مادة مهارات القراءة في المنهاج الدراسي

 

 

مادة مهارات القراءة من أهم المواد التي أدخلها قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، بالرغم أن البعض لا يلقيها اهتماما بالغا، ولكنها منهج متميز في غاية الأهمية لجميع الطلاب، لأن هذه المادة تساعد الطالب على تحصيل الملكة في استيعاب اللغة، وفي اكتساب المهارات والخبرات في تعلم اللغة العربية، وذلك حين ضعفت ملكة اللغة لأصحابها، والأجانب بطبعهم يواجهون صعوبة في النطق والأداء، وبتجربة ذاتية بعد دراسة هذه المادة؛ أنا أحسست أهميتها البالغة وأريد اكتشاف بعض الجوانب خلال هذا المقال القصير.

أن هذه المادة تساعد الطالب على النطق الصحيح من خلال أداء الكلمات والأحرف بنطق سليم وصاف، وذلك بالمرانة والتدرب، بصوت جهوري؛ يؤديه إلى اكتشاف الأخطاء واللحن، وهنا يأتي دور الأستاذ بالتنبيه والإرشاد في المقام والموقف، وتوجيههم إلى بعض المواقع الإلكترونية والمقاطع التي يكون النص المقروء فيها بإلقاء البعض للاستفادة.

وبالقراءة يتعلم الطالب مهارة نحوية وصرفية، وبالتساؤلات، والمناقشة حول دلالتها الصرفية والنحوية، وبطرح الأفكار والآراء وتحفيزهم إلى الكتب المتعلقة بالإعراب والذي تساعدهم في إتقان الإعراب والبناء الصرفي وإدراك النصوص ومعانيها، على سبيل المثال تعرفنا على كتابين مهمين في إعراب القرآن وهما «الياقوت والمرجان في إعراب القرآن» لمحمد نوري بارتجي و «دروس في الإعراب» لعبده الراجحي وهما مفيدان في تعلم الإعراب واكتشاف مواضعه في ضوء الآيات القرآنية التي هي خير دليل في الصحة.

ومادة مهارات القراءة تثقف الطلاب في اكتشاف النقاط البلاغية والتعرف عليها من خلال النص المقروء، واستيعابها، استحضارها في الأذهان، من الجناس والسجع، والطباق، والمقابلة، والكناية، والمجاز، والتشبيه، والاستعارة، وفي هذا الموقف يتلذذ من العبارات والنصوص مع اكتساب الخبرات والمهارات ويعالجها في الإنتاج الفني والبلاغي وبجماليات الأساليب.  

وأثناء قراءة النصوص يجري النقاش حول تحليل الخطاب والنصوص والنقد عليها، وتعيين الكلمات التي تكون فيها بعض الوهن في موضعها، وإيجاد الكلمات الأخرى التي يتأتى فيه، ويكتسب المهارات النقدية وتحليلها وتمييز الصحيح والخطأ، والتأمل من ناحية عديدة، والتعرف على الكلمات الفصيحة والغريبة.

وهنا يقطف الطالب ثمار عقول الآخرين بفهم النصوص وتزويد عقليتها ورفع كفاءتها، والتقاط المعلومة ومعالجتها، واستثمارها في حياتها العلمية نظرا لمعنوية النص، وإيجاد الفروق وتقييمها حسب القرون والكتاب القدامى والمعاصرين، والتعرف على المنهج الخاص بهم، ويعرف بقراءته أسلوب الكتابة الأدبية والعلمية، والتعرف على الهيكل التنظيمي للكتابة، وكيفية ترتيب الأفكار ووضعها في قالب النصوص للوصول إلى القراء.

ويمكن إنشاء بيئة وأجواء خاصة للطالب نفسه حول تعلم اللغة لأغراض خاصة مثلا في مجال السياحة والدبلوماسية والاقتصاد والطب والتسوق الإلكتروني الذي يوافق سوق العمل، ويبني بناء ثقافيا ثريا تعمل على نشر اللغة العربية وترسيخ قيمها في المجتمع والأفراد، فيتسع نطاق الفوائد ويوافق العصر الراهن ومتطلباته.

وإذا ننظر إلى هذا المنهج من ناحية مختلفة بحيث بعضهم ضعفاء في الأداء وبعضهم في القواعد وبعضهم في الفهم فهذا المنهج يساعدهم كثيرا في تطوير هذه المهارات التي ذكرت أعلاه، 

وفي الختام فإن هذا المنهاج الذي أدخله الجامعة يطابق تماما مع احتياج الطلاب ويسد الكثير من الفجوات والخلل الدراسي من ناحية التطبيق، ويكمل متطلبات الدراسية التي يستفيد منها الطالب مع المتعة الذهنية وتنمية المهارات القرائية والتحليلية والتطبيقية، فهم النصوص المختلفة حسب العصور وحسب تعدد الأغراض والأدباء الكبار، بشكل عام فهو مفيد للغاية للطلاب الأجانب والعرب، فحبذا لو أدخل هذا المنهاج في كل الفصول كمادة لازمة تطبيقية. 

 

 جنيد يوسف عبدالرقيب

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA