قسم الإعلام والإذاعة العتيدة

لا يخفى على القارئ الكريم ما يمرُّ به عالم اليوم من تغييرات كبيرة في جميع مجالات الحياة، ومن هذه المجالات مجال الإعلام، فقد تحول الإعلام من قصاصاتٍ ورقية معدودة ونشرات إخبارية محدودة ومسلسلات إذاعية أو تلفزيونية ميسورة إلى محرك أساسي في حياة الإنسان اليومية، ومع ذلك فهو ما يزال إعلاماً لم يخرج من نطاق التخصص.
وإنني أود لفت النظر إلى تزامن حدثين تاريخيين وقعا في الأيام القليلة الماضية مرتبطين بعالم الإعلام أحدهما ثابت والآخر متغير، فأما الثابت فهو احتفال قسم الإعلام بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية باليوبيل الذهبي ومرور خمسين عاماً من عمره المديد -إن شاء الله- جرت فيه فعاليات احتفالية مميزة وتحقيقات موسعة في هذه الصحيفة -أي رسالة الجامعة- ومعرض مصاحب في بهو الجامعة الكبير، احتوى على صور نادرة لأيام التأسيس ومقتنيات ثمينة أصبحت تاريخية في أيامنا هذه مثل: الكاميرات الفوتوغرافية، وكاميرات الفيديو القديمة بأحجامها الضخمة، وأجهزة عرض الأفلام السينمائية، وأوائل الأعداد من رسالة الجامعة، أي أنه عرض لشريط الذكريات وألبوم الصور لعائلة قسم الإعلام الذين عملوا يداً واحدة للحفاظ على مستوى قسمهم مرجعاً أكاديمياً معتمداً للمشتغلين بالإعلام في بلادنا، وقد زامن هذا الاحتفال الدال على الثبات والاستمرارية متغيرا كبيرا في عالم الإعلام وهو إغلاق هيئة الإذاعة البريطانية لإذاعتها العربية بعد أربعة وثمانين عاماً من البث.
إن هذه الصدفة في تزامن هذين الحدثين تمنحنا فرصة عظمى للانكباب على طلب العلم والتعمق في البحث، وذلك لتطوير الوسائل الإعلامية لتلائم العصر الجديد، ولتؤدي رسالتها الأساسية في نشر الأخبار الصحيحة والمعلومات الجادة والترفيه البريء الذي ينمي الذائقة ويحافظ على الأخلاق.
ويوبيل ذهبي مبارك لقسم الإعلام والعقبى لمائة عام إن شاء الله.

 

عبدالله عبدالمحسن العبدالكريم
مكتبة الملك سلمان المركزية

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA