أزمة سلوك

 

 

في كثير من الأحيان أذهب إلى إحدى الحدائق التي بها أماكن مخصصة لرياضة المشي بعد العصر قبل الغروب، فأرى كثيرًا من المسطحات الخضراء وقد تحولت إلى مرمى للنفايات أكرمكم الله، وقد شُوهت مناظر جمال تلك الحدائق والمتنزهات ببعض أولئك البشر الذين أصبحت البيئة تئن وتشتكي إلى الله من سوء فعلهم وطبعهم المشين، وكلما رأيت تلك المناظر المخجلة قلت في نفسي كان الله في عون عمال النظافة مع صبيحة كل يوم.

 

للأسف بعضنا لديه أزمة في السلوكيات والأخلاق وهذا ما ينقص بعضاً منا اليوم، الأنانية البغيضة وعدم حب الخير للغير، وإلا فماذا ينقص منا وماذا يكلفنا لو تركنا أي مكان نذهب إليه جميلاً ونظيفاً لنا ولغيرنا؟! وهذا السلوك غير اللائق قد يعطي انطباعاً سيئاً عنا نحن المسلمين أمام غيرنا، ويُتخذ فرصة سانحة للطعن في ديننا وأخلاقنا بسبب سوء تصرف  بعض هذه العيّنات البشرية وحماقتها، بل البعض قد يرمى بزجاجة لمشروبات العلب الحادة من باب سيارته غير مكترث بأنها قد تسبب إلحاق الأذى بأحدٍ من الناس، وقد شاهدت ذلك بنفسي. وحتى  أشرف  بقاع الأرض وأطهرها )المسجد الحرام( لم يسلم من تلك الأفعال، فكم نشاهد في صحن المطاف وساحات المسجد من يرمي بمناديل ومخلفات ونحوها هنا وهناك! والقائمة تطول، وما خفي أعظم، وكل يوم نتفاجأ بحماقات قد لا تخطر على البال من بعض تلك العينات البشرية العدوةِ للأخلاق والوطن على حدٍ سواء.  

 

     البعض لا يجهل ما جاء في ديننا من دعوة إلى الآداب ومكارم الأخلاق والأفعال، فالعلم الآن أصبح سهلاً وميسوراً بفضل من الله، ثم بفضل بعض الوسائل والتقنيات المتنوعة المتاحة، بل هي مسألة أزمة سلوك وأخلاق ولامبالاة منذ النشأة.         

 

      

 عبد الله عسيري 

 

 كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA