شيء من العزلة

 

الإنسان اجتماعي بطبعه الذي فطره الله عليه، وسُمي الناس ناساً لأنهم يأنسون بعضهم ببعض، لكن -مع عجلة أحداث الحياة المتسارعة- يحتاج الإنسان إلى شيء من العزلة والهدوء والبعد قليلاً دون كثرة مخالطة، لكن بتوازن بين المخالطة العزلة، فلا تطغى أي واحدة منهما على حساب الأخرى، فالمخالطة في الخير كالجُمَع والجماعات، وصلة الأرحام، والعلاقات الاجتماعية ونحوها مطلوبة، ولا يستغني عنها أي واحدٍ منا، وبالمقابل تُستحب العزلة عن المخالطة المحرمة التي لا تفيد، والتي تكون عند وجود منكرات تخالف الشريعة لا يُستطاع تغييرها.

   أحياناً العزلة فيها  شيء من المنافع، ولها أصل في ديننا، فمثلاً عند الفتن التي لا يتبين فيها الحق من الباطل يجب على الإنسان البعد عنها، وعدم التعرض لها، والعزلة كذلك أقرب إلى إخلاص العمل لله، والبعد عن الرياء وطلب الشهرة، وفي حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم" إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " )رواه مسلم(.

   قال بعضهم: أحتاج الوحدة والسكون لكي أفكر، فأنا كلما فتحت صفحة وجدتها أسوأ من التي تسبقها، وفي العزلة شيء من التأمل، وقراءة كتاب مفيد، ومحاسبة النفس، وعافية من قرناء السوء والمحبطين.

 ويبقى التوازن مطلوب في كلتا الحالتين بلا إفراط أو تفريط.

 

عبد الله عسيري – كلية العلوم

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA