المتغير المستقل والمتغير التابع

يُمثّل المتغير المستقل (متغير واحد أو مجموعة من المتغيرات) نقطة الانطلاق لكشف الغموض الذي يحيط بالمتغير التابع. حيث يمثل المتغير التابع ظاهرة ما إيجابية كانت أم سلبية. فعند عدم القدرة على فهم آلية تشكل المتغير التابع فإننا نتجه إلى محاولة البحث عن سبب ذلك من خلال البحث العلمي باستخدام المنهجية العلمية. هذه الآلية تعني أن لدينا متغيّر واحد أو مجموعة من المتغيرات المستقلة تعمد إلى تفسير علمي من خلال تحليل دور ذلك المتغير أو المتغيرات في كشف ذلك الغموض. ولكي نتعامل مع تلك المتغيرات يتطلب الأمر بعض الشروط وهي:

-       أن تكون جميع المتغيرات (المتغير أو المتغيرات المستقلة والمتغير التابع) بسيطة، ونعني بذلك أن المتغير لا يمكن تجزئته، فمثلا متغير الجنس، والعمر، والراتب، ومعدل الذكاء، ومعدل الرضا ...إلخ متغيرات بسيطة لا يمكن تجزئتها. في حين أن متغير العلاقات الأسرية، الدخل، العوامل الاقتصادية ...إلخ لا يمكن التعامل معها؛ لأنها لا تتحقق في الواقع إلاّ من خلال مجموعة من المتغيرات البسيطة (علاقة الأب بالأم، علاقته مع أبنائه " كل ابن أو ابنة له علاقة مستقلة مع والدة"، وكذلك الحال مع الأم والأبناء فيما بينهم)، أن جميع العلاقات الأسرية إنما هي شبكة من المتغيرات يجمعها في النهاية متغير واحد هو العلاقات الأسرية.

-       أن يكون المتغير واضحاً، ونقصد بذلك أن كل مفردات مجتمع الدراسة تفهم ما المقصود بالمتغير، فبعض المتغيرات تكون بسيطة لكنها قد تكون غير مفهومة من مجتمع الدراسة، لذا يحب اختيار مدلول المتغير بشكل يفهمه مجتمع الدراسة، وهذا يتطلب أن يقوم الباحث بالنزول إلى مستوى فهم وإدراك مجتمع الدراسة، فصياغة متغير لمجتمع دراسة من الأكاديميين يختلف عن صياغة نفس المتغير لعيّنة لمجتمع من بيئة عمالية أو زراعية. فمثلا مصطلح العولمة قد لا يكون مفهوماً مثل الكثير من مفردات المجتمع.

-       أن يكون قابلاً للقياس، فالمتغير الذي لا يمكن قياسه لا يعدّ متغيراً. ونقصد بالقياس أن المتغير له مستويات. فمثلا متغير الحالة الاجتماعية ينقسم إلى "لم يسبق له الزواج" و "متزوج" و"مطلق" "وأرمل"، هنا كل مستوى يحدّد خاصية لا يشترك فيها مع خاصية أخرى.

جميع المتغيرات التي تنطبق عليها الشروط السابقة هي متغيرات مصدرها المعرفة العاملة، والإجابة عليها تتم بصورة مباشرة وبسيطة.

أما في حالة وجود متغيرات لا يمكن تحديد مستوياتها بشكل دقيق، فلا تقاس بشكل مباشر وإنما من خلال مقاييس. وهذه النوعية من المتغيرات تصنّف على النحو التالي: الاتجاهات، والرأي، والاعتقاد، والمهارة، والسلوك. (سوف يتم التطرق للمقاييس في مجموعة من النبضات).

بعد توضيح خصائص المتغير نتجه إلى دور المتغير في البحث، فالمتغير المستقلّ دائماً يتواجد قبل المتغير التابع، أو أنه يرتبط مع متغير آخر.

فمثلا:

-       (الارتباط: أن كلا المتغيرين كمي) كيف يرتبط متغير الرضا الوظيفي بمتغير الإنتاج، كلا المتغيرين موجود في الواقع، لكننا نحاول أن نعرف هل التغير في متغير الرضا يسهم في متغير الإنتاج "سلباً أو إيجاباً" (قياس معامل بيرسون).

-       (الاختلاف متغير مستقل اسمي وتابع كمي) هل يختلف الذكور عن الإناث في التحصيل. هنا أيضاً كلا المتغيرين موجودين في الواقع، لكن عندما نجزّئ متغير التحصيل إلى مجموعتين الأولى ذكور والثانية إناث هل يختلفون فيما بينهما ( قياسات "ت" وأحادي التباين تبعاً لعدد مستويات المتغير المستقل).

-       (التأثير لا يوجد المتغير المستقل أو التابع) عند الرغبة في التعرف على تأثير مؤثر على سلوك الأفراد، فإن متغيرا جديدا يتولد من خلال الفروق بين القياس القبلي والبعدي، ومن خلال قسمة متوسط تلك الفروق مقسوماً على الخطأ المعياري لها ليتم تحديد ما إذا كان للمؤثر تأثيراً أم لا.

-       (التوزيع لا يوجد تحديد للمتغير المستقل والمتغير التابع) ويتم فيه توزيع مستويات المتغير الأول مع المتغير الثاني دون تحديد نوع المتغير مستقلاً أم تابعاً، وتحسب قيمة استقلالية المتغيرين من عدمها من خلال قياس مربع كاي.

 

 

أ.د.سعود بن ضحيان عبدالعزيز الضحيان

 

أستاذ المناهج والقياس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

 
0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA