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتحسن الحالة المزاجية والسيطرة على القلق والاكتئاب.

يعد الإفراط في تناول الأطعمة الصحية وغير الصحية خطرا يهدد صحة الانسان، لذا يجب عدم الإفراط في تناول الطعام، قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

كما يجب البعد عن القلق والتوتر العدو الأكبر للعلاج الذاتي، كما تنشط آليات الشفاء الذاتي بالاسترخاء والتأمل التفاؤل والأفكار الإيجابية والسعادة وعلو الهمة.

أ. د. جمال الدين إبراهيم هريسه

أستاذ الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية

كلية الصيدلة

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA