البيئة والقطاع الزراعي

يشكل القطاع الزراعي أحد أهم القطاعات الاقتصادية من خلال دوره التنموي -خصوصا في المناطق الريفية- وكذلك دوره الاستراتيجي في دعم الأمن الغذائي، ويتفاعل النشاط الزراعي بشكل مباشر مع  البيئة الطبيعية حيث يعتمد على الموارد الأولية في النظام البيئي مثل المياه والتربة، وينتج من هذا التفاعل على المدى البعيد بعض الآثار السلبية على النظام البيئي؛ لذلك يجب التقليل من هذه الآثار السلبية على النظام البيئي بتسليط الضوء على هذه النقاط ونحن نحتفل باليوم العالمي للبيئة.

تعتمد الخطة الإستراتيجية للتنمية الزراعية في المملكة على تحقيق مبدأ الاستدامة، وهو أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين، إلى جانب الدور الرئيس للقطاع الزراعي المستدام في الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي، ومن ثَم فإن النظم الزراعية المستدامة تسهم أيضا في الحفاظ على الموارد الطبيعية، والحد من الآثار السلبية للنشاط الزراعي على الإنسان وعلى النظام البيئي أيضا.

ويمر المنتج الزراعي خلال عملية الإنتاج بعدة مراحل تبدأ من الزراعة في الحقل حتى تصل هذه المنتجات إلى المستهلك، وتسمَّى هذه المراحل «سلسلة الإنتاج»، يتعرض خلالها المنتج إلى عدة مخاطر وملوثات قد تكون ملوثات كيميائية أو بيولوجية أو فيزيائية.

وينتج التلوث الكيميائي بشكل رئيس من الاستخدام المكثف للمبيدات الكيماوية، مما يتسبب في عدد من الأمراض المستعصية، وتفقد هذه المبيدات -مع مرور الوقت- فعاليتها، وتتسبب في تلوث البيئة )الماء – الهواء – التربة – الحياة الفطرية(.

و تشكل المياه أحد أهم مصادر التلوث الميكروبي خصوصا عندما يلامس الأجزاء المأكولة من النبات، أما التلوث الفيزيائي فإنه ينتج من العوالق الترابية، وتعدّ حبيبات الرمل إحدى أهم ملوثات المنتجات الزراعية التى يمكن أن تشاهَد بالعين المجردة، حيث يؤثر على إقبال المستهلك على المنتج الزراعي بالرغم من أنه أقل خطرا من التلوث الميكروبي والكيميائي.

ولتحقيق مبداء الاستدامة في القطاع الزراعي يجب الحد من الآثار السلبية للنشاط الزراعي على البيئة والإنسان، ويُعد الاستخدام المكثف للمدخلات الزراعية ومن أهمها الأسمدة والمبيدات من أوضح الآثار السلبية لهذا النشاط.

وتشتد الضغوط عالميا لزيادة إنتاج الغذاء من أجل مواجهة الطلب المتزايد نتيجة ارتفاع عدد السكان، وفي الوقت نفسه يواجه العالم نقصا في الموارد الزراعية الرئيسية مثل المياه والتربة الزراعية الصالحة للزراعة، وينتج عن ذلك استخدام مكثف لمدخلات الإنتاج لزيادة الإنتاج لوحدة المساحة.

وينتج عن هذا الاستخدام المكثف أضرار سلبية على البيئة وصحة الإنسان، ويمكن الحد من هذه الأضرار باتباع أساليب زراعية حديثة تمزج بين الممارسات الزراعية الجيدة واستخدام التقنيات الزراعية الحديثة التي تحد من آثار التلوث على البيئة والإنسان.

د. عبدالعزيز بن رابح الحربي

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA