تتذكرون «يوم بدينا؟» وكانت كل منطقة تتميز بلهجة ولكنة معينة؟ الاعتزاز والانتماء الذي كان في كل مواطن سعودي نجدي أو شرقاوي، أوجنوبي، غربي كان أو شمالي. في يوم التأسيس السعودي نريد أن نرى الاختلاف بين كل منطقة ومنطقة، و نحيي تراثنا ونستمر في إحيائه طوال السنة.
يوجد حوالي ٢٨ لهجة داخل المملكة العربية السعودية، من الممكن أن تكون متشابهة بشكل عام؛ لكنها تختلف في مخارج الحروف والنطق، وهذا الذي يميزها عن غيرها.
مع اكتساح اللهجة البيضاء في المملكة نتيجة لانتقال سكان القرى للمدن، بدأ سكان المناطق ينسلخون من أصلهم، واندثر تراثهم بأيديهم، ومع محاولاتهم الشديدة للاندماج؛ إلا أن من الممكن تمييز كل فرد من أي منطقة بناءً على فروقات بسيطة، فمثلًا لهجة أهل الغربية تتطغى عليها الرقة والنعومة في مخارج الحروف، أما عند أهل نجد فالكلمات أكثر خشونة وتفخيمًا، خاصةً في حرفي الراء واللام، انتقالًا إلى جنوب المملكة حيث يميلون إلى ضم الحروف غالبًا، وهذه الفروقات لها طعم ورونق خاص.
ومن جمال تنوع لهجاتنا أنك بمجرد استخدامك حرفًا ما مثل: )شين- جيم- تس- سين( بدلًا من كاف المخاطبة )الموجهة للنساء(، فإن كل حرف يدل على منطقة معينة، وقد تتشارك بعض المناطق الحرف نفسه، فبعض أهل الجنوب يتكلمون بحرف الشين، وسكان المنطقة الوسطى يترنمون بجميع الحروف ماعدا الشين والجيم، نزوحًا إلى شرق المملكة، حيث يبرز لديهم استخدام حرفي الـشين أو الجيم، وتسمى هذه اللهجة باللهجة الخليجية، وتختلف شدة نطق الحروف من منطقة لأخرى مثل منطقة الأحساء واختلافها عن الدمام وحفر الباطن، بالمقابل هناك من يحذف ياء المتكلم، على سبيل المثال كلمة «أعطني» تصبح «عطن»، حينها ستعرف فورا أن مسقط رأس هذا الشخص إما من القصيم أو حائل.
تميزنا باختلافنا وتنوعنا، كل أحد منا يجب أن يعتز بالقرية الصغيرة التي ترعرع فيها أبوه وأمه، ويجب أن نواصل نشر ما بناه أجدادنا، ونحافظ على عراقتنا وتراثنا بكل فخر.
نورة الدوسري – سمية المطيري
إضافة تعليق جديد