كيف يكون صيامك صحيًّا؟

 

يُعدّ شهر رمضان من أفضل الشهور، وقد خصّ الله هذا الشهر بإقامة ركن من أركان الإسلام وهو صيام رمضان هذه العبادة العظيمة التي يؤديها المسلم كل عام، ولكي يكون صيامك صحيًا هذا العام أذكر أحبتي ببعض الجوانب الصحية التي تجعل الصيام -بعون الله- فرصة ذهبية؛ لتحسّن صحتك العضوية، والنفسية، والروحية.

أولا: أن تستشعر معاني الصيام، وأنه عبادة خالصة لله عز وجل، مما يضفي على النفس الشعور بالطمأنينة والرضا والفرح بهذا الشهر العظيم.
ثانيا: ليكن طعامك وشرابك في هذا الشهر معتدلا دون إسراف أو حرمان، فلا تكثر من الأطعمة غير الصحية التي قد تكثُر في موائد شهر رمضان من الحلويات، والمعجنات، والمقليات.
ثالثا: اشرب الماء بكمية كافية على فترات متعددة خلال فترة إفطارك بالمساء، حتى يأخذ الجسم حاجته من السوائل، ويعوض نقص الماء نتيجة الصيام خلال نهار رمضان.
رابعا: إذا كنت مريضا بمرض السكري وتستطيع الصيام، فنظّم جرعات الدواء حسب إرشادات طبيبك، وغالبا ينصح الأطباء مرضاهم بخفض جرعة السحور؛ لكي لا يحصل هبوط في مستوى السكر خلال النهار، وعليك متابعة مستوى السكر في المنزل دوريا، ولا سيّما الأسبوع الأول من الشهر.
خامسا: إذا شعرت بدوخة أو تعرق أو خفقان وتعب أثناء الصيام فتأكد من مستوى السكر بالدم وكذلك مستوى ضغط الدم، فإذا كان هناك هبوط في مستوى السكر تحت السبعين مليجرام، فعليك بالإفطار مباشرة فالدين يسر ولله الحمد والمنة وقضاء هذا اليوم لاحقا، وهذا من عظمة أحكام الشريعة الإسلامية المراعية لأحوال المرضى.
سادسا: يفضّل استشارة طبيبك خلال زيارتك الدورية كل عام قبل رمضان بفترة كافية عن كيفية ترتيب أدويتك؟ وما هي توجيهاته في شهر رمضان؟.
سابعا: أغلب المرضى المستقرة حالتهم -حسب رأي الطبيب المعالج- يستطيعون الصيام مع تنظيم وقت وجرعات الدواء والمتابعة المنزلية، ومن نصحه طبيبه المعالج بعدم الصيام، لما يترتب على ذلك من أضرار تؤثر على صحته، عليه أن يأخذ بالرُّخصة التي أباحها الله -عز وجل- للمرضى، ويسأل العلماء عن الحكم الشرعي.
ثامنا: لا تأكل الطعام دفعة واحدة وبكميات كبيرة مع الإفطار، بل تناول حبات التمر والماء وكُل واشرب باعتدال وبالتدرج على فترات، حتى ترتاح معدتك وتتمّ عملية الهضم بسهولة ولا تشعر بالتخمة والكسل والخمول. ولا تنسَ وجبة السحور ولو كانت قليلة فإنها بركة وتساعدك وتقوي جسمك على الصيام.
تاسعا: تذكر أن الهدف من الصيام تقوى الله -عز وجل-، فحافظ على صومك بحسن الخُلق، وطيِّب الكلام، وطلاقة الوجه في التعامل مع الآخرين، ولا سيّما مع والدِّيك وأهلك وكلّ من يتعامل معك. وأنصحك بالإكثار من ذكر الله عز وجل، والدعاء، وقراءة القرآن، فإن هذه الأعمال غذاء مهم للروح ولصحتك النفسية والروحية.
وختاما: أسأل الله أن يعيننا وإياكم على صيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وأن يتقبل منا ومنكم، وأن يمن علينا وعليكم برضاه وجنّته.
 
أ.د يوسف بن عبدالله التركي
أستاذ واستشاري طب الأسرة
قسم طب الأسرة والمجتمع
كلية الطب - جامعة الملك سعود
0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA