قسم الإعلام.. اعتزاز بالماضي وتطلّع للمستقبل!

 

يحتفل قسم الإعلام بجامعة الملك سعود بعامه الخمسين منذ التأسيس في غرة رجب هذا العام 1444هـ. ويزهو القسم بإرثه الكبير المتمثّل بتخريج كفاءات بشرية خدمت الوطن في محافل عدة، واستضافةِ مؤتمرات علمية أثرت الحقل البحثي الإعلامي، إضافة إلى دورٍ في خدمة المجتمع وأفراده ظل القسم ملتزماً بالقيام به. وعبر سنوات ارتباطي بالقسم طالباً ثم معيداً، فمحاضراً، فأستاذًا مساعداً، واصل القسم سياسته الثابتة في الارتقاء بالعملية التدريسية، ودعم الجهود البحثية، وتعزيز الشراكة المجتمعية.

مرّ القسم بتحديات مرتبطة بما شهدته الصناعة الإعلامية من تغيّرات سريعة، لكنه تمكن من مواكبة متطلبات سوق العمل على مستوى المهارات التطبيقية دون أن يفقد هويته البحثية والتنظيرية. وغني عن الذكر أن المزج بين هذين الأمرين في حقل متجدد مثل الإعلام يمثّل تحدياً للمؤسسات الأكاديمية الطامحة للتميّز في العالم. ولم يكن القسم ليتمكن من هذا الدمج لولا رؤية بعيدة المدى ظل متمسّكا بها، من معالمها استمرار ابتعاث الكوادر التدريسية لأفضل الجامعات العالمية، واستقطاب الكوادر المتميّزة من مختلف الجامعات، وتطوير واعٍ لخططه الدراسية ومساراته التعليمية. كل ذلك أبقى الهيئة التدريسية بالقسم متفاعلة مع متطلبات كل حقبة زمنية، مما أسهم في استمرار عملية التحوّل التدريجي بين الأجيال، وحافظ على بقاء القسم متجدداً في أداء رسالته العلمية السامية، وأدى إلى حصول القسم على اعتمادات من جهات أكاديمية معتبرة.

كما واصل القسم جهوده في الجانب البحثي خلال الخمسين سنة الماضية، فأعقب بدء برنامج البكالوريوس، انطلاق برنامج الماجستير، ثم الدكتوراه خلال فترات زمنية لاحقة، وهو ما عكس التزام القسم ومنسوبيه بأهمية البحث العلمي في تطوير البيئة الإعلامية السعودية، ومساعدتها على مواجهة التحديات المختلفة. استضاف القسم كراسي ومراكز بحثية متعددة ساهمت في نشر مؤلفات وأبحاث وأوراق أثرت المكتبة العربية. كما أن صحيفة رسالة الجامعة، وأعمال مركز الإنتاج الإعلامي، والتقرير الأسبوعي، وبرامج البودكاست المتجددة، كلها تضاف إلى مركزية الدور الذي يقدمه قسم الإعلام باعتزاز وفخر.

ولم يُغفل القسم الحاجة الوطنية للكوادر النسائية في مجالات الإعلام؛ إذ أتاح للمرأة دراسة تخصصات الإعلام بمختلف الدرجات؛ ليتماشى مع دوره في التنوير المجتمعي. ولم يغب القسم عن مشاركاته المجتمعية المتعددة سواءً على سبيل الندوات العلمية، أم الخدمات الإعلامية، أم المشاركات التنظيمية في مختلف المناسبات التي تُتاح له فيها الفرصة لأداء دور يتماشى مع هدف سامٍ تسعى له المؤسسات الأكاديمية المرموقة، وهو خدمة المجتمع.

خمسون عاماً يحتفل بها قسم الإعلام الأول في الجزيرة العربية، فخوراً بما قدم، ومتطلعاً لعطاء مستمر في الخمسين عاماً القادمة، معتمداً على خبرته الطويلة، ودمائه المتجددة، وروحه التوّاقة للإنجاز والعطاء والتميّز، مستلهماً خطوات التحوّل المؤسسي في الجامعة، بعد انتقال مرجعيتها إلى الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض. مبارك لقسمنا العزيز ومنسوبيه وخريجيه، ولكل الوطن.

 

د. طلال بن عبدالرحمن الشثري

 أستاذ الإعلام المساعد

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA