إدراك الضغوط النفسية وعلاقتها بالتنبؤات

 

 

رسالة الجامعة ـ التحرير:

أجرى الباحث الدكتور عبدالله أحمد الزهراني من قسم علم النفس بكلية التربية دراسة بعنوان: القدرة التنبؤيّة لإدراك الضغوط النفسية والدعم الاجتماعي لدى عيّنة من طلاب جامعة الملك سعود.

هدفت الدراسة إلى التنبؤ بإدراك الضغوط النفسية من خلال متغيِّري الصلابة النفسية والدعم الاجتماعي لدى عينة من طلبة جامعة الملك سعود، وتكوّنت عينة الدراسة من 104 طالبًا من مرحلة البكالوريوس في كلية التربية بجامعة الملك سعود من مختلف التخصصات والمستويات، والمسجلين في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2018م، وتم اختيارهم بطريقة عشوائية.

استخدم الباحث في دراسته الحاليّة المقاييس الآتية: مقياس الصلابة النفسية، ومقياس إدراك الضغوط النفسية، ومقياس الدعم الاجتماعي مع إجراء بعض التعديلات، والتحقق من الصدق والثبات قبل البدء بتطبيقها على عيّنة الدراسة.

وتوصلت الدراسة إلى أنه يمكن التنبؤ بإدراك الضغوط  النفسية من خلال الصلابة النفسية، فيما لا يمكن التنبؤ بإدراك الضغوط النفسية لدى أفراد العينية من خلال الدعم الاجتماعي، كما أنه لا توجد فروق في التنبؤ بإدراك الضغوط تُعزى لمستوى الصلابة لدى أفراد العينة سواء أكانت الصلابة مرتفعة أم متوسطة.

وتُعدّ الصلابة النفسية عاملًا هاما في الصحة النفسية، وهي مجموعة من الخصائص النفسية تشمل المتغيرات الآتية: الالتزام، ووضوح الهدف، والتحكم، والتحدي وهذه الخصائص من شأنها المحافظة على الصحة النفسية، والجسمية، والأمن النفسي، رغم التعرض للأحداث الضاغطة. وأشارت عددا من الدراسات إلى أهمية الصلابة النفسية لدى كبار السن بوصفها أحد عوامل المقاومة ضد الضغوط والأزمات، وتعمل حاجزا يحول بين الفرد صاحب الشخصية الصلبة والضغوط؛ ليتعامل معها بصورة جادة وفاعلة، كما يميل للتفاؤل والتعامل المباشر مع مصادر الضغط، وبذلك فإنه يستطيع تحويل المواقف الضاغطة  إلى مواقف أقل تهديدًا، وعليه،  يكون أقلّ عرضة للآثار السلبية المرتبطة  بالضغوط.  ويشار إلى أن ذوي الصلابة النفسية المرتفعة  لديهم أعراض نفسية وجسمية قليلة، ولديهم قدرة على التحمل الاجتماعي، وارتفاع دافعية العمل، ولديهم  القدرة على التفاؤل، والتوجه نحو الحياة ومواجهة أحداث الحياة الضاغطة، بعكس ذوي الصلابة النفسية المنخفضة، الذين يتصفون بعدم وجود معنى لحياتهم، ولا يتفاعلون مع بيئاتهم، ويفضّلون ثبات الأحداث الحياتية. 

وأشارت دراسة مخيمر 1997 إلى أن الصلابة النفسية تنشأ من إدراك الدفء والرعاية والاهتمام  من الوالدين، وذلك يعد جزءًا أساسيا من المساندة الاجتماعية.

كما توصلت كوبازا 1979 إلى ثلاثة أبعاد تتكون منها الصلابة النفسية وهي:1- الالتزام ويعني اعتقاد الفرد حقيقة ذاته وما يفعل، ويمكن أن يتضح ذلك من خلال  قيمة الحياة  التي تكمن  في ولاء الفرد لبعض المبادئ والقيم، واعتقاده أن لحياته هدفاً ومعنى يعيش من أجله. 2-التحكم ويعني الاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار ومواجهة الأزمات. 3- التحكم ويعني اعتقاد الفرد أن بإمكانه التحكم  فيما يلقاه من أحداث، ويتحمل المسؤولية الشخصية عما يحدث له، ويتضمن القدرة على اتخاذ القرار والاختيار من بين بدائل متعددة، والقدرة على التفسير والتقدير للأحداث الضاغطة، والقدرة على المواجهة الفاعلة وبذل الجهد مع دافعية كبيرة للإنجاز والتحدي. ويشير التحدي إلى اعتقاد أن ما يطرأ من تغيير على جوانب  حياة الفرد هو أمر مثير وضروري للنمو أكثر من كونه تهديداً له، مما يساعده على المبادأة واستكشاف البيئة، ومعرفة المصادر النفسية والاجتماعية التي تساعد الفرد على مواجهة الضغوط بفاعلية. ويظهر التحدي في اقتحام المشكلات لحلها، والقدرة على المثابرة وعدم الخوف  عند مواجهة  المشكلات. إن الصلابة النفسية لا تخفف من وقع الأحداث الضاغطة؛ ولكنها  تمثل مصدرًا للمقاومة، والصمود، والوقاية من الآثار التي تحدثها الضغوط على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. إن الأشخاص الأكثر صلابة نفسية أقل تعرضاً للضغوط وأكثر صمودًا وإنجازًا وقيادة وضبطًا داخليا، كما يتميزون بالمرونة والنشاط.

0
قم بتقييم هذا المحتوى

إضافة تعليق جديد

التحقق البصري
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
Image CAPTCHA